الحديث الثالث: السهولة في المعاملة
بقلم: د. عبدالله السادة (عضو الاتحاد)
عن عبد الله بن مسعود ــ رضي الله عنه ــ قال: قال رسول الله r: ((أَلا أَخْبرُكُمْ بِمَنْ يَحْرُمُ عَلى النَّارِ أَوْ بِمَنْ تَحْرُمُ عَلَيْهِ النَّارُ؟ تَحْرُمُ عَلَى كُلِّ قَرِيبٍ هَيِّنٍ ليِّنٍ سَهْلٍ.)) ([1])
قوله: "هين": هو من الهَوْن وهو السهولة. ([2])
معنى "القريب": أن يكون قريبًا من الناس ويجالسهم ويلاطفهم. ([3])
"سهل" أي: في قضاء حوائجهم ، أو معناه أنه سمح القضاء، سمح الاقتضاء، سمح البيع، سمح الشراء على ما ورد في فضل المؤمن الكامل. ([4])
في هذا الحديث: استحباب ملاطفة الناس، وتسهيل الجانب لهم وقضاء حوائجهم،([5]) و عدم تعسير خدماتهم ومعاملاتهم.
فالحديث يدعو المؤمن من يبتغي الفوز بالجنة والنجاة من النار إلى خفض الجناح للمؤمنين، ولين الجانب، وتسهيل أمورهم، وتيسير معاملاتهم.
و قد قال النبي r : ((اللهم من ولي من أمر أمتي شيئًا فشق عليهم فأشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئًا فرفق بهم فأرفق به.)) ([6])
فهذه دعوة من النبي r بالرفق بمن رفق بالمؤمنين ، وإنزال المشقة لمن شق على المؤمنين، و أجهدهم و أتعبهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
- من كتاب (الأربعون الإدارية، 40 حديثا للموظفين- جمعها وشرحها فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن إبراهيم السادة عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ورئيس لجنة الدعوة والتعليم فرع قطر.
([1]) رواه أحمد و الترمذي و غيرهما ، و هو في السلسلة الصحيحة برقم (938)
([2]) المفاتيح في شرح المصابيح للحسين بن محمود المشهور بالمُظْهِري (5/252)
([3] ) المرجع السابق .
([4]) انظر : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح لعلي القاري (8/3179)
([5] ) تطريز رياض الصالحين لفيصل بن عبد العزيز النجدي ص 417
([6] ) رواه مسلم برقم (1828) عن عائشة – رضي الله عنها - .