البحث

التفاصيل

جنون العظمة

الرابط المختصر :

جنون العظمة

بقلم: الشيخ بشير بن حسن (عضو الاتحاد)

 

مصطلح تاريخي مشتق من الكلمة الإغريقية (ميغالومانيا) (بالإنجليزية: Megalomania

وهو إحدى الأمراض النفسية المستحكمة، يصاب به أكثر من له سلطة سياسية، أو دينية روحية، أو مالية، أو علمية إلا من عفا الله، قال تعالى: (كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى * إن إلى ربك الرجعى).

وقال محذرا سيد الخلق ومن تبعه فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا ۚ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)، نعم (ولا تطغوا) أنا و أنت بالله، (وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍۢ فَمِنَ ٱللَّهِ ۖ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ ٱلضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْـَٔرُونَ

(مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ۖ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ ..)

إذا كنت في نعمة فاعلم أنك مبتلى بها لتشكر، وإذا كنت في محنة أو نقمة فهو ابتلاء لتصبر، أو عقوبة لتصبر لتتوب الى ربك وتستغفر، والفيصل عرض نفسك على ميزان الطاعات، بدءا بحقوق الله عز وجل من صلاة وزكاة وصيام وحج وغيرها، ثم بحقوق الخلق بدءا بالوالدين فالأرحام فالجيران فسائر المخلوقات على تفاوتهم في حقهم عليك.

داوم على اتهام نفسك، وبالغ في جلدها (مجازا لا حقيقة)، ولا تغترّ بها، فإن من أحسن الظن بنفسه فقد جهل وهلك!! ومن أساء الظن بها فقد علِم ونجى، 

النفس تدعو إلى التعاظم، وتتلذذ بالتقديس، وتنتشي بالتمجيد، وتأبى الاعتراف وترفض الزجر والاتعاظ، فالرئيس يغضب إذا لم يلقّب بصاحب الفخامة.

والملك يغضب إذا لم يلقب بصاحب الجلالة!

والأمير يغضب إذا لم يلقّب بصاحب السموّ.

والوزير يغضب إذا لم يلقب بصاحب المعالي، والعالم يغضب إذا لم يلقب بــ (الشيخ ، صاحب السماحة، الدكتور ، الأستاذ ... الخ من هذه المصطلحات "المُنعشة") وهكذا،...

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تطروني كما أطرت النصارى بن مريم إنما أنا عبد فقولوا: عبد الله ورسوله)..

نعم، الاحترام جميل، وإنزال الناس منازلهم خُلق حسن، وإنما قصدت التحذير من مرض جنون العظمة ومنشئه!

دخل أبو مسلم الخولاني رحمه الله على معاوية بن أبي سفيان رضي عنهما، فقال (السلام عليه أيها الأجير! قالوا قل: الأمير! قال السلام عليك أيها الأجير، قالوا قل الأمير قال السلام عليك أيها الأجير! فقال معاوية: دعوا أبا مسلم فهو أدرى بما يقول! نعم لقد عقل الرجلان!

ولما حضر عمر الوفاة قيل له ماذا تشتهي يا أمير المؤمنين؟ فبكى وقال: انني لست اليوم للمؤمنين بأمير! بل انا الى رحمة ربي فقير ضعوا خدي على التراب عسى أن يغفر الله لي!!  

 

من دلائل المعافاة من هذا المرض، دوام التخلي عن الزي الرسمي الذي يميزك عن غيرك ، روى البخاري في صحيحه أن الرجل كان يدخل على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فيقول (أفيكم محمد؟)

نعم ومن ذلك أيضا ، المشي في الأسواق ومخالطة الناس، قال تعالى: (وَمَآ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ إِلَّآ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ ٱلطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِى ٱلْأَسْوَاقِ..)

ومن ذلك أن تتذكر ماذا كنت قبل الآن؟ وهل ستبقى لك هذه الحظوة عند الفراق؟؟

إذن تجرّد!

  • (لم استهدف أحدا بما قلت ولا حاجة الى تأويل بعيد عما نويت).
 


: الأوسمة



التالي
القرآن والعلم
السابق
مسلمو إثيوبيا.. نهاية عقود من الاضطهاد والإهمال

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع