البحث

التفاصيل

طوفان اللذائذ

الرابط المختصر :

طوفان اللذائذ 

الشيخ محمد الغزالي

 إن انهيار الرجولة فى الشرق الإسلامى أمام طوفان اللذة الحيوانية التى يبعث بها الغرب، ويسخر أدوات لا تحصى فى نشرها.

 هذا الانهيار هو تأمين الحياة للاستعمار، وبذر الجراثيم التى تدعو للعودة إن هو ذهب.

وما لم نستكبر على هذه الرغبات ونطرحها وراء ظهرنا ،  ونتبع فى شأنها تعاليم ديننا فلن تصح لنا حياة ولا حرية ، ولن تسلم لنا كرامة أو عزة..

والمعروف أن الإسلام يجعل الرجال قوامين على النساء. حتى جاء الاستعمار فزعم لنا أن الرجال والنساء سواء. !؛ والله يعلم أن هذه التسوية لم يقصد بها تكريم المرأة أو دعم جانبها، وإنما قصد استدراجها من حصنها لمآرب شتى...

ليكن الأمر كما زعموا.. فما حدث  ؟

إن الرجل والمرأة ـ فى دنيا الفرنجة ـ سواء فى الظاهر.

ولكن فى كثير من الأحيان تبرز الفطرة الإنسانية وتغلب تزويرات البشر، فإذا المرأة تتملق الرجل وتسير وراءه. وتحرص على مرضاته إن كان زوجا، وعلى خدمته إن كان أبا، وعلى تربيته إن كان ولدا !!

 أما فى الشرق الذى أمرضه الاستعمار ـ أو على الأصح فى البيئات التى خلقها هنا وهناك ـ فإن الرجل ليس قواما على المرأة، ولا مساويا لها. إنها هى القوامة عليه، إنه يتملقها ويطلب رضاها. ويلقنه " أهل الفن " أنواع الآهات التى ترقق قلبها لتسمح بنظرة.

 إنه يكاد يسرق ليعطيها، أو ليظهر فى لباس يسرها.

إنه تابع لا متبوع،

والرجل العبد فى بيته لا يكون سيدا فى وطنه.

وهذا الصنف من المخنثين لا يصلحون  بداهة لكفاح ويستحيل أن يصنعوا مجدا ،،،

وهذا الصنف هو ـ للأسف ـ ثمرة الأقلام التى لا ينقطع لها توجيه فاسد فى أغلب صحفنا.

ولعمرى إن حملتها شر على البلاد من باعة الحشيش وبقية المخدرات... والرذائل فى بلاد ارتفع مستواها المادى

والعلمى تحتف بها أحوال مخففة ويستخدم الرقى الثقافى فى تخفيف وطأتها واستدراك آثارها.

 أما فى المجتمع المتخلف فإن الرذائل الخلقية والجنسية تولد مضاعفة السماجة والآثار. ومن ثم نرى الفرنجة يقارفون رذائلهم فى شىء من الصمت وفى صورة مخففة النكر.

أما الرعاع والمتعلمون فى بلادنا فلو رأيت نظراتهم الجائعة ومتابعتهم النساء بالغزل الرقيع

 والألفاظ الخادشة ما اقترحت علاجا لهذه الأدواء إلا العصا التى تذاد بها الدواب!!

إن الخلاعة التى انتقلت إلينا من الغرب فتكت بنا أكثر مما فتكت به، لأن جرثومتها سرت دون مقاومة.

أما هم.. فلديهم شئ من المناعة أحدثها تقدمها الكبير فى شتى الميادين.

 وكل يوم يمر تزداد مقادير الخلاعة التى تزودنا بها مصادر التوجيه من صحافة وإذاعة ومسرح، فى الوقت الذى تقل فيه أسباب المناعة العلمية والدينية.

ومن المؤسف كذلك أن روح التطلع إلى اللذة رمت أفواج الموظفين وأمثالهم بالخمول والاستكانة. فهم يحبون المدن ويمقتون القرى. لماذا !؟

لأن القرى فقيرة فى وسائل اللهو.. حلاله وحرامه. وهم لم يتعلموا إلا ليكون لهم مستقبل لاه لعوب ! فإذا أقاموا فى القرية كرها فليس للقيام بالرسالة النبيلة التى وظفوا لها ومنحوا المرتبات لقاءها.. كلا! الطبيب يريد جمع المال. والمهندس الزراعى يرفض الذهاب للحقل.. وهكذا.

 بينما نرى المغامرة خلقا ينضح به المجتمع الغربى ويجعل الهمم تباعد بين أبنائه، فما تخلو منهم بقعة خشنة فى أرض الله.

 ألا فلنحذر على ديننا ودنيانا هذه الميوعة الخسيسة التى اعتلت بها أمتنا!! ومتى اعتلت بها هذه الأمة؟ فى أحرج الفترات من تاريخها وأشد الأزمات إمساكا بخناقها. فى الأيام التى ينبغى أن يخشوشن فيها المنغم، وينتبه فيها الوسنان، ويخاطر فيها الحذر..

إن معركة الإسلام مع الاستعمار لما تبدأ، وتوشك أن تدور رحاها، ونطالب بأعبائها الثقال.. ولن يستطيعها المختالون فى أزيائهم من الشبان الناعمين، ولا المشغوفون بلذاذاتهم من أشباه الرجال.

إن الأجيال المنهزمة تلحقها علة واحدة. ولذلك تلحظ عليها أعراضا متشابهة، وإن اختلف المكان والزمان. فى زحف الصليبية القديم على الشرق الأوسط، أمكن المهاجمين أن ينفذوا أول الأمر إلى أحشاء الإسلام وصميم بلاده.

لماذا؟ لأن القوم شغلوا بالعيش الرخى، والقعود اللين عن مغارم الكفاح المر. فكان أن ضربهم الله بالذل،

وسلط عليهم  الأعداء

 


: الأوسمة



التالي
في زيارة ودية وأخوية.. الريسوني يستقبل وفد من قيادة حركة التوحيد والإصلاح
السابق
الشيخ محمد الصغير: الفعاليات الداعمة تُبقي جذوة المقاومة وتورثها للأجيال

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع