الرابط المختصر :
لماذا جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين (الماء والثلج والبرد)؟
د: أكرم كساب
كان من دعائه صلى الله عليه وسلم:"اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالبَرَدِ " (متفق عليه).
وهنا إعجاز نبوي في هذا التكرار (الماء – الثلج- البرد)، بخاصة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن في بيئته ثلج ولا برد، قال ابن عباس عن الثلج: شَيْء أَبيض ينزل من السَّمَاء مَا رَأَيْته قطّ. (تفسير السمعاني (3/ 538). فإذا علمنا أن الثلج إنما يكون بتجمد الماء عند درجة صفر، وأن البرد إنما يكون في درجة أقل من الصفر، وقد ذكر المتخصصون أن بعض الأوساخ تطهر بالماء، وأن بعضها يطهر بالثلج دون الماء وذلك أن الثلج يجعل الجزيئات تتقارب مما يفتت جزيئات الأوساخ، وأن بعض الجزيئات لا تتفتت بالثلج وإنما تتفتت بالبرد، فسبحان من علّم هذا النبي العظيم هذا التدرج في التطهير.
ويبدو والله أعلم أن الذنوب أنواع ودرجات، وكذلك الأوساخ والأقذار، وهما سواء:
1. من الذنوب ما يمحى بقليل عمل كاستغفار وتوبة، ومن الأوساخ ما يطهر بالماء.
2. ومن الذنوب ما يحتاج إلى كثير جهد، فمع الاستغفار والتوبة يحتاج إلى حسنات ماحية، ومن الأوساخ ما يطهر بالثلج لا بالماء.
3. ومن الذنوب ما يحتاج إلى ما هو أكثر فهو بحاجة توبة وحسنات ماحية ومصائب مكفرة، ومن الأوساخ ما يحتاج إلى برد ولا يكتفى معه بالماء والثلج.