هل يجوز إعطاء جزء من زكاة المال لغير المسلم؟ الإجابة مع الدكتور القره داغي
تناولت الحلقة الجديدة من برنامج “أيام الله” على قناة الجزيرة مباشر موضوع “الزكاة وكيفية إخراجها ومظاهر الإحسان فيها”، وكان ضيف الحلقة الدكتور علي القره داغي -الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
وتحدث داغي عن وقت إخراج الزكاة ومستحقيها ومقدارها، كما بين ٤ حالات يجوز فيها نقل زكاة الفطر لبلد آخر، وجواز إعطاء جزء من زكاة المال لغير المسلم.
وفي رد على سؤال حو إعطاء جزء من الزكاة للجار غير المسلم من باب تأليف القلب، قال الدكتور القره داغي، إن دفع الزكاة للمؤلفة قلوبهم جائز بنص القرآن الكريم.
وأضاف بل أكثر من ذلك، إذا كان داخل أمتنا الإسلامية حينما نوزع الزكوات مثل الجمعيات الخيرية لا يجب أن يفرق داخل المخيم بين المسلم وغير المسلم، بل أن يعطوا للجميع دون تفرقة.
واستشهد داغي بمعاملة النبي الكريم لغير المسلمين وأضاف أن عمر بن الخطاب فعل نفس الشيء في معاملته لغير المسلمين، مؤكدا أن الإسلام دين عظيم لكنه يتعرض للتشويه من قبل مجموعات متطرفة في الغرب.
وحول ما ورد في الكتب من أن شرط أخذ الزكاة يجب أن يكون مسلما، قال الدكتور إن ذلك عند جمهور الفقهاء، لكن هناك من الفقهاء من أجاز ذلك وخاصة للتأليف بالإجماع، مذكرا بالآية الكريمة “إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ”.
أما في غير تأليف القلب، وإذا كان هناك فقراء يعيشون داخل الأمة الإسلامية لا يفرق بينهم، مشيرا إلى أن هناك قاعدة أخرى تسمى” أصالة وتبعية” بأن يكون الغالبية مسلمين وبينهم أشخاص غير مسلمين فلا يجب إبعادهم حتى لا تحدث فتنة.
وختم الدكتور القره داغي توضيحه بالقول “الأصل هو عدم الإعطاء لكن في حالات خاصة مثل حالات الأصالة والتبعية وفي حالات وجود أقلية غير مسلمة لا يجب أن يتم استبعادها، وكذلك في حالة تأليف القلب وهو مجمع عليه كما ورد في الآية الكريمة.
حالات يجوز فيها نقل زكاة الفطر لبلد آخر
وفيما يخص نقل زكاة الفطر لبد آخر قال الدكتور القره داغي، إن ذلك يتم في 4 حالات:
في حال وجود جائحة عامة مثلما يحدث اليوم أوفي حال النكبات مثلما حدث في سوريا أو في حالة الكوارث الطبيعية، التي تجعل الناس في حاجة شديدة للمال.
وكذلك للأقارب الفقراء، وتكون بذلك صدقة وصلة للرحم، والأمر الثالث الذي يجوز فيه نقل الزكاة هو، للمقاومة ودرء العدوان كما يحدث في فلسطين والقدس الشريف، والحالة الرابعة هي عدم وجود فقراء في البلد الذي يعيش فيه الشخص ما يلزم إرسالها إلى من يحتاجون إليها.
المصدر: الجزيرة