اتباع العلماء أصل أصله القرآن لحماية الأمة من الزيغ والانحراف
بقلم: أ.د أحمد الريسوني
وَكَذَلِكَ من الأصول العملية التي أرشد القرآن الكريم إليها الأمة، وجعلها بمقتضاها في مَنْأىً عن أي ضَلاَلٍٍ أو زَلَلٍ أو عَجْزٍ أو تَخَبَُْطٍ. أنَّهُ أحالها وجوبا على اتِّباعِ العلماءِ وعلى اتِّباعِ أهل العلم والفقه، والذِّكْرِ والاختصاص من العُلَمَاء، لأن اتباعَ العُلَماء هو اتباعٌ للعلم، لأنه ليس مطْلوبا وليس مُسْتَطاعاً، أن نقُولَ لكلِّ واحد من الناس تعالَ إلى قواعِدِ القرآنِ فاهْتَدِ بها، واسْتَنْبِطْ على أساسِها. هذا غيرُ مُمْكِنٍ وهذا فيه إحراجٌ كبيرٌُ للناس إذْ على جميع الناس أن يوقفوا أشغالهم ويتفرَّغوا للاستنباط والبحث والتخصّص، إذن كيف يبقى العامِّيُّ عالماً، معنى >عالما< أن يبقى على طريق العلم.
كيف يستطيع أن يفعل بالإضافة إلى ما ذُكِرَ من أشْغاله؟ كيف يأخذ بنصيب يسْتَطيعُ به أن يكون العامّيُّ عالماً؟؟.
وكيفَ يصْبِحُ الجاهل عالماً في مَآله وأفعاله وسُلُوكِهِ؟؟ يستطيع كُلَّ ذلك إذا اتَّبع؛”َ أَهْلَ العِلْمِ باختصارٍ. كَمَا يَهْتَدي مَنْ له قُدْرَةٌ ما عَلى النَّظَرِ والاستدلال يَهْتَدي بقواعدِ العِلم مَن لمْ تَكُن له هذه القُدْرَةُ نهائيا، أو تعَرَّضَ لأمْرٍ لات َصِلُهُ قُدْرَته، فإنه لِكَيْ يبقى على طريق العلم. وعلى سكة العِلم، عليه أن يتبِعَ أهل العِلْمِ ولهذا أمر الله تعالى بسؤال العلماء لكي يبقى الكل عالما، قال تعالى: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) وفي هذا المعنى أُورِدُ نَصّاً قَيِّماً لابن القيم، يذكُرُ فيه رحمهُ الله وظيفةَ علماءِ الإسلام وأَنَّها تنقسِمُ، وينقَسِمونَ هم تبعاً لذلك إلى قسْمَيْن: هناك عُلماءُ وظيفتُهُم ورِسالَتُهم أنهم حفِظوا نصوص الدين، نُصوصَ الشرع. من قرآن وسنة أي علماءُ القراءات، علماءُ القرآن، علماءُ التفسيرِ، حفظوا ألفاظَ القرآن، وضبطوها، وعلماءُ الحديث، ضبطوا ألفاظَ الأحاديث النبويَّة وحفِظُوها وفحَصُوها، وراقَبوها باستمرارٍ عَبْرَ قرون وإلى الآن. هذا صنف من العلماء.
وصنفٌ آخرُ وهو الذي يَعْنينا الآن، يقول ابن القيم رحمه الله : “القسم الثاني -بعد أن ذكر القسم الأول، ويتمثَّلُ بصفة خاصّةِ في حفظ الحديث لأن حفظَ القرآن كان أيْسَرَ، بحكم أنَّ الله عز وجل قد يسَرَه ويَسَّرَ لَهُ مِنَ الأَسْبَابِ مالم يتَيسَّر للسنة- أََمَّا القسم الثاني: فهم فقهاء الإسلام، ومن دَارتْ الفُتْيا على أحوالهم بين الأنام الذين خُصّوا باستنباط الأحكامِ، وعُنُوا بِضَبْطِ قواعِدِ الحَلاَلِ والحَرَامِ، فهم في الأرض بمنزلة النُّجومِ في السماء، بهم يَهْتَدي الحيران في الظَّلْماء، وحاجة النَّاسِ إليهم أعظَمُ من حاجَتِهم إلى الطَّعامِ والشراب، وطاعَتُهُمْ -طاعة هَؤُلاَءِ- أَفْرَضُ عليهم -أيْ أكثرَ فَرْضِيَّةً- من طاعة الأمهاتِ والآباء بنَصِّ الكتاب، قال الله تعالى: (يا أيُّها الذين آمنوا أَطيعوا اللَّه وأَطيعوا الرَّسول وأُولي الامْرِ منكم فإن تنازَعْتُم في شيءٍ فرُدُّوهُ إلى اللهِ والرَّسولِ إن كُنْتُمْ تومنونَ بالله واليوم الآخر، ذلك خيْرٌ وأحْسَنُ تأويلا)،
قال عبد الله بن عباس وهو إمام المفسرين بلا منازِعٍ، وأعْظََمُ مُفَسِّرٍ، وأولُ مفسر بعد رسول الله بطبيعة الحال قال بن عباس في إحدى الروايتين : عنه، وعن جابر بن عبد الله والحسن البصري وأبي العالية، وعطاء ابن أبي رباح، والضحاك ومجاهد، كذلك، قال هؤلاء جميعا : أولوا الأمر في الآية هُمْ العلماءُ وهو إِحْدى الروايتين عن الإمام أحمد وقال أبو هريرة وابن عباس في رواية أخرى وزيد بن أسلم والسُّدِّيُّ ومقاتل هم الأمراءُ. وهي الرواية الثانية عن أحمد قال ابن القيم يحقق في هذين القولين في تفسير الآية، في تفسير أولي الأمر فريقٌ قال وهو الأكثر: العلماء، وفريق قال: هُمْ الأمراء، تحقيقُ ذلك عند ابن القيم قال: والتحقيق أنَّ الأمراء إنما يُطَاعُونَ إذا أمَرُوا بِمُقْتَضَى العِلْمِ، فطاعَتُهُمْ تبعٌ لطاعة العُلَماءِ، فإنَّ الطّاعَةَ إنما تكون في المعْروفِ وما أَوْجَبَهُ العلم فكما أنَّ طاعة العلماء تَبَعٌ لطاعة الرَّسول، فطاعة الأمراء تَبَعٌ لطاعة العلماء. إذَنْ جمع بين القولين بكيفية مُحْكَمة، وبَديعَةٍ فرَأى أنه حتى مَنْ جَعَلَ أولي الأمر في الآية بِأَنَهم الأمراء فإنما هم أَيْضاً عُلَمَاءُ وهذا هو الأَصْلُ وهذا هو المفْروضُ، إذْ لا يكون أميراً على المسلمين إلا صاحِبُ عِلْم وفِقْهٍ بالدين لأنه يقُود الناسَ في طريق الشَّرْعِ. هذا هو المفروضَ وهذا هُوَ الواجِبُ، أَمّا أنْ يَكُونَ ناقِصاً في علمه فهذا عليه أن يكونَ آمراً بما يأمُرُ به العُلَماءُ.
إذنْ فمن أطاعَ الأمير الذي أمَرَ بما قررهُ العلماء واستنبطه العلماء فإنَّهُ إنما في الحقيقة يكُونُ مطيعاً لِلْعُلَماءِ. ومن أطاع العُلَماءَ فإنما هو في الحقيقة مطيعٌ لله ورسوله، إذن فالطاعةُ في النهايةِ تَرْجِعُ إلى الله تعالى، تَرْجِع إلى رسول الله (ص). وإذن فالطاعة تكون خاضعةً لمقتضى ما أمر به الله، وما أمر به رسول الله (ص) أي إن الطاعة تابعة لمُقْتَضَى العلم.
إذن في النهاية سواء فسَّرْنا الآية بكذا أو بكذا فالطاعةُ لِلْعِلْمِ في الحقيقة. وهذه هي هدايَةُ القرآن، أَن تَبْقَى في طاعة العِلْمِ، وفي طريق العلم، أيْ مهما يكن، فعليكَ أن تسير بعلم، ليس لأحدٍ عُذْرٌ، أَنْ يَسِيرَ بغير علْمٍ، فإمَّا علمٌ تَأخُذُهُ جاهزاً بشكل مباشرٍ من القرآن والسُّنَّةِ، وَإِمَّا عِلْمٌ تَصِلُ إليه وَفْقَ أُصُولِ القرآن وقواعده، تَسْتَرْشِدُ بها وتهتدي بها فتصلُ، وإما علم بَيَّنهُ لك العلماء. فأنت على هديهم، ومطيعٌ لأمْرِهِمْ. وهذه الآية أيضا ترْشِدُنا إلى شيْءٍ آخرَ فإذا كان الله عز وجل قد أمر باتباع العلماء، وبطاعةِ العُلَماءِ، وهُمْ أولوا الأمر، أو من يأْمُرُ بأمر العلماء -دون اشتراط إجماعهِمْ- فمن باب أولى يكون هذا استدلالاً واضِحاً لا غبارَ عليه بوُجُوبِ اتباع الإجْمَاعِ، لأن الله تعالى أمر باتباع أولي الأمر، وطاعَتهم إذا كانوا على عِلْم، ومن أهل العلم، وعلى طريق العِلْمِ، ودون أن يشْتَرِطَ في ذلك إجماعهم: فكيف إذا أجمعوا؟ إذن فاتّباعُ مَا أجمَعَ علَيْهِ العُلَمَاءُ أيضا طريقٌ من طُرُقِ القرآن وسبيلٌ من سُبُلِ هِدايةِ القرآن.
فالآية دالَّةٌ دلالةً ضِمْنِيةً من بابِ الأولى، على أنَّ مَا أجْمَعَ عَلَيْهِ العُلَمَاءُ فهو حقٌّ يَأمُرُنا الله تعالى باتباعهِ من باب أولى. تقْريبا هذه الأصولُ المشارُ إليها في معْظَمِها أصولٌ عمليَّةٌ، إنَّهَا أصولٌ للحياة العمَلِيَّة، والقرآن أيضا رسمَ لنا ووضع لنا الأصول العقليَّةَ والفكريةَ. كيف يسيرُ فكرنا، وكيف يحكمُ، وكَيْفَ يُقَرِّرُ، وكَيْفَ يُفكِّر، وكَيْفَ يَصِلُ؟ لأنَّ حقائق الحَياةِ، حقائِق الكَوْنِ، لاحدَّ لها ولانِهايَةَ. فالقرآن أعطانا بعضَها. لكنه أعطانا الوسائِلَ لإدْراكِ بعضها الآخَرِ الذي لانهاية لهُ. لأن من الأمور التي يُنَبِّهُ عليها بَعْضُ أهْلِ التربيةِ، والتّعليم أنهُمْ يَقولونَ: مِنْ أنْجَعِ مناهِجِ التعليم أن تُعَلِّمَ الطالب والتلميذ كيف يُفكِّر، وكيف ينتجُ الحَقَائقَ؟ لا أن تُلّقِنهُ باستمرارٍ، لا أن تعلمه كيف يتلقى فقطُّ. هذا أسلوبٌ قد يُحْتَاج إِلَيْهِ في حَدٍّ ما، وفي مُسْتَوىً ما، ولَكِنَّ أنجَعَ الطُرُقِ وأعلاها وأبْعَدها شَأْنا، التي تَصْنَعُ العظماءَ والعُلَماءَ هي أن تُعَلِّمَ الناسَ كيف يفكرُونَ، وكيف يحكُمُونَ، وكيف يستنبطونَ، وكيف يستنتجون، فمِثْلَمَا أَنَّ الإنسان الذي تَعُولُه، وتَقُومُ على شأنهِ أمامَكَ أمْرانِ نَحْوَهُ : إمّا أنْ تَعولهُ إلى قيامِ السّاعَةِ : ساعَتِكَ، أو ساعَته.
وإمَّا أن تعلّمَهُ كيف يكسبُ، وكيف يُنتِجُ. فيَسْتَغني عنكَ، بلْ يفيدُك، ويُفيدُ غيركَ. في وقتٍ وجيزٍ فكذلك الإنسان الذي يتهيأ للكسب والإنتاج العقليين. فإذَنْ القرآن كما أعطانا حقائقَ جاهزةً وأفكاراً جاهزةً، فإنه أيضاً علّمَنَا كيف نفكِّرُ، وكيف نستنتجُ، ونستنْبِطُ، ونَحْكُمُ، ونُحاكمُ، كيف نحاكم الأفكار؟ وكيف نحاكمُ الاحتمالات؟
وكيف نَحُلُّ الإشكالاتِ؟ ونجيب على التساؤلات؟
فمن ذلك أن القرآن أمر بأشكالٍ وصيَغٍ متعددة بالاعتبار، والاعتبار هو أَخْذُ العبرة. كما في قوله تعالى في سورة الحشر “فاعْتَبِرُوا يا أولي الأبصارِ” كما قلت من قبل نحن للأسف أصبحنا نتعاملُ مَعَ القرآن بمستَوَانا فلْنَر واحداً من العلماء الذين تعاَمَلُوا مع القرآن بمُسْتَواهُ. يعني ارتقوا إلى مستوى القرآن، وصَعِدوا عندهُ، عنْدَما يقْرأونهُ كانوا يرتفعون، ونحن عندما نقرأ القرآن نُنْزِلُ القرآن إلى مستوانا، فنبقى على ما كنا عليه (فاعتبروا يا أولي الأبصار) انظر إلى واحد من العلماء كيف ارتفع إلى مستوى القرآن، ومستوى هذه الآية يقول في هذه الآية ابن تيمية رحمه الله : وما أمرَ الله به من الاعتبار في كتابه يتناولُ قياس الطَّرْدِ وقياس العكسِ. نوعان من أنواع القياس وكلاهما يشكِّلُ منهجاً علميّاً، وأداة علميةً يأْخُذُهُما ابن تيمية.
معاً من هذه الآية وأضرابها من الآيات التي فيها العبرةُ وسنُنَبِّهُ على بعضها. وما أمر الله به من الاعتبار في كتابه يتناول قياس الطرد وقياس العكس لإنه لمَّا أهلك المكذبين للرسول بِسَببِ تكذيبهم كان من الاعتبار أن يُعلم أن من فَعَلَ مثل ما فعَلُوا أصابهم مثلُ ما أصابهم، وهذا قياس الطرد. إذن الله تعالى يحْكي لنا قصصَ، المكذبين والجاحدين، المحاربين للرسل، الواقفين في وجْهِ دعواتهم، ثُمَّ بعد ذلك يبَيِّن ما ترَتَّبَ على تكذيبهم ومحارَبَتِهم وجحودهم وتعنُّتِهم، ويقول لنا بعد ذلك فاعتبروا يا أولي الأبْصارِ. معنى، فاعتبروا خذوا العبرةَ.
ما هي العبرَةُ؟ العِبْرَةُ هي أنَّ مَنْ فعل هذا، فمصيرُهُ عند الله هو هذا، وهذا قياس الطرد، أيْ أنَّ القاعدة مُطَّردة. هذا معنى قياس الطَّرْد، أي تَطَّرِدُ القاعدة. أي أن نُبْقيها، ونَجْعلها مُطَّردة لا تتخلَّفُ أبداً، فنقول : هذه المقدِّماتُ تُعْطي هذه النتائج، وهذه الأسباب تَجلبُ هذه المسبَّبات، إذن هذا معنى قياس الطَّرْد. ويُعْلَمَ من الاعتبار، أيضا أنَّ من لم يكذِّب الرسل، لا يصيبهُ ذلك، هذا العكسُ، هذه الأسباب تؤدِّي إلى هذه النتائج واجتناب هذه الأسباب يؤدي إلى نتائج مخالفةٍ، ويُعْلَمَ أن من لم يكذّبْ الرسل لا يُصيبُهُ ذلك العذاب، وهذا قياس العكس، وهو المقصودُ من الاعتبار بالمكذبين أو بالمعذَّبين فإن المقصود أن ما ثبت في الفرع عكسُ الحكم لا نظيرُهُ، والاعتبار يكون بهذا ويكون بهذا.
إذن حينما يُطْلَبُ منَّا أن نعتبرَ من حكاية مُعَيَّنة، أو تصَرُّفٍ معيَّنٍ، وما أنتجهُ هذا التصرف يجب أن نعتبر طردا وعكسا.
فنقول: إن فعلنا مثل فعلهم كان لنا مثل ما كان لهم، والعكس إن اجتنبنا ما فعلوا أصابنا خلافُ ما أصابهم فإن المقصود ما ثَبَتَ في الفرع عكس الحكم لا نظيره والاعتبار يكون بهذا وبهذا، قال تعالى (لقد كان في قَصَصِهم عبرة لأولي الألباب) فإذن من هنا نفهم لماذا قصَصُ القرآن، ولماذا يكثُرُ، لأنَّهُ يرسم منهجاً، ويقدِّمُ نماذج وأنت تأخذ من كلِّ نموذج ما تريد، نماذج من هذا النوع ونماذج من هذا النوع، ليقول لنا القرآن الكريم، إنَّ الحياة متكرَّرة بسننها، ونتائجها فمن سلك كذا وصل إلى كذا.
ومن سلك كذا وصل إلى كذا، قال تعالى: (لقد كان في قصصهم عِبْرَةٌ لأولي الألباب) وقال: (قد كان لكم آية في فئتين) هذه وهذه، فانظروا، واختاروا، وخذوا العبرة، إلى قوله (إن في ذلك لَعِبْرَةً لأولي الأبصار)،
قال ابن تيمية: ومن أعظم صفات العقل بل من أعظم خصائص العقل ، معرفة التماثل، والاختلاف، فإذا رأى الشيئين المتماثلين علم أن هذا مِثْلُ هذا، وجعل حُكْمَهُمَا واحداً. هذه العقلية القياسيَّة التي بها تتقدَّم العلُومُ، وبها تتقدَّمُ التجارِبُ وتتراكمُ وبها تُؤخَدُ العبَرُ، وبها تتقرَّرُ الحكْمَة، والحكْمة هي أن نُدْرِكَ أن هذا مثل هذا فَنضْرِبُ المثَلَ للنَّاس ليعرفوا أنَّ مثل هذا سيُنْتِجُ هذه النتيجة وإذا رأى المختلفين فرَّقَ بينهما هذا قياس العكس.
هذا واحد من العلماء ارتقى إلى مستوى القرآن، فاستخلص من آية صغيرة منه علما كثيرا، وقرر سنناً مطردة، واستنبط أحكاما وحِكَماً كثيرة، وغيره من العلماء كثيرٌ فَعَلُوا فعله، ففتحوا أبوابا كثيرة من فنون العلم. فهل يليق بنا اليوم أن نقصر في فهم القرآن، وقد تيسر لنا من الأدوات ما لَمْ يَتَيَسَّرْ لمن سبقونا من العلماء الأفذاذ رحمهم الله تعالى، لكي نَنْطلق في دعوتنا معرفين أحسن تعريف عمليا وفكريا، بأصل الأصول: القرآن العظيم الذي أنزله الله تعالى نورا للبصائر، وروحا للأمة الإسلامية؟!.
المصدر: جريدة المحجة 3/3/1995