البحث

التفاصيل

من سمات المُصْلِح الأُنموذج في أدبيات أحمد أمين (1886 – 1954)

الرابط المختصر :

من سمات المُصْلِح الأُنموذج في أدبيات أحمد أمين (1886 – 1954)

بقلم: د. محمد صالحين (عضو الاتحاد)

نيَّفتْ أدبيات أحمد أمين على نحو أربعين مجلدًا، وتناولتْ قضايا شتى، وهذه مقالةٌ، عن سمات المُصلح الأنموذج، مستخلصةٌ من مؤلفاته عمومًا، ومن كتابه "زعماء الإصلاح في العصر الحديث" خصوصًا.

أحمد أمين: مثقف موسوعي مصري، صاحب تيار فكري وسطي مستقل، ولد سنة 1886م.

☆ تعلَّم في الأزهر الشريف، ثم في مدرسة القضاء الشرعي، وتولى القضاء؛ لمدة يسيرة، ثم التدريس في مدرسة القضاء الشرعي، ثم تولى عمادة كلية الآداب - جامعة القاهرة.

☆ أنشأ لجنة التأليف والترجمة والنشر، وأصدر من خلالها عشرات المجلدات من عيون التراث الإسلامي؛ محققة، وفي ثوب قشيب.

☆ شارك في إخراج مجلتي الرسالة، والثقافة؛ ذائعتي الصيت إبّان عصره.

☆ أنشأ الجامعة الشعبية وكان هدفه منها نشر الثقافة بين أطياف الشعب المصري، عن طريق المحاضرات والندوات.

☆ أنشأ معهد المخطوطات العربية؛ التابع لجامعة الدول العربية، وكان له مئات الأحاديث النافعة في الإذاعة المصرية.

☆ من أهم مؤلفاته: زعماء الإصلاح، فجر الإسلام، ضحى الإسلام، ضحى الإسلام (3 أجزاء)، ظهر الإسلام (4 أجزاء)، يوم الإسلام، حي بن يقظان، قاموس العادات والتقاليد والتعابير المصرية، من زعماء الإصلاح، زعماء الإصلاح في العصر الحديث، كتاب الأخلاق، حياتي (سيرة ذاتية)، فيض الخاطر (10 أجزاء)، الشرق والغرب، النقد الأدبي (جزءان)، هارون الرشيد، الصعلكة والفتوة في الإسلام، المهدي والمهدوية، إلى ولدي، ابتسم للحياة، حرب الشر، علمتني الحياة.

☆ توفي 1954م.

إن المصلح الأنموذج في فكر أحمد أمين ليس بمعصوم؛ لأن زمن العصمة الفردي ولَّى إلى غير رجعة، وليس بمثالي؛ فالمثالية ترفٌ وخيالٌ، بل هو مُصْلِحٌ قدوةٌ، ليس أكثرَ، ومن أهم سماته أن يكون:

• نبيلَ الخُلق، ساميَ القصد، عفَّ اللسان، نقيَّ الضمير.

• هادئَ المِزاج، يعالجُ الأمورَ برفقٍ، ويُؤْمِنُ بقانون السببية.

• شديدَ الغيرة، قويَ الإخلاص، عميقَ الرغبة في خدمة وطنه، وبني جنسه.

• منظمَ الفكر، مرتبَ الأولويات، عارفًا بحقيقة إمكانياته.

• مخالطًا للناس، ملامسًا لقضاياهم، متكلمًا بلسانهم، معبرًا عن مواجعهم وأحلامهم، مستخدمًا مصطلحاتهم.

• دائبَ العمل، دائمَ الحركة، لا يعتريه كللٌ ولا مللٌ، يبدأ من حيث انتهى المصلحون، ويُضيف إلى بنائهم لبنةً جديدةً، وعملاً مجيدًا.

• عزيزَ النفس من غير كِبْرٍ، كريمَ المحتد من غير عصبية، مؤثرًا المجد على الحياة ذاتها، من غير تهور ولا اندفاع، ثابتًا على المبدأ مهما أصابه في سبيل ذلك.

• جريئًا فيما يقول، لا يُقِرُّ ظالمًا على ظلمه، ولا يُسالم جائرًا لجاهه.

• قويَ الشعور بحقيقة حال الأمة، مملوءًا تلهفًا على رفع نير الاستبداد عنها.

• منفتحًا على كل الحضارات، والأفكار، لا يحصر نفسه في دائرة النظريات فحسب، بل يقرن النظريات بالشواهد.

• بمنأى عن الأساليب الإنشائية الجوفاء، شغوفًا بالبحوث العلمية العملية، يُحلل، ويذكر العرض، وسبب الداء، وعلاجه؛ في صبر، وأناةٍ، واستقصاء.

• مع موسوعيته: متخصصًا في علم حتى يسبر غوره، أو فن حتى يتقن مفرداته، ولا يوزع نفسه أشتاتًا.

• مستقلَ الشخصية، لا مانع أن يتأثر بطريقة أساتذته ما دام في مرحلة الطلب، فإن وصل إلى مرحلة النضج كان نفسَه، لا نسخةً من غيره، يعمل جهده بقناعاته الأخيرة، وإن خالفتْ مراحلَ تفكيره المبكرة.

• مُتسلحًا بأدوات العصر، ووسائله الضرورية؛ من إتقان بعض اللغات، وإجادة استعمال بعض التقنيات الحديثة التي تلامس مجال عمله، غيرَ مُستنكفٍ شيئًا من ذلك أبدًا.

 


: الأوسمة



التالي
جهود الإمام البخاري في تدوين وتدقيق السنة النبوية المشرفة
السابق
هيئة العلماء والدعاة بألمانيا تنظم ندوة فقهية حول "أصول الاجتهاد لفقه النوازل"

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع