هلال شوال: بلا خصومة ولا جدال!!!
بقلم: عبد الله لام (عضو الاتحاد)
بسم الله، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
وبعد:
فيا إخواني الكرام !!
يبدو أن الخلاف في عيد الفطر هذا العام ١٤٤١هجرية ليس بين أهل الفقه وأهل الفلك، وإنما بين أهل الفلك أنفسهم؛ وذلك لأنهم انقسموا في المسألة إلى فريقين كبيرين كالتالي:
١- فريق يقول باستحالة رؤية الهلال مطلقا مساء الجمعة أعني ليلة السبت؛ لأن القمر كان قد غرب قبل غروب الشمس بنسب تختلف باختلاف البلدان.
ومنهم من يقول: إن الذين ادعوا رؤية الهلال إنما رأوا كوكبي العطارد والمشتري لا القمر؛ لكونهما في الأفق ذلك المساء.
٢- فريق يقول بعدم استحالة الرؤية. بل هناك إمكانية الرؤية في بعض مناطق غرب أفريقيا مثل موريتانيا.
ومن بينهم من يرى بأن نفي إمكانية الرؤية يحتاج إلى دقة بالغة في الحساب، وأن أي خطأ في ذلك يؤدي إلى خطأ في النتيجة، وبالتالي يمكن رؤيته في مناطق في العالم، فيكون الخطأ راجعا إلى خطأ في الحساب الفلكي، لا في الرؤية والرائي.
وهذا خير دليل على أن المعركة دائرة بين الفلكيين، لا بينهم وبين أهل الفقه والعلم الشرعي هذه المرة.
وأما نحن فنستأنس بعلم الفلك ولا نعتمد عليه؛ لأن الحكم في العيد منوط بالرؤية، والله تعالى يقول: " (فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ) من الآية (185) من سورة البقرة، وقال صلى الله عليه وسلم: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته" متفق عليه، وقد رأى الهلال من رآه يقينا، واليقين لا يزول بالشك.
ثم إن الذين رأوه في كل بلد بلغوا حد التواتر فلله الحمد والمنة. ولا وجه للمقارنة بين رؤية كوكب ورؤية الهلال.
فنتعبد الله بأننا رأينا الهلال ليلة السبت بعد غروب شمس يوم الجمعة ٢٩ من رمضان لعام ١٤٤١هـ. فكان العيد يوم السبت غرة شوال يقينا، الموافق ٢٣ مارس ٢٠٢٠ ميلادية.
والله تعالى أعلم بالصواب.
وصلى الله على نبيا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.