200 مريض أورام يبدؤون عامهم بلا ديون.. طبيب أميركي مسلم يتنازل عن 650 ألف دولار من ديون مرضاه
بعد عام مليء بالأحداث القاسية، وظروف تسببت بأضرار مادية بالغة للكثيرين، يبدأ 200 مريض من مرضى السرطان عامهم الجديد بدون أي ديون، بعد أن قرر الطبيب الأميركي المسلم عمر عتيق، أن يعفي مرضاه من الديون المستحقة عليهم بقيمة 650 ألف دولار.
بداية جديدة
يعمل الدكتور عتيق ذو الأصول الباكستانية منذ أكثر من 40 عاما، وأسس مركز آركنسا لعلاج السرطان بمدينة باين بلاف عام 1991، ويقدم طرق علاج مختلفة، منها العلاج الكيميائي، والإشعاعي، وفحص التصوير المقطعي المحوسب.
لكنه اتخذ قرار غلق مركز علاج الأورام الخاص به في ولاية آركنسا، بعد ما يقرب من 30 عاما على عمله به.
ومع قراره بإغلاق المركز، أدرك مدى تضرر عائلات المرضى ماليا؛ بسبب انتشار فيروس كورونا، وبناءا على ذلك، قرر عتيق أن يكون هذا العام بداية جديدة في حياة مرضاه، وأهداهم رسالة في عيد الميلاد، يخبرهم بها أنه سيتم محو أي ديون عليهم.
وقال خلال مقابلة له مع برنامج "صباح الخير يا أميركا" على قناة "إيه بي سي" (ABC) "مع الوقت أدركت أن هناك بعضا من المرضى غير قادرين على الدفع؛ لذلك قررت أنا وزوجتي أن ننظر في الأمر، وتوصلنا إلى مسامحتهم من الديون، وفعلنا ذلك فورا".
وأضاف "منذ أن بدأت ممارسة الطب، كنت دائما ما أشعر بالقلق حيال المرضى، ليس فقط بشأن حياتهم الصحية وعائلاتهم ووظائفهم؛ لكن أيضا بخصوص حالتهم المادية، أضف إلى ذلك الدمار الذي سببته جائحة كورونا".
وقال عتيق لصحيفة آركنسا الديمقراطية-غازيت "اعتقدنا أنه ليس هناك وقت أفضل لفعل ذلك من وقت انتشار الجائحة، التي ألحقت الأذى ببيوت الناس وحياتهم والشركات وكل شيء".
رسالة تهنئة مفاجئة
تلقى حوالي 200 مريض من مرضى مركز آركنسا بطاقات تهنئة بعطلة أعياد الميلاد، أرفق معها رسالة قال فيها "مركز آركنسا لعلاج السرطان فخور بخدمتكم، وبالرغم من أن شركات التأمين الصحي تقوم بدفع معظم الفواتير لأكثر المرضى؛ إلا أن المبالغ المتبقية يمكن أن تكون مرهقة، مع الأسف هذه هي الطريقة التي يعمل بها النظام الصحي الحالي".
ثم فاجأهم بقراره قائلا "يغلق مركز آركنسا أبوابه بعد أكثر من 29 عاما من الخدمة المتفانية للمجتمع، وقرر المركز أن يتنازل عن جميع الأموال المستحقة للعيادة من مرضاه، إجازة سعيدة".
لفتة سخية
وصفت بيا تشيزمان الرئيسة التنفيذية لشركة تحصيل الديون "آر إم سي" (RMC) الأميركية، التي كانت تساعد في تحصيل المدفوعات المستحقة، قرار عتيق بأنه "لفتة لطيفة للغاية".
وقالت تشيزمان لبرنامج "صباح الخير يا أميركا" أيضا "لقد كان دائما عميلا سهلا في التعامل، وما فعله هو وعائلته هو شيء رائع حقا لإعفاء المرضى من الديون، فمن يعانون من دفع فواتير العلاج من الأورام يواجهون تحديات أكثر من غيرهم".
وقال ديفيد روتن، نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة الدفاع في جمعية آركنسا الطبية، إن عتيق اتصل به للتأكد أن إعفاء المرضى من الديون ليس به أي شيء غير لائق، وأضاف "إذا كنت تعرف دكتور عتيق، ستفهم بشكل أفضل".
ثم أثنى على عتيق على الصعيد المهني والشخصي قائلا "أولا هو أحد أذكى الأطباء الذين عرفتهم على الإطلاق، وثانيا هو طبيب عطوف للغاية أكثر من أي طبيب عرفته".
ويعمل عتيق الآن أستاذا في جامعة آركنسا للعلوم الطبية، في مدينة ليتل روك، وزوجته وأولاده الأربعة جميعهم إما أطباءوإما يدرسون ليصبحوا أطباء.
وأكد في حواره على أن مركزه الطبي لم يقم أبدا بإبعاد الناس لعدم امتلاكهم تأمينا صحيا أو لنقص في أموالهم.
وأنهى حديثه قائلا "آمل أن يكون ذلك قد سهل عليهم قليلا، وأن يستطيعوا تنفس الصعداء، ويتمكنوا من مواجهة التحديات الأخرى التي قد يواجهونها في حياتهم".
المصدر: الجزيرة + مواقع إلكترونية