تقديرا لجهود المفكرين والعلماء في نشرالفكر التنويري الوسطي من خلال مؤلفاتهم المنشورة
أقامت رابطة كتاب التجديد بالمنتدى العالمي للوسطية في يوم الثلاثاء الموافق 16-9-2014 حفلها السنوي و للسنة الثالثة علي التوالي تشجيعاً وتقديراً للمفكرين في الاستمرار بنهجهم واضاءاتهم الفكرية المستنيرة تأصيلا للفكر الأسلامي الصحيح .* *حضرالحفل الذي نظمة الامين العام للمنتدى العالمى للوسطية عطوفة المهندس /مروان الفاعوري ومشاركة نخبة من أأمة علماء الفقة ورجال الدين والمفكرين في مجال العلوم الفقهية والشرعية.و اصحاب المعالي والوزراء.برعاية وتشريف رئيس المنتدى العالمي للوسطية رئيس الوزراء السوداني الأسبق الإمام الصادق المهدي .
* *في بداية الحفل القى الامين العام للمنتدى المهندس مروان الفاعوري كلمة اعتزاز و ترحيب بالضيوف الكرام ودعوة الى لم الشمل واعادة الوئام الى صفوف شعوبنا العربية والاسلامية قال فيها : في هذه اللحظات الحرجة وما تتعرض امتنا من مخاضات صعبة
* *وحرجة و دماء عزيزة تسيل في بعض اقطارنا وحروب وصراعات وفتن خلقت حالة من اليأس انتابت شعوبنا فنحن الآن أحوج ما نكون الى " لمّ الشمل" ووحدة الكلمة، وصلابة الموقف، ووضوح الرؤية والهدف، واعتقد أن هذا الجمع الكريم صورةٌ لما يجب أن تكون عليه أمتُنا لكي تتصالح مع ذاتها، وتتلمس طريق الخير بفضل الله ورشد علماء هذة الأمة وممن يحظون باحترام شعوبهم , واننا بحاجة أكثر من أي وقت مضي لوحدة الكلمة وصلابة الموقف ووضوح الهدف واعتقد أن هذا الجمع الكريم هو صورة لما يجب ان نكون .
* *وأكد الفاعوري علي أن اعدائنا ليسو فقط الغزاة ومن يتربصون بنا خارج حدودنا انما اعداؤنا من أبناء جلدتنا ممن يتحدثون لغتنا ويعتقدون احيانا ديننا وهذا هو المؤسف .
* *وقال مشددا أن رسالة الاسلام هي رسالة الاعتدال والوسطية تفرض علينا أن نكون صادقين مع أنفسنا لنخلص النصيحة للوطن , وان طريق المصالحة هو تصحيح البدايات بالاجماع والتوافق واحترام الاختلافات واستيعاب الجميع في مشروع حكمة يوجة طاقات الشعوب وقدرات العلماء الي الي كلمة سواء وهي حب وبناء الوطن .
* *وجاءت كلمة الامام الصادق المهدي مشبها فيها الامة العربية وما تتعرض له من انقسامات و تقاطعات حول الرأي مابين الفكر الاسلامي والفكر العلماني أشبه " بالبناء المهدم " وأسوا ما في الامر أن عوامل الهدم ذاتية .وأن مايفعلة العدو ليس غريبا ولكن المشكلة أن قضايانا ذاتية . وان هناك مواقف مهمة وكيف نتعامل مع العصر بالصورة التي لا تأسرنا .
* *وأشار الامام الي الصدام القائم بين السنة والشيعة وبين الاخوان والحركة السلفية وما يترتب علية من تدهور خارجي , لا ينبغي أن يكون على حساب شعوبنا وبين أنفسنا .
* *وقال في ظل مايوجد من معاملات وقضايا متغيرة فإن التشخيص الصحيح هو المخرج وان يكون الامر بيننا شورى وليس بالتدخل الاجنبي كما حدث في العراق وأفغانستان . وهذا افضل علاج للخروج من هذة الازمة .
* *وفي نهاية الحفل قاما الامام المهدي وعطوفة الامين العام للمنتدي بتسليم الدروع وجوائز التكريم التي بلغت قيمتها " 5000 " دولار للجائزة الواحدة والتي يقدمها منتدى رابطة التجديد سنويا على الفائزين من العلماء والمفكرين الإسلاميين كأفضل عالم مبدع في العالم و الفائزين لهذا العام وهم
* *معالي الدكتور العلامة عبدالله بن بيه رئيس المركز العالمي للتجديد والترشيد/موريتانيا.
* * *سعادة الدكتور علي محي الدين القرة داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين /العراق.
* * *معالي الدكتور عبدالسلام العبادي وزير الاوقاف الاردني السابق.
* * *وقبل تسليم الدروع والشهادات عرض فيلم تسجيلي استعرض فية مسيرة المكرمين طوال مشوار حياتهم الزاخر بالاجتهاد والعطاء تلاها كلمة شكر وعرفان منهم بهذة المناسبة , وفي نهاية الحفل كان الجميع علي موعد لتناول طعام العشاء المعد لهذة الاحتفالية الكريمة
كلمة الشيخ علي القره داغي عند تسلمه الجائزة وكلمته في المؤتمر
دولة الرئيس صادق المهدي رئيس المنتدى العالمي للوسطية حفظه الله
عطوفة المهندس مروان الفاعوري الأمين العام
أصحاب المعالي والسماحة والسعادة
إخواني وأخواتي الكرام
أحييكم بتحية من عند الله مباركة طيبة فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته
يشرفني صدقاً ويسعدني حقاً أن انال شرف الترشيح للجائزة السنوية الخاصة بـ "أفضل كاتب مبدع في العالم العربي والإسلامي" من قبل المنتدى العالمي للوسطية، ورابطة كتّاب التجديد من بين عدد من أبرز المفكرين والعلماء الذين رشحوا لنيل هذه الجائزة.
وإنني إذ أحمد الله تعالى أولاً وأخيراً على هذه النعمة فلا يسعني إلا أن اقدم شكري وتقديري للمنتدى العالمي للوسطية ورابطة كتاب التجديد، رئيساً، وأميناً عاماً وجميع أعضائه إذ لا يشكر الله تعالى حقاً من لم يشكر الناس - كما ورد في الحديث الصحيح.
كما ازددت سروراً بوجود في الجائزة العالم الفقيه الجليل الدكتور عبد السلم العبادي بارك الله فيه وفي علمه.
الحضور الكرام
إنني أعتبر هذه الجائزة تكريماً لمنهج الوسطية الذي شاء الله تعالى أن أختار هذا المنهج الوسطي لبحوثي وكتبي وفتاوى منذ أكثر من أربعين سنة بل منهجي في الحياة منذ أن وعيت، وأن ايماني الراسخ هو أن الإسلام الذي رسم هذا المنهج الوسطي للحياة كلها، وأن الأمة الاسلامية لن تقوم لها حضارة ولا تقدم حقيقي إلا من خلال المنهج الوسطي لأن ذلك من جعل الله تعالى ومن سنته التي لن تجد لها تحويلاً ولا تبديلاً فقال سبحانه وتعالى (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا).
وشاء الله تعالى أن تكون هذه الآية وسطاً من حيث العدد داخل سورة البقرة حيث تحمل الرقم 143 من 286 آية. كما أنها جاءت بعد الحديث عن تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة، لتدل على أن الوسطية هنا وسطية الأرض والجغرافيا كما تشمل وسطية الفكر والمنهج والتصور والوفاء والأصالة، حيث إن الإسلام لم يترك المسجد الأقصى وإنما بقي مقدساً ومباركاً ويُشد إليه الرحال فهي قبلتنا الأولى وأنها ومربوطة تماماً بالمسجد الحرام (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ) - ونسأل الله تعالى أن يتحرر قريباً - على عكس بعض الأديان التي لا تعترف بأحدهما، والوسطية في الآية قد ربطت بالشهادة على الناس (لتكونوا شهداء على الناس) وهذه الجملة تعني أمرين مهمين: أولهما: أن هذه الأمة يجب أن تكون عادلة في أقوالها وافعالها وسلوكياتها وتصوراتها حتى تكون قادرة على الشهادة على الناس، وأن لا ينفك العدل منها مهما كان المقابل فقال تعالى (وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى).
ثانيها: أن الحكم على الناس يحتاج الى تنفيذ، وبالتالي فيجب أن تكون قوية فكراً ومنهاجاً وتوحداً وأخذاً بأسباب العلم والقوة والحضارة والإبداع حتى تستطيع أن تحكم على الناس.
ومع الاسف الشديد تُعاني الإنسانية جمعاء من الظلم والغزدواجية في المعايير منقل القوى الغربية والشرقية التي تكيل بمكيالين حسب المصلحة وبإزدواجية واضحة فإذا كانت المصلحة لهم أو للصهاينة فإنهم يطالبون بها بل يجيشون الجيوش لتحقيق ذلك.
أما إذا كان الحق والمصلحة للمسلمين كما هو الحال في فلسطين وغزة والضفة، وسوريا مثلاً فإنهم يقفون مع الصهاينة. وحتى في تصنيفه للإرهاب فإن الدين الإسلامي العظيم هو نفسه يتهم بالارهاب مع المسلمين مع أن الإسلام دين الرحمة ، في حين أن ما فعله الصرب المسيحي في البوسنة من الجرائم البشعة وما فعله العصابات المسيحية في أفريقيا الوسطى من القتل والحرق وأكل لحوم المسلمين، وما فعله الصهاينة في فلسطين من الاجرام الذي يندى له جبينهم لا يتهم فيها دينهم بل ولا هؤلاء فقد اثبت التاريخ أن العدالة الحقيقية لجميع البشر لم يتحقق إلا في ظل الحضارة الإسلامية تنفيذاً لقوله تعالى (وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ).
فهذه الآية الكريمة من سورة الرحمن تدل على أن هذه الأمة يجب عليها إقامة الموازين والمكاييل بالعدل والقسط، وأن تعطي الحق لجميع البشرية أن تعيش على الأرض وتأخذ من خيراتها، لأنها لم تخلق للمسلمين فقط، ولا لليهود، أو المسيحيين فقط، وإنما لجميع البشر والمخلوقات.
وكذلك عالمنا الإسلامي مع الأسف الشديد عاش فيه الأفكار والمناهج المشددة التي شوهت صورة الإسلام ، فالعلاج هو المنهج الوسطي البعيد عن الغلو والإفراط والتفريط.
أصحاب السعادة والفضيلة
إن المنهج الوسطي يقوم كذلك على الاعتماد على الوحي مع منح دور عظيم للعقل في التفسير والأجتهاد، ثم له دوره العظيم في عالم المادة للإبداع من خلال المنهج التجيربي.
كذلك يقوم على رعاية مقاصد الشريعة، ومقاصد المكلفين وفقه المآلات وسد الذرائع وفتحها.
وهو منهج شامل يقوم في نظري على الشفعية في فهم النصوص وليس على احادية الفهم والتصور وعلماؤنا المحققون قالوا في الجبرية والقدرية أنهم اخذوا بعض الحق.
وفي الختام أكرر شكري وتقديري لكل من ساهم في هذه الأعمال الطيبة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته