اعتقلت قوات الأمن المصرية العشرات بعد عملية اقتحام نفذتها أمس في قرية دلجا التابعة لمركز دير مواس بمحافظة المنيا جنوب البلاد، وفرضت فيها حظرا مؤقتا للتجوال، في حين تتواصل المظاهرات المنددة بالانقلاب العسكري الذي أطاح في 3 يوليو/تموز الماضي بالرئيس محمد مرسي.
وأكدت مصادر أمنية إلقاء القبض على عشرات المطلوبين والمتهمين باقتحام وحرق مركز شرطة دير مواس، ونقطة شرطة دلجا، ودير السيدة العذراء، والأنبا إبرام الأثري، وبيوت الأقباط بالقرية.
غاز وإصابات
وقال شهود عيان إن قوات الشرطة والجيش استخدمت مروحيات، وأطلقت قنابل الغاز في العملية، مما أسفر عن وقوع إصابات، كما أكدوا انقطاع خطوط الإنترنت والاتصالات عن القرية.
وحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية فقد استعادت قوات الأمن السيطرة على مداخل البلدة حيث يقيم 120 ألف نسمة، وأغلقتها أمام حركتي الدخول والخروج، كما فرضت حظر تجول فيها.
وقالت مصادر محلية وحقوقية إن تشكيلات من الجيش والأمن مدعومة بآليات مدرعة انتشرت حول المراكز الأمنية والكنائس بجميع مدن المنيا، خاصة بطريق كورنيش النيل أمام مقار المحافظة ومديرية الأمن ومقار أجهزة أمنية بمحيط مدرسة المنيا الثانوية وشارع المديرية.
ورأى مناهضو الانقلاب العسكري في مصر أن استهداف قرية دلجا بهذه الحملة الأمنية يمثل "عقابا" على كثافة مشاركة أهلها في الفعاليات التي دعا إليها التحالف الوطني لدعم الشرعية، المنادي بعودة الرئيس محمد مرسي إلى منصبه.
استمرار التظاهر
من جهة أخرى تتواصل في أنحاء مصر المظاهرات المناهضة للانقلاب العسكري، حيث خرجت مظاهرات في عدة مناطق ليلة أمس، كما دعا التحالف الوطني لدعم الشرعية إلى التظاهر اليوم الثلاثاء استكمالا لفعاليات أسبوع أسماه "الوفاء لدماء الشهداء".
ونظم التحالف في مدينة الفيوم سلاسل بشرية ومسيرات لرافضي الانقلاب، انطلقت من أمام مسجد الشبان المسلمين بوسط المدينة.
وفي محافظة المنوفية خرجت مظاهرة رفع المشاركون فيها شعار رابعة وطالبوا بسقوط ما أسموه "حكم العسكر"، وبمحاسبة المسؤولين عن مقتل متظاهرين في فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة.
وفي برقاش بمحافظة الجيزة تظاهر معارضون للانقلاب العسكري بمشاركة الألتراس، وهتفوا مطالبين الإعلام المصري بكشف ما وصفوها بانتهاكات حكم العسكر.
كما خرجت مظاهرات ليلية في حي عين شمس بشرق القاهرة، وجاب المشاركون فيها الشوارع وهم يرددون هتافات تطالب بعودة الشرعية، ورفعوا شعار رابعة العدوية مؤكدين استمرارهم في التظاهر السلمي ضد الانقلاب.
وفي الورّاق بمحافظة الجيزة خرجت مظاهرة ليلية مماثلة ردد خلالها المتظاهرون هتافات منددة بالانقلاب العسكري ومطالبة بعودة الشرعية للبلاد.
وفي المحافظة نفسها خرجت مظاهرة ليلية في المنصورية مؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسي، رفع المشاركون فيها لافتات تشير إلى رابعة العدوية وهتفوا منددين بالانقلاب العسكري وبوزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي.
إصابات بالقاهرة
وفي وسط القاهرة سجلت إصابات مساء الاثنين في اشتباكات بين مواطنين ونشطاء ينتمون لقوى سياسية مدنية ترفض حالة الطوارئ في البلاد.
ورشق عشرات من أصحاب المحال والباعة في محيط ميدان طلعت حرب بوسط القاهرة بالحجارة والزجاجات مجموعة من شباب تيارات مدنية بينهم منتمون لحركة شباب 6 أبريل كانوا يرددون هتافات رافضة لتمديد حالة الطوارئ في البلاد، ومناهضة لما سموه حكم العسكر.
ونقل المصابون من الجانبين إلى المستشفيات القريبة، في حين تعطلت حركة المرور بالمنطقة بفعل تلك الاشتباكات.
إلى ذلك نفى عدد من المواطنين الأقباط من أهالي قرية دلجا بمحافظة المنيا ما ردده الإعلام المصري حول تعرضهم لمضايقات المسلمين والتهجير من ديارهم.
جاء ذلك في شهادات لبعض أهالي القرية الأقباط عبر فضائية "الجزيرة مباشر مصر"، مؤكدين أن ما يردده الإعلام المصري يأتي في إطار التحريض ضد القرية وصنع غطاء لاقتحامها.