الرابط المختصر :
📌 طلاق الغضبان
السؤال: هل يقع طلاق الغضبان؟
بقلم: د. الشيخ عبد الحي يوسف
الجواب: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.
فإن طلاق الغضبان واقع عند جمهور أهل العلم؛ ما دام يعقل ما يقول حال تلفظه بالطلاق؛ ولو كان طلاقه غير واقع لما وقع طلاق أصلاً؛ لأنه لا يطلق أحد حتى يغضب، أما إذا وصل به الغضب إلى حد فقدانه عقله وعدم تمييزه لقوله فإنه لا يقع؛ وبه فسر بعض العلماء قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا طلاق ولا عتاق في إغلاق) رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
هذا وقد قسم أهل العلم الغضب إلى أحوال ثلاثة:
أولها: أن يحصل للإنسان مبادئ الغضب وأوائله ولكنه لا يغير من عقله بحيث إنه يعي ما يقول، فهذا يقع طلاقه بلا خلاف.
ثانيها: أن يبلغ به الغضب نهايته فلا يعي ما يقول، فلا خلاف في عدم وقوع طلاقه
ثالثها: أن يستحكم به الغضب ويشتد عليه لكنه لا يزيل عقله، فهو يعي ما يقول، ولكنه يحول بينه وبين نيته، أي أنه لا نية له في الطلاق، وهذا القسم فيه خلاف بين أهل العلم، ورجح ابن القيم رحمه الله تعالى عدم وقوع طلاقه وعقوده التي يبرمها في معاملاته؛ بناء على أدلة ساقها.