الرابط المختصر :
من شُعَب الإيمان (7/ 30)
أن نكون أوفياء!
نعم ... أن تحرص على تنفيذ وعدك، وحفظ عهدك، وصيانة كلمتك: كلها أخلاق من شُعَب الإيمان.
والوفاء يكون مع الله سبحانه وتعالى، ومع رسوله صلى الله عليه وسلم؛ بحفظ العهود، والتمسك بالمواثيق، وطاعة الشرع، وصيانة الحدود الدينية، والتأسي بالهدي النبوي الشريف؛ قال تعالى: {...وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ...} [البقرة:٤٠]، وقال تعالى: {...وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إذَا عَاهَدتُّمْ...} [النحل:٩١]، [3].
ويكون الوفاء كذلكم مع عامة الناس؛ بالالتزام بالمواعيد المتفق عليها؛ سواءً حضورًا لاجتماع، أو تسليمًا لأمانة، أو أنهاءً لتكليف، أو حفظًا لسر، أو أداءً لواجب.
ولقد مدح القرآن الكريمُ الأوفياءَ أحسنَ المدح وأجملَه، ووصفهم بالبر والتقوى؛ فقال تعالى: {...وَالْـمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْـمُتَّقُونَ} [البقرة:١٧٧]، وقال: {بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْـمُتَّقِينَ} [آل عمران:٧٦]
إن الوفاء بالعهود والعقود والوعود والمواثيق علامةٌ مؤكدةٌ على إنسانية صاحبه ونقائِه، وعلى قوة إيمانه، وقربه من الله تعالى؛ إذ يقول سبحانه: {وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [الأنعام:١٥٢].
والعكس صحيح، فإنَّ المتصف بنقض العهد، وكذب الحديث، وإخلاف الوعد: ينتقل من ثلة الصادقين المتقين إلى جوقة المخادعين الكذابين الذين أعقبهمُ اللهُ {...نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ} [التوبة:٧٧].
ما أحرانا أن نتمسك بهذه الشُعَبة من شُعَب الإيمان: خُلُق الوفاء!