البحث

التفاصيل

الاحسان صلة بين الإسلام والإيمان

الرابط المختصر :

الاحسان صلة بين الإسلام والإيمان
بقلم: المفتي الشيخ احمد محي الدين نصار

جاء سيد الملائكة جبريل عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله، وهو بسؤاله إنما يقصد تعليم المسلمين أمور دينهم، فقال: "يا محمد أخبرني عن الإسلام"، فأجابه رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا)، قال: "صدقت، أخبرني عن الإيمان" قال: (أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره)، قال: "صدقت، فأخبرني عن الإحسان"، قال: (أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك)...
إن أركان الإسلام سلوك يصطبغ بها الكيان والأعضاء، قال تعالى:(صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ). وإن أركان الإيمان تغرس اليقين في تربة العقل، وإن الإحسان حين يسري من العقل الذي آمن إلى الأعضاء التي استسلمت وأسلمت يعبد العبد ربه كأنه يراه.
وإذا ما استشعر المسلم مراقبة الله تعالى فإنه يغدو يقظاً لحقائق إيمانه متفاعلا بشعوره معها أثناء النهوض بطاعاته وعباداته.
وإن رابط الإحسان بين الإسلام والإيمان إذا ما فقد فإن المسلم معرضٌ ان يكون ككثيرين اليوم ممن آمنت عقولهم بالله ولكن سلوكياتهم ناقضت مقتضيات الإيمان، واستحقوا العقوبة على ذلك مصداقاً لقوله تعالى: (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا، فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ).
إن الإكثار من ذكر الله سبحانه وتذكره، والاكثار من مراقبة الله والتنبه لمراقبة الله للعبد، والاستمرار عليه والتعود على ذلك، سيملأُ قلب المؤمن بحب الله تعالى المُنعم والمُتفضل.
وكلما ازداد العبد المغمور بنعم الله ذكرا وتذكرا لربه، ازدادت محبته رسوخاً، وازداد تعظيماً ومهابة له سبحانه. فحينها لا يُقبل المُحب إلى صلاته دون ان يكون محسناً في أدائها لا يستشعر بأن الله يراه اذ يناجيه ويركع ويسجد بين يديه، ولا تحجبه مشاغل الدنيا ولا تأسره أهواءها عن تذكر الله ومراقبته، ولا يحب لأخيه المسلم ولمجتمعه الا ما يحب لنفسه واهل بيته، فيصدق على هذا العبد المؤمن الذاكر المحب المستقيم في سلوكه والتزاماته قول الله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ...) .

 


: الأوسمة



التالي
خطا منهجية الإفتاء في هذا العصر ...لا أجر ولا أجرين ..!
السابق
المسلمون بين أسباب الحزن ودواعي الفرح

مواضيع مرتبطة

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع