الرابط المختصر :
الإخلاص في العمل
بقلم: د. عبدالله السادة (عضو الاتحاد)
عن عمر بن الخطاب ــ رضي الله عنه ــ أن رسول الله r قال: ((إنَّما الأَعمالُ بالنِّيَّات، وإِنَّمَا لِكُلِّ امرئٍ مَا نَوَى، فمنْ كانَتْ هجْرَتُهُ إِلَى الله ورَسُولِهِ فهجرتُه إلى الله ورسُولِهِ، ومنْ كاَنْت هجْرَتُه لدُنْيَا يُصيبُها، أَو امرَأَةٍ يَنْكحُها فهْجْرَتُهُ إلى ما هَاجَر إليْهِ.))([1])
هذا الحديث من أعظم وأجل الأحاديث، واتفق العلماء على صحته وتلقيه بالقبول.
قال عبد الرحمن بن مهدي ــ رحمه الله ـــ: " لو صنفت كتابـًا في الأبواب لجعلت حديث عمر بن الخطاب في الأعمال بالنيات في كل باب، وعنه أنه قال: من أراد أن يصنف كتابًا فليبدأ بحديث " الأعمال بالنيات ".([2])
إن الإخلاص من أعظم الأسباب المُعِينة على إصلاح العمل و إنجازه، لأنه بالنسبة للمؤمن محفز عظيم، و دافع كبير للمُضي قُدُمًا لإنجاز الأعمال و إكمالها و إنهائها، فالعامل المخلص في عمله و في كل شأنه يعمل بنشاط و همة عالية؛ لأنه يبتغي الثواب من الله ــ سبحانه و تعالى ــ الذي سيجازيه على إخلاصه واهتمامه بعمله، فلذلك لا يكون الإخلاص في عمل إلا كان العمل في أحسن صورته؛ و هو بهذا يدفع العامل إلى العمل بجد و نشاط و إن لم يكن عنده أحد؛ لأن العامل المخلص قد استحضر معية الله و علمه بما يعمل ، فإذا أردت الراحة و الطمأنينة و عدم الشعور بالذنب و التقصير فاعمل بإخلاص و تفانٍ تجد بغيتك، و تأخذ راتبك الذي تتقاضاه مقابل عملك حلالاً، فتدخل جوفك و تطعم أهلك و أولادك حلالاً .
فتلك والله من أعظم الراحة، ولن تجد بعد ذلك تأنيبًا لضميرك مادمت مخلصًا في عملك.
- من كتاب الأربعون الإدارية: 40 حديثا للموظفين ، جمعها وشرحها فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن إبراهيم السادة، عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ورئيس لجنة التربية والتعليم فرع قطر.
([1] ) متفق عليه.
([2]) جامع العلوم والحكم عند شرح الحديث الأول.