إلى متى يصمت العالم عن جرائم انقلاب السيسي في رابعة، وفي السجون، وبحق من انتخبهم الشعب المصري؟
بقلم: أ. د. علي القره داغي
التحق د. عصام العريان بقافلة الشهداء في سبيل تحكيم الشريعة، رافعين ما أصابهم إلى العزيز الجبار لينتقم ممن ظلمهم.
إلى متى يصمت العالم عن جرائم انقلاب السيسي في رابعة، وفي السجون، وبحق من انتخبهم الشعب المصري؟
مات الدكتور عصام العريان شهيداً ــ بإذن الله تعالى ـــ ليلتحق بأخيه الحبيب الرئيس مرسي، والمئات ممن استشهدوا في سجون السيسي بالتعذيب، والإهمال الصحي، حتى أصبحت هذه السجون سجون الوحشية والقهر والموت، حتى قيل:" الداخل في سجون السيسي مفقود، والخارج منها مولود"، ناهيكم عن محرقة " رابعة" التي راح ضحيتها الآلاف من الركع السجد القوامين لله بالقسط، الحافظين لكتاب الله تعالى.
إن ما يحدث في مصر منذ عهد الانقلاب العسكري مأساة كبرى، وظلم لم يشهد المصريون مثله حتى في عهد الفراعنة، فهذا فرعون مصر الأكبر تحاور مع موسى عليه السلام ولم يقتله، ولم يحرقه، نعم ارتكب جرائم لكن لو قسناها بما حدث خلال السنوات السبع العجاف لما بلغت قسوة الانقلاب السيساوي.
والغريب أن معظم العالم والمؤسسات الحقوقية والإنسانية صامتة حتى عن الإدانة لهذه الجرائم التي ترتقي إلى جرائم ضد الإنسانية، وضد حقوق الشعوب والديمقراطية.
إن الإنسان ليقف عاجزاً عن فهم مدى القسوة والوحشية التي يتمتع بها هؤلاء الظلمة، أوَما يخافون الله تعالى عندما يقول: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} النساء (39)، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم:" لَنْ يَزَالَ المُؤْمِنُ في فُسْحَةٍ مِن دِينِهِ، ما لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا". رواه البخاري برقم (6862)، ويقول أيضاً:" يجيءُ المقتولُ بالقاتلِ يومَ القيامةِ ناصيتُهُ ورأسُهُ بيدِهِ وأوداجُهُ تشخَبُ دمًا يقولُ يا ربِّ هذا قتلَني حتَّى يُدنيَهُ منَ العرشِ" رواه الترمذي بسند صحيح في سننه برقم (3029)، ويقول صلى الله عليه وسلم أيضاً:" لزوالُ الدنيا أهونُ على اللهِ مِنْ قتلِ رجلٍ مسلمٍ" رواه الترمذي بسند صحيح في سننه برقم (5077)، ورى ابن ماجه وغيره بسند صحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:" رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ ، وَيَقُولُ : مَا أَطْيَبَكِ وَأَطْيَبَ رِيحَكِ ، مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، لَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ حُرْمَةً مِنْكِ ، مَالِهِ ، وَدَمِهِ" سنن ابن ماجه رقم الحديث (3957).
وإن مما لا شك فيه أن هذا الإثم العظيم ثابت لمن يقتل مؤمناً، او يشارك في قتله، فقال صلى الله عليه وسلم:" لَوْ أَنَّ أهلَ السماءِ والأرضِ اجتَمَعُوا على قتلَ مسلِمٍ لِعذَّبَهم اللهُ بِلَا عدَدٍ ولَا حسابٍ" صححه الألباني في صحيح الترغيب (443).
وأن دماء هؤلاء المظلومين ستكون لعنة وشؤماً وذلاً ومهانة وخسارة لمن ظلمهم في الدنيا والآخرة، والعالم اليوم ليرى تخبط هؤلاء القتلة ومن عاونهم في سوء إدارتهم وخسائرهم وفشلهم وسوء سمعتهم؛ لأنهم حاربوا من يدعو إلى تحكيم شرع الله، وتعاونوا مع أعداء الله المحتلين وصدوا على الشعوب المسلمة طريقهم إلى الله تعالى.
ونحن هنا أمام هذه المظالم لا يسعنا إلا أن نتضرع إلى الله تعالى أن يحتسب د. عصام العريان، وجميع المقتولين ظلماً من الشهداء، وأن يحشرهم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً،وان يلهم ذويهم ومحبيهم الصبر والسلوان.
كما نتوجه إلى الخالق القهار الجبار أن يعجل بعذاب هؤلاء الظلمة، وأن يريهم يوماً أسود يشفي به صدور المظلومين، {الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ*إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} سورة الفجر (14،13،12،12)
اللهم آمين آمين