الرابط المختصر :
من شُعَب الإيمان (17/ 30)
أن نُخلص لله تعالى باطنَنا وظاهرَنا!
في الحديث الشريف: {إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم} فالمرءُ منا بأصغريه؛ قلبه ولسانه؛ أي: باطنه الذي لا يطلع عليه إلا الله تعالى، وظاهره الذي يبدو للناس.
وعلامةُ صلاح العباد وفلاحه: أن يقصد وجه الله، ورضاه، وثوابه؛ في كل أقواله وأعماله؛ الظاهرة والباطنة، وألا يرائي الناس في قليل عمل أو كثيره، أو في النهوض بأمر أو تركه، أو في تحسين عبادة، أو تزيين معاملة؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه.}
لذلك قال أحد العارفين في علامة الإخلاص: أن تنسى رؤية الخلق؛ بدوام النظر إلى الخالق سبحانه.
وقال آخر في حد الإخلاص: تركُ العمل من أجل الناس: شِرْكٌ، والعملُ من أجل الناس: رياءٌ، والإخلاص: أن يعافيك الله منهما.
فلا بد إذن لكل عملٍ من نية، ولا بد لكل نية من إخلاص، ولا بد لكل إخلاص من تحقيق؛ لأن العمل بغير نية: عناءٌ، والنية بغير إخلاصٍ: رياءٌ، والإخلاص من غير تحقيقٍ: هباءٌ، قال تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا}
وقال بعضُ العارفين: رب عمل صغير تعظمه النية، ورب عمل كبير تصغره النية.