البحث

التفاصيل

صوم الجياع

الرابط المختصر :

صوم الجياع

بقلم: الشيخ بشير بن حسن  (عضو الاتحاد)

يقول الله تبارك وتعالى  مبينا المقصد الأكبر من عبادة الصيام( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) البقرة 183، فالتقوى هي الثمرة التي يجب أن ترى وينعكس أثرها على الصائم ، وهي حالة من الوعي الديني ، بمراقبة الإنسان ربه عز وجل ، ولحظ تصرفاته ، وحرصه الزائد على فعل الأوامر واجتناب النواهي والزواجر، وليس المقصود من الصيام الجوع والعطش والامتناع عن سائر المفطرات فقط، التي هي في الأصل من المباحات في سائر الأوقات، إذ لو كان المقصود تركها لكان ذلك سهلا على كل إنسان حتى من لا يدين بدين الإسلام، ولذا نرى أناسا يتركون الطعام والشراب بقصد الحمية والتداوي ، أو لأجل النحافة بسبب الدهون والشحوم الزائدة في أبدانهم ، أو قصد إضراب الجوع ، أو غير ذلك من الدواعي.

وما أمرنا الله سبحانه بترك المباحات كل هذه الساعات الا من أجل أن نترك من باب أولى المحرمات، التي هي حرام في كل الأوقات ... وهي أكثر من أن تحصر، وإلا كان الصوم مدخولا أشبه بتعذيب الإنسان لنفسه بلا فائدة ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) رواه البخاري ومسلم.

وقال أيضا: (رُبّ صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش) رواه أحمد.

 

يقول جابر بن عبد الله رضي الله عنه: (إذا صمت فليصم سمعك وبصرك عن المحرم ، ودع أذى الجار ولتكن عليك سكينة ووقار ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء).

 

إذا لم يكن في السمع مني تصاون * وفي بصري غضّ وفي منطقي صمت

 

فحظّي إذن من صوميَ الجوع والظمأ * فإن قلت إني صمت يوما فما صمت !!

فهيا أنظروا في حال كثير منا !!

 

ترى منا صائما عن الطعام والشراب ، ولسانه لم يصم عن الغيبة والنميمة والخوض في أعراض الناس!

صائم و هو ينظر إلى الحرام ويتلذذ به !!

صائم وهو يغش في بيعه وشراءه !!

صائم وهو يحتكر السلعة ويغبن المستهلك!!

صائم وهو عاق لوالديه أو أحدهما !

صائم وهو يأكل الربا والرشوة !

صائم وهو يظلم الناس ويأكل أموالهم بالباطل!

صائم وهو يسفك الدماء ويقتل الخلق !

صائم وهو ظالم لزوجته وعياله !

صائمة وهي متمردة على زوجها مترفعة عليه !

صائمة وهي متبرجة فاتنة !!

صائمة وهي همازة لمازة بلسانها وأفعالها !!

 

فأين صيام هؤلاء؟؟

 

إنه صيام الجياع لا أكثر ولا أقل، ويوشك إن لم يصلحوا من شأنهم أن لا يكون لهم أجر، بل يكون عليهم الوزر لانتهاكهم حرمة الشهر!!

 

فيا عباد الله صوموا عن المحرمات، وصونوا صومكم عن النواقض والنواقص، فإنها أيام معدودات.

 

اللهم تب علينا توبة نصوحا.

 


: الأوسمة



السابق
الهند.. بين فيروس التطرف و"كوفيد 19"

مواضيع مرتبطة

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع