الاتحاد ينعي عضو الاتحاد وأحد رواد العمل الخيري والإسلامي الشيخ أحمد ليمو (يرحمه الله)
قال تعالى: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي).
فقد تلقينا بقلوب مفعمة بالرضا بقضاء الله وقدره نبأ وفاة عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وأحد رواد العمل الخيري والإسلامي، الشيخ أحمد ليمو، الذي وافته المنية الخميس بالعاصمة النيجيرية أبوجا، بعد مسيرة مباركة وممتدة وثرية في خدمة الإسلام والعمل الخيري.
الدكتور الشيخ أحمد ليمو من مواليد العشرين من رجب عام ١٣٤٨هـ الموافق 21 ديسمبر 1929م في ليمو في مقاطعة نيجر، إحدى مقاطعات نيجيريا.
وقد بدأ تعليمه في المدرسة القرآنية (١٣٥١هـ/١٩٣٢م)، ثم المدرسة الابتدائية (١٣٥٨هـ/١٩٣٩م) في ليمو، والتحق بعد ذلك بالمدرسة المتوسطة (الكلية الحكومية) حيث حصل على الشهادة المتوسطة عام ١٣٦٧هـ/١٩٤٨م، ثم درس في مدرسة القوانين الشرعية (مدرسة الدراسات العربية حالياً) في ليمو وأحرز الشهادة المتوسطة عام ١٣٧٠هـ/١٩٥٠م، والشهادة العليا لمدرسي الصفوف العليا (المستوى الثاني) في اللغة العربية والدراسات الإسلامية والشريعة والتربية العامة في أواخر عام ١٣٧٢هـ/ ١٩٥٢م.
وفي عام ١٣٧٤هـ/١٩٥٤م ابتُعث للدراسة في مدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية في جامعة لندن في بريطانيا، وحصل على شهادة التربية العامة (المستوى المتقدّم) في التاريخ واللغة العربية ولغة الهوسا واللغة الفارسية في عام ١٣٨١هـ/١٩٦١م، وعلى درجة البكالوريوس بمرتبة الشرف في الدراسات الشرقية والأفريقية في عام ١٣٨٤هـ/١٩٦٤م.
والدكتور شيخ أحمد ليمو عالم وداعية إسلامي مرموق له حضوره الواسع وثقله في العالم الإسلامي، وقد عُرف بتمسكه بالإسلام الأصيل، وانفتاحه الفكري، وحرصه على العدالة والوسطية، ودعمه لحقوق المرأة، ومشاركته الفاعلة في مختلف المنظمات الدعوية والإسلامية في أرجاء العالم.
كما شارك في كثير من المؤتمرات والمناسبات الإسلامية المحلية والإقليمية والدولية.
وقد ألَّف، أو حرّر، عدداً من الكتب الإسلامية والمراجع المدرسية، وألقى مئات المحاضرات والدروس والندوات والمشاركات الإعلامية لتعزيز الفهم الصحيح للإسلام، والتعمق في دراسة العقيدة الإسلامية، علاوة على إسهاماته الفاعلة في مجال العمل الخيري الإسلامي؛ فهو من المؤسسين لجمعية الوقف الإسلامي للتربية والإرشاد في نيجيريا ورئيسها، وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ومن الأعضاء المؤسسين للهيئة الخيرية الإسلامية العالمية منذ نشأتها، وأحد أعضاء مجلس إدارتها السابقين، وقاضي قضاة نيجيريا، والمستشار السابق للرئيس النيجيري، وأحد الأعلام الفائزين بجائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام
ويُعدّ الدكتور شيخ أحمد ليمو من أكثر العلماء المسلمين المعاصرين قبولاً لدى مسلمي غرب أفريقيا، وقد حصل على عدد من الأوسمة والجوائز؛ بما في ذلك الوسام الوطني النيجيري لعام١٤٢٠هـ/١٩٩٩م، وعام ١٤٢٢هـ/٢٠٠١م، ووسام التميُّز من نقابة المحامين النيجيرية (١٤٣٣هـ/٢٠١٢م)، ووسام الاستحقاق من مجلس التنسيق الدعوي النيجيري (١٤٣٤هـ/٢٠١٣م).
كما منحته كُلٌّ من جامعة عثمان دان فوديو (١٤١٧هـ/١٩٩٦م)، وجامعة فاونتين في أوسوبو (١٤٣٢هـ/٢٠١١م)، وجامعة الهلال (١٤٣٤هـ/ ٢٠١٣م) درجة الدكتوراه الفخرية.
وقد فقدت الأمة الإسلامية عالما وداعية حكيما، نسأل الله العلي القدير أن يغفر له ويرحمه رحمة واسعة ويعفو عنه، ويجزيه خير الجزاء، ويكرم نزله، وأن يتقبله من الشهداء، ويدخله الفردوس الأعلى، ويحشره مع النبيين والصديقين وحسن أولئك رفيقا، وأن يلهم أهله وذويه ومحبيه وزملاءه الصبر والسلوان إنه نعم المولى ونعم المجيب.
أ. د. علي القره داغي أ. د. أحمد الريسوني
الأمين العام الرئيس