مفتي عاصمة "كوسوفو" السابق: غالبية الشعب ترفض التطبيع مع الاحتلال
شدد المفتي السابق للعاصمة الكوسوفية بريشتينا، بحري سيديؤ، على رفض غالبية الشعب الكوسوفي المسلم، لإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تطبيع العلاقات بين كوسوفو والاحتلال الإسرائيلي.
وجاء تعليق المفتي السابق وإمام وخطيب مسجد العاصمة الكبير، في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، السبت، بعد إعلان ترامب أن كوسوفو والاحتلال الإسرائيلي "اتفقا على التطبيع بينهما، وإقامة علاقات دبلوماسية".
وقال ترامب، الجمعة، إن "كوسوفو ذات الأغلبية المسلمة قررت التطبيع مع إسرائيل وإقامة علاقات دبلوماسية، وقريبا دول عربية وإسلامية ستقوم بالمثل"، كما أعلن مكتب نتنياهو أن ترامب اتصل به، خلال لقائه مع رئيس الوزراء الكوسوفي عبد الله هوتي حيث "هنأ الزعيمين على قرارهما إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين إسرائيل وكوسوفو".
ولفت "سيديؤ" إلى أن غالبية الكوسوفيين "يرفضون أي تحركات لتطبيع العلاقات مع الاحتلال فضلا عن فكرة فتح سفارة بمدينة القدس المحتلة"، مستغربا مما سماه "حماسة الرئيس الأمريكي لإعلان هذا الاتفاق الذي جاء مفاجئا وغير مرتب له داخل اجتماع وفد حكومة كوسوفو مع الصرب بواشنطن لتنسيق ملف الاستقلال".
وقال: "أحزاب المعارضة الكوسوفية أعلنت رفضها لفكرة التطبيع، ومن قام بالتحرك هو رئيس الحكومة الذي جاء ضمن توليفة ضعيفة شعبيا لكرسي الحكومة".
وشدد على أن شعب كوسوفو الذي عانى من الاحتلال والظلم الصربي، "من الصعب عليه تقبل فكرة وثقافة قبول التطبيع مع دولة محتلة، لأن معاناة الشعب الفلسطيني شبيهة بمعاناة كوسوفو فكلاهما يرزحان تحت الاحتلال".
وكشف سيديؤ عن قصة رفض السلطة الفلسطينية لاستقلال كوسوفو عن صربيا، تحت ذريعة أن الأخيرة اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية، وعليه فقد وقفت رام الله ضد الاعتراف بأحقية المسلمين بكوسوفا بالاستقلال عن صربيا.
وأشار إلى أن السياسيين في بلاده ينظرون إلى ملف التطبيع مع الاحتلال بكونه ملفا وعاملا مساعدا في ملف استقلالهم عن صربيا، موضحا أن الهم الأكبر للسياسيين اليوم هو تدعيم استقلال كوسوفو عن أي ملفات أخرى.
وأكد سيديؤ أن فكرة التطبيع لدى سياسيي كوسوفو ماهي إلا أداة فقط، مؤكدا أن التطبيع الشعبي يعتبر من الأمور الصعبة نظرا لمعرفة شعب كوسوفو بطبيعة الاحتلال والقضية الفلسطينية حيث تحظى بدعم كبير.
وشدد على أن الجميع سيرفض فكرة فتح قنصلية لكوسوفا بالقدس المحتلة، مشيرا إلى أن إعلان ترامب "لن يغير من حقيقة النظرة للاحتلال كما أن كوسوفو ليست بلدا ثريا أو كبيرا حتى تقام فيه برامج للتطبيع أو العلاقات الكبيرة، بالتالي فلن يكون هناك أي نشاط أو تفاعل".
وقال إن مشايخ وعلماء كوسوفا "سيقفون ضد محاولات فتح السفارة في القدس المحتلة، أو محاولات التطبيع مع الاحتلال، وسيقومون بحملات توعية في هذا المجال" .
وعن إطار الفائدة من وراء التطبيع أوضح سيديؤ أن "كوسوفو لن تستفيد شيئا أبدا، الإسرائيليون سيستفيدون سياسيا كون كوسوفا بلدا مسلما ما يعني زيادة الدول المسلمة المطبعة معهم، أما اقتصاديا فستستفيد صربيا فقط من الاتفاق، كونها الدولة الأكبر تصنيعا بالبلقان".
وأعلنت كوسوفو استقلالها عن صربيا، عام 2008، وحظي الإعلان باعتراف الولايات المتحدة ودول غربية أخرى.
المصدر: عربي 21