الرابط المختصر :
من شُعَب الإيمان (16/ 30)
أن نحرص على أكل الحلال، ونتورع عن أكل الحرام!
إن الأصل في الطعام والشراب واللباس وغيرها من مُتع الحياة أنها حلالٌ مباحة، والاستثناء هو الحرام؛ قال تعالى: {قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}
وقد أمرنا الله تعالى بتحري الطيبات في حياتنا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ}
أما ما سوى الطيبات: فينبغي علينا اجتنابُه، والحرص على ألا ندخل على أنفسنا، أو من نعول شيئًا فيه شُبهة؛ فضلًا عن شيء حرام؛ ففي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم مرَّ بتمرة في الطريق، فقال: {لولا أني أخاف أن تكون من الصدقة لأكلتها}، فأين نحنُ من هذا الورع النبوي الكامل؟!
فكيف بنا وقد أكل بعضُنا أموال اليتامى ظُلمًا، وأكل بعضنا حقوق بعض، وتجرأ بعضنا على المال العام؟!
عن نافع أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - كان قد فرض للمهاجرين الأولين أربعة آلاف وفرض لابنه ثلاثة آلاف وخمسمائة، فقيل له: هو من المهاجرين فلم نقصته؟
فقال: "إنما هاجر به أبوه، يقول: ليس كمن هاجر بنفسه" [رواه البخاري].
وهذا من ورع عمر بن الخطاب حتى مع أبنائه، وإنه لمثال لكل مسئول في بلاد المسلمين!