الحديث الخامس (خير العمال أحسنهم أخلاقًا)
بقلم: د. عبدالله السادة
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: " لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاحِشًا وَلاَ مُتَفَحِّشًا، وَكَانَ يَقُولُ: «إِنَّ مِنْ خِيَارِكُمْ أَحْسَنَكُمْ أَخْلاَقًا»([1])
إن أهم خصلة و أعظم صفة ينبغي أن يتصف بها الموظف بل المؤمن حسنُ الخلق ، فهو السربال الذي متى ما تسربل به ازداد جمالاً و بهاء و ضياء. فترى الموظف الخلوق محبوبًا بين الناس، إن غاب فُقِد، و إن مرض عاده الناس، و إن حلت به نكبة تأثر له و أعانه من يعرفه، لقد بنى جسر المحبة بينه و بين الخلق فأحبه الناس.
وروى الترمذي عن عبد اللَّه بن المباركِ رحِمه اللَّه في تَفْسير حُسْنِ الخُلُقِ قال: هُوَ طَلاقَهُ الوجه. وبذلُ المَعرُوف، وكَفُّ الأَذَى.
وقد مدح الله الرسول، فقال: {وإنك لعلى خلق عظيم}.
وعن أَنسٍ رضيَ اللَّه عنه قال: كانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم أَحْسنَ النَّاسِ خُلقاً .متفقٌ عليه.
فالأخلاق كالأرزاق يقسمها الله ــ تبارك وتعالى ــ بين خلقه كيفما يشاء، فمن أوتي حسن الخلق فقد أوتي رزقًا كبيرًا.
فصاحب الخلق الحسن قريب من الله ورسوله و قلوب الناس.
فعن جابر ــ رضي الله عنه ــ: أن رسول الله r قال: ((إن من أحبكم إلي، وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة، أحاسنَكم أخلاقًا)) ([2])
وعن أبي الدرداءِ رضي اللَّه عنه : أَن النبيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ : « ما من شَيءٍ أَثْقَلُ في ميزَانِ المُؤمِنِ يَومَ القِيامة من حُسْنِ الخُلُقِ . وإِنَّ اللَّه يُبغِضُ الفَاحِشَ البَذِيِّ» رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
«البِذيُّ»: هو الذي يَتَكَلَّم بالفُحْشِ. ورِديء الكلامِ.
وهو يدل على كمال الاخلاق، عن أبي الدرداءِ رضي اللَّه عنه قال: قال رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « أَكْمَلُ المُؤمِنِينَ إِيمَاناً أَحسَنُهُم خُلُقاً ، وخيارُكُم خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهمْ».
رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
وهو سبب عظيم لدخول الجنة، عن أبي هُريرة رضيَ اللَّه عنه قال: سُئِلَ رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم عَنْ أَكثرِ مَا يُدْخلُ النَّاس الجَنَّةَ ؟ قال: «تَقْوى اللَّهِ وَحُسنُ الخُلُق وَسُئِلَ عن أَكثرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ النَّارَ فَقَالَ: «الفَمُ وَالفَرْجُ».
رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- الأربعون الإدارية 40 حديثا للموظفين ، جمعها وشرحها فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن إبراهيم السادة ، عضو الاتحاد ورئيس لجنة الدعوة والتعليم فرع قطر.
([1] ) متفق عليه .
([2] ) رواه الترمذي و غيره ، و هو في السلسة الصحيحة برقم (791).