أصدر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بياناً يدعو فيه أهل اليمن إلى تغليب لغة الحوار على لغة السلاح ، ويشجب أي انقلاب عسكري أو طائفي على أرض اليمن ، ويدعو الحوثيين إلى التعقل والعلم بأن مستقبلهم مع اليمن وليس مع غيره، ويطالب قادة الدول العربية بتحمل مسئولياتهم نحو اليمن وغيره .
وهذا نص البيان:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد؛
تابع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بأسف وأسى بالغين ما حدث أمس الأحد 21 سبتمبر 2014م من اقتتال على أرض اليمن الحبيب، ومحاولة الانقلاب على الشرعية من قبل جماعة الحوثيين، وحدوث ما يمكن أن نطلق عليه بالخيانة الداخلية، وتغليب لغة السلاح على لغة الحوار ، مما ينذر بخطر كبير، ليس على اليمن فحسب، وإنما على المنطقة كلها ، والاتحاد أمام هذه الممارسات التي يُشم منها رائحةالطائفية المسلحة التي حدثت أمس باليمن ، يؤكد على ما يلي :
1- يدعو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أهل اليمن جميعاً بكل فئاتهم وطوائفهم، إلى أن تكون لغة الحوار هي الأساس بدلاً من لغة السلاح والاقتتال الداخلي .
2- يعتبر الاتحاد العالمي ما حدث أمس باليمن أشبه بمقدمة انقلاب طائفي مسلح، على خيارات الشعب اليمني، والاتفاقيات التي وقع عليها من بعد ثورة الشباب اليمني العظيم، والتي ارتضاها أن تكون مرحلية حتى يتم بناء اليمن بناءً سليماً، من غير إقصاء أو تخوين، ولا فساد ولا تبعية، ولا قهر ولا ظلم ، كما يشجب الاتحاد هذه الممارسات ذات التوجهات الطائفية المسلحة ، ويدعو القائمين عليها إلى مراجعة أنفسهم قبل أن يدخل اليمن في أتون حرب لا يعلم نتائجها إلا الله عز وجل .
3- يدعو الاتحاد جماعة الحوثيين إلى التعقل وتغليب مصلحة اليمن العامة على أي مصالح شخصية ، وليعلموا أن مستقبلهم مع اليمن، وليس مع أي بلد أو مشروع آخر .
4- يحذر الااتحاد العالمي لعلماء المسلمين كافة الدول التي ساهمت في وصول الحالة في اليمن إلى ما وصلت إليه، وأن هذه المؤامرات لن تؤدي بالخير أبداً لا لليمن ولا للمنطقة بأسرها ، كما يحذر الاتحاد من مخططات التفتيت والتقسيم، التي تتعرض لها منطقتنا العربية خاصة، وكذلك المخططات الرامية إلى إقحام المنطقة في حروب وصراعات مستمرة تقضي على أي أمل في الوحدة وتنهك الأمة وتضيع ثرواتها .
5- يطالب الاتحاد الدول العربية والإسلامية بتحمل مسئولياتهم تجاه اليمن وغيرها ، وتجنب الحساسية تجاه جماعات بعينها، وتغليب المصلحة العامة للأمة العربية والإسلامية على أي مصالح أخرى زائلة ، ونؤكد أن الأمة كلها في سفينة واحدة، وعلى الجميع الحفاظ عليها.
اللهم اجمع قلوب أمتنا على الهدى، وقلوبها على التقى، ونفوسها على المحبة، وعزائمها على عمل الخير وخير العمل.
(رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [الحشر : 10]
التاريخ: 27 ذو القعدة 1435 هـ
الموافق 22 سبتمبر 2014 م
أ.د علي القره داغي أ.د يوسف القرضاوي
الأمين العام رئيس الاتحاد