لمحة من فقه الربحية الشامل
بقلم: د. فضل مراد
(وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)).
فيه .. ان لله ان يقسم بما شاء من خلقه ولا يجوز ذلك للمكلف لورود النهي عنه في السنة الصحيحة
وفيه .. العناية بالوقت بكل اجزائه ساعاته ولحظاته
والقسم يدل على العناية
ومن هنا اختلف مالك والشافعي فيمن حلف لا يكلم شخصا عصرا فقال الشافعي: يحمل على الساعة وقال مالك على السنة ...
وفيه .. رحمة الله تعالى بخلقه حيث بين لهم ما ينجيهم من الهلكة
وفيه... تحقق خسارة الانسانية الا بشروط اربعة الايمان والعمل الصالح والتواصي بالحق والتواصي بالصبر
.. وفيه احاطة الخسارة بالإنسان احاطة تامة كما تفيده في الظرفية
وفيه ان هذه الخسارة مؤكدة محققه
بدليل القسم عليه ولان القسم ممن يعلم السر واخفى وتأكيدها بان وباللام وفي (لفي خسر)
وفيه ... تحقق وتاكد نجاة من عمل بهذه الاربع
وفيه ... ان محددات النجاة من الخسران يحددها الله وليست متروكة للتخرص والاهواء
وفيه ... تاكد خسارة الملحدين والكفار والمنافقين وهلاكهم لعدم ايمانهم
وفيه ... ان الايمان وعمل الصالحات ركنان للنجاة وقد اقترن به في القرآن في أكثر من خممسين موضعا بحسب تتبعي فيدل على ابطال بدعة الارجاء الهزيلة التي تدعي الايمان بلا عمل الصالحات
وفيه ... تحريم الفساد في الارض لأنه طريق التهلكة والخسران (وعملوا الصالحات)
وفيه وجوب اشتراك الكل في عمل الصالحات فردا ومجتمعا ودولة كما يفيده عموم واو الجماعة
وفيه عدم الاكتفاء بالاقوال بل الاعمال الصالحات
وفيه. طلب كل انواع الاصلاح في الارض الديني والاسري والتعليمي والسياسي والاقتصادي والاعلامي
للعموم الذي يفيده الالف واللام في الصالحات
فكل عمل صالح مطلوب وفي كل مجال
وفيه.. وجوب التواصي بالحق والصبر لتعلق النجاة عليها
وفيه.. وجوب الثبات على ذلك التواصي لان التعبير بالماضي يدل على الحصول والثبوت
مثل واقاموا الصلاة واتوا الزكاة فهو دليل على الثبات على فعلهما
وفيه... وجوب تفاعل وتشارك المجتمع في التواصي لان لفظه تواصو على وزن تفاعل تدل على التفاعل والتشارك المجتمعي.
وفيه... وجوب الحكمة واللطف في الدعوة والنصح كما يفيده تواصوا لانه لفظ يدل على اللطف والحكمة فحينما تقول لفلان اوصيك بكذا غير ان تقول له افعل
وفيه.. أن التواصي واجب عام مستمر لعدم استثناء احد
بخلاف الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فقد جاء النص بالتبعيض (ولتكن منكم)
وبقيام هذا البعض سقط عن الكل ونسب اليهم (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ)
فالتواصي الطف واحكم لذلك عممه الله على الكل والامر بالمعروف قد يكون فيه نوع من الغلظة لذلك اختلف الاصوليون هل يقتضي الامر العلو او الاسعلاء
فالتواصي يعم وصية الوالد لولده والجار لجاره والصديق لصديقه على كل فهو عمل ميسر منساب ضمن البناء المجتمعي والعلاقات الانسانية والسياسية وغيرها
وفيه.. وجوب القيام بالحق
ولزومه في كل الاحوال
والحق لفظ عام يشمل عموم كل حق
فنجاة الدول والمجتمع والافراد بالتواصي بالحق والتمسك به وقوله ولو على النفس
والعدل حتى مع العدو
ولما كان هذا يحتاج الى استمرار وتترتب عليه امور
امر الله بالركن الرابع للنجاة وهو الصبر
وفيه.. وجوب الصبر على الحق والتواصي به والصبر على الايمان وعمل الصالحات والصبر على الصبر لان لكل ركن من هذه الاربعة لابد فيها من الصبر
وفيه... استمرار ذلك وعدم الملل
والموسمية وردة الفعل وتصانيف الرأي الحينية
لان هذا لا يؤدي للفاعلية في الفرد والمجتمع .