الرابط المختصر :
من شُعَب الإيمان (5/ 30)
أن نرشد طاقتي الكلام والاستماع!
إن الإنسان المكلف العاقل يمتلك مجموعة من الطاقات، يستهلكها في زمن محدد من حياته، ومن كان رشيدًا فإنه يُنظم طاقاته؛ بحيث يبذل أقل قدر منها؛ ليحصل على أعظم فائدة ممكنة؛ ومن هذه الطاقات الهائلة: طاقة الكلام، وطاقة الاستماع.
وإن من شُعَب الإيمان: انتقاء ما نتكلم به، وما نستمع إليه!
قال الله تعالى: {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد}، وقال تعالى: {إن السمع والبصر والفؤاد كل ذلك كان عنه مسؤولًا}
وجعل الله من صفات المؤمنين المفلحين وارثي جنة الفردوس: {والذين هم عن اللغو معرضون}، وجعل من صفات عباد الرحمن؛ الذين رضي عنهم، وأرضاهم: {والذين لا يشهدون الزور، وإذا مروا باللغو مروا كرامًا}
وإن لله عبادًا أذكياء، علموا أن وقتهم هو رأسُ مالهم الحقيقي، وأن طاقاتهم هي وسائلهم الحاملة لهم على الحياة الطيبة؛ في الدنيا، ثم في الآخرة؛ فرشَّدُوا طاقتي الكلام والاستماع، فلا يتكلمون إلا فيما هو نافع مفيد، في شؤون المعاش أو المعاد، وحفظوا ألسنتهم وآذانهم من اللغو الذي لا طائل من ورائه، وصانوهما من كل ما يقربهم إلى سخط الله وعقوبته؛ من الكذب، والغيبة، والنميمة، والافتراء، وشهادة الزور، وفُحش الحديث، واكتفوا من الكلام بأنفعه، ومن السماع بأحسنه، فغنموا أعمارهم، وبيَّضوا صحائفَهم، واكتسبوا الوقارَ في أقوامهم، وأصبحتِ الشفاهُ لا تنطق في محضرهم إلا بالجميل، والآذان: تتلقف من كلامهم الحكمة والرشاد.
فاللهم زَيِّنْ ألسنتَنا بالكلام الطيب؛ نطقًا، وزكِ آذاننا باللفظ الجميل؛ استماعًا.