الرابط المختصر :
استقم كما أُمرت، لا كما أحببت!
بقلم: الشيخ ونيس المبروك (عضو الاتحاد)
ربما تكون هذه الآية هي التي شيَّبَتْ سيدَ المرسلين صلى الله عليه وسلم، وأشفقَ من حَمْلِ أمانتها؛ قال تعالى : "فاستقم كما أُمرتَ"
تدَبّر الآيةَ جيدا !
استقم كما أُمرت، لا كما أحببت!
مَنْ مِنّا يقوى على هذا اللون من الاستقامة، دون أن يمزجها بأهواء النفس وعِلل القلوب؟
مَنْ مِنا لا يخلط (كما أمرت) ببراعةِ التأول للخطأ والتبرير للخطيئة، أو يخلط بين الدين الإلهي الكامل، والتديّن البشري الناقص؟
إن الخطَ المستقيم هو أقصر المسافات بين نقطتين في عالم المادة، وهو أقصر الطرق للوصول إلى الله تبارك وتعالى، ولكن ضريبته في اجتماعنا مع الناس باهظة، ومَنْ جاهدَ النفسَ على لزومه؛ لن يَبقَ له صديق، وسيتعرّض لآلام، تصيبه في عرضه ونفسه وماله.
قد يصل المرء لمقامات من الأحوال والمعارف، وقد يُحققُ نصراً مثْلُوماً آنياً، أو عِزا موهُوما فانياً، ولكنه لا يصل للتمكين والتمَكّن، إلا على جِسر من مكابدة الليل، وجهادِ النفس، وإجهادِ البدن.
قيل للإمام الشافعي رحمه الله: أيهما أفضل للرجـل: أن يُمكّن، أو يبُتلى؟
فقال: لا يُمكّن حتى يبتلى.