بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ
}يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي{
الاتحاد ينعي أستاذة التفسير والباحثة في علوم القرآن بجامعة الزيتونة الدكتورة هند شلبي رحمها الله
فقد تلقينا بقلوب مفعمة بالرضا بقضاء الله وقدره نبأ وفاة أستاذة التفسير والباحثة في علوم القرآن بجامعة الزيتونة الدكتورة هند شلبي العالمة الزيتونية، والملقبة بـصاحبة الزي الشلبي، وهو وصف أطلقه عليها العالم الجليل محمد الشاذلي النيفر لاعتبارها أول تونسية ترتدي الحجاب وتقتحم به أسوار الجامعة
عُرفت بإخلاصها واجتهادها فكانت صاحبة علم وأخلاق، سجل لها التاريخ دفاعها عن اللباس الشرعي متحدية في زمن بورقيبة وبن علي كل الظلم والاستبداد ..
وهى رحمها الله ابنة العالم الزيتوني أحمد شلبي، وخرّيجة الجامعة الزيتونيّة والمختصة في الدراسات القرآنية، سيّدة القراءات الألمعيّة، والتصانيف السنيّة، و التحقيقات الفذّة، صانعة أجيال متتالية من دكاترة الزيتونة المجيدة
حصلت على الإجازة في أصول الدين عام 1968، ونالت درجة الدكتوراه من كلية أصول الدين عام 1981 وعينت بالجامعة أستاذة لعلوم القرآن إلى أن تقاعدت.
برزت الأستاذة هند شلبي سنة 1975 عندما ألقت محاضرة حول “مكانة المرأة في الإسلام” بحضور الحبيب بورقيبة رئيس الجمهورية ومسؤولين حكوميين وديبلوماسيين أجانب، وكانت متمسكة بارتداء الحجاب والسفساري التقليدي التونسي، ورفضت مصافحة بورقيبة إثر المحاضرة، وهي الحادثة التي حرمتها من الترقيات العلمية، وقد عاشت رحمها الله منذ بداية التسعينات متفرغة للبحث العلمي وفي عزلة شخصية.
نذرت الفقيدة رحمها الله - حياتها للبحث العلمي والتحصيل الأكاديمي واختارت الابتعاد عن الأضواء، حيث ألفت العديد من الكتب والبحوث في التراث الإسلامي أبرزها كتاب "التفسير العلمي للقرآن الكريم بين النظريات والتطبيق" و"القراءات بإفريقية" و"التصاريف".
وقد فقدت الأمة الإسلامية عالمة من العالمات المخلصات الفضليات نسأل الله العلي القدير أن يغفر لها ويرحمها رحمة واسعة ويعفو عنها، ويجزيها خير الجزاء، ويكرم نزلها، ويدخلها جنة الفردوس، ويحشرها مع النبيين والصديقين وحسن أولئك رفيقا، وأن يلهم أهلها وذويها ومحبيها وزملاءها الصبر والسلوان إنه نعم المولى ونعم المجيب
أ . د علي القره داغي أ. د أحمد الريسوني
الأمين العام الرئيس