مقاصد الدعوة عن الشيخ محمد رشيد رضا

مقاصد الدعوة عن الشيخ محمد رشيد رضا

بقلم الدكتور انجوغو امباكي صمب (عضو الاتحاد)

الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله هو تلميذ الإمام محمد عبده ومجدد نهجه وطريقه في الإصلاح ، وقد عقد فصلا في كتابه (الوحي المحمدي ) لتعداد مقاصد القرآن الكريم في تربية نوع الإنسان ، وهي بطبيعة الحال مقاصد الدعوة الإسلامية كما سبق بيان كون القرآن هو لسان الدعوة ، وسجل تاريخ الأنبياء والمرسلين ، ونبراس الدعاة والمصلحين ، قال رحمه الله  (( إن مقاصد القرآن من إصلاح أفراد البشر وجماعاتهم وأقوامهم، وإدخالهم فى طور الرشد، وتحقيق أخوتهم الإنسانية ووحدتهم، وترقية عقولهم، وتزكية أنفسهم))[1].

 

 ثم ذكر رحمه الله عشرة أمور من خلالها يحقق القرآن  تلك الغايات وهي : بيان حقيقة أركان الدين الثلاثة التي دعا إليها الرسل وضل فيها أقوامهم ، وهي ( الإيمان بالله ) ، و( عقيدة البعث والجزاء ) ، و( العمل الصالح ) ، و بيان ما جهل البشر من أمر النبوة والرسالة ووظائف الرسل ، وإكمال نفس الإنسان من الأفراد والجماعات والأقوام، ولإصلاح الإنساني الاجتماعي السياسي الوطني، وتقرير مزايا الإسلام العامة في التكاليف الشخصية من الواجبات والمحظورات، وبيان حكم الإسلام السياسي الدولي : نوعه، وأساسه، وأصوله العامة، و  الإرشاد إلى الإصلاح المالي ، وصلاح نظام الحرب ودفع مفاسدها وقصرها على ما فيه الخير للبشر، وإعطاء النساء جميع الحقوق الإنسانية والدينية والمدنية، وتحرير الرقبة .[2]

 

ويلاحظ القارئ الحصيف ربط أكثر هذه المقاصد بالرسالة الخاتمة وبدعوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، ولا تعارض بينما ذكره رحمه الله هنا وما ذكر العلماء الآخرون من المقاصد العامة للدعوة ، وذلك لأن الرسالة الخاتمة قد اشتملت على تلك المقاصد العامة وزيادة ، حسب ما تقضيه شموليتها وعمومها وسعتها وامتدادها.

وفي تفسيره ( المنار ) تحدث بشكل أوسع و استعرض المقاصد التي ذكرها في (الوحي المحمدي) مع شيء من الشرح والتفصيل والتمثيل. [3] .

 يتبع ....

 

---

[1] الوحي المحمدي ، تأليف محمد رشيد بن علي رضا ، ص 119 ، الناشر دار الكتب العلمية –بيروت 1425 هـ

[2] انظر : الوحي المحمدي من ص121 إلى ص240

[3] المصدر نفسه ، 11 /171