فضل مراد: باب الاجتهاد مفتوح والحديث عن إغلاقه يضر بالفقه الإسلامي
رفض عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أستاذ الفقه وأصوله والقضايا المعاصرة بكلية الشريعة في قطر فضل عبد الله مراد حديث البعض عن إغلاق باب الاجتهاد، معتبرا ذلك كارثة أصابت الفقه الإسلامي، مؤكدا أن الاجتهاد فيض رباني يمنحه الله من يشاء.
وأضاف مراد - في حديث لحلقة (2021/5/4) من برنامج "الشريعة والحياة في رمضان"- أننا أمة القراءة وأمة القلم، فأول ما نزل من القرآن الكريم هو قول الله تعالى (اقرأ باسم ربك الذي خلق)، وقوله (الذي علم بالقلم)، وفي قوله تعالى (اقرأ وربك الأكرم) معنى ارتباط الأكرمية بالقراءة، كلما قرأت أكرمك الله تعالى.
وأضاف مراد أن الفقه نوع من المعرفة مستنبط من القرآن والسنة، وقد عرّفه الإمام أبو حنيفة بأنه معرفة الحلال والحرام.
وأوضح أن الله تعالى قال (بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم "من يرد الله به خيرا يفقه في الدين"، الأمر الذي يعني أن التفقه في الدين اختصاص يتطلب دراسة وجهدا؛ ليكون العالم مُؤهلا لتحمل مسؤولية البيان عن الله تعالى، شرط أن يكون هذا البيان خالصا لله تعالى أيضا، كي يكون "الدين كله لله" بمعنى أن تكون الفتوى خالصة لله، لا تخضع لضغوط سياسية أو جماهيرية أو مالية أو غيرها.
التشدد ليس من الشريعة
وأشار مراد إلى أن القرآن الكريم أوضح أن هناك طبقات لمن على الناس سؤالهم، أولها أهل الذكر كما في قول الله تعالى (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)، ثم مرتبة الرسوخ في العلم في قوله تعالى (لكن الراسخون في العلم منهم)، ثم مرتبة الربانية التي تأتي من التقوى كما في قوله (هدى للمتقين).
وذكر أستاذ الفقه بكلية الشريعة أن التشدد ليس من الشريعة، فالإسلام دين وسطي، (وكذلك جعلناكم أمة وسطا)، والوسطية من مقاصد الشريعة.
وشدد مراد على ضرورة احترام التخصصات، فكما يحترم الناس تخصص الأطباء والمهندسين وغيرهم، ينبغي أيضا احترام تخصص العلماء في أمور الفقه والشريعة، محذرا من ضرر وسائل التواصل الاجتماعي في هذا الشأن، حيث يقرأ البعض رؤوس أقلام في أحد الموضوعات، ويظنون أنهم قد أحاطوا بالأمر علما، كما أن البعض يبحث عن مسائل معينة بهدف "الإثارة"، ويسمي نفسه "مفكرا".
وأطلق مراد على هذا الصنف من الناس "مفكر المسائل السبع"، التي يتم إثارتها دائما، كمسائل المرأة وأحاديث الآحاد وصحيح البخاري وغيرها.
وأوضح مراد أن أمور الدين تأتي في 3 مراتب؛ الأولى الأمور البينات الواضحات التي لا تحتاج إلى سؤال عالم، ومن رحمة الله أن جعل السؤال يوم القيامة عن هذه الأمور، والمرتبة الثانية رأي الجماعة في الأمور العامة والجماهيرية، والمرتبة الثالثة فتوى العالم الفرد.
وأشار مراد إلى أن الفقه الإسلامي مر بعدة مراحل؛ أولها، مرحلة النبوة حيث كان التكليف يأتي بالوحي، والثانية، مرحلة الصحابة، مشددا على ضرورة قراءة والتعرف على فتاوى الصحابة التي كانت تستند مباشرة إلى القرآن والسنة فقط، والثالثة، مرحلة التابعين، والرابعة، مرحلة الأئمة الأربعة الذين أسسوا المذاهب وحذروا من التقليد.
#الشريعة_والحياة_في_رمضان - مع الدكتور فضل عبدالله مراد أستاذ الفقه والقضايا المعاصرة في جامعة قطر
تم النشر بواسطة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في الثلاثاء، ٤ مايو ٢٠٢١
المصدر: الجزيرة