البحث

التفاصيل

فيلسوف إسلامي وأول رئيس للبوسنة والهرسك.. الذكرى الـ96 لميلاد الرئيس البوسني الراحل علي عزت بيغوفيتش

الرابط المختصر :

فيلسوف إسلامي وأول رئيس للبوسنة والهرسك.. الذكرى الـ96 لميلاد الرئيس البوسني الراحل علي عزت بيغوفيتش

 

- ناضل علي عزت بيغوفيتش من أجل إيقاظ الوعي الديني والوطني في بلاده، وتحقيق المساواة بين البوسنيين

- واصل بيغوفيتش نضاله في سبيل حقوق الإنسان في يوغوسلافيا، وكتب عددًا من المقالات في مجموعة من الصحف والمجلات تحت اسم مستعار

- سجن عام 1983، وأدين مع 12 مفكرا بـ "جريمة التعبير والمشاركة في نشاط عدائي"، وحُكم عليه بالسجن 14 عامًا.

- خرج عزت بيغوفيتش من السجن عام 1988، بعفو خاص، أعقب ذلك انتخابه كأول زعيم لحزب العمل الديمقراطي (SDA)

- في نفس العام، فاز حزب العمل الديمقراطي بأكبر عدد من الأصوات في البلاد في أول انتخابات ديمقراطية، ليظفر عزت بيغوفيتش بمنصب رئيس البوسنة والهرسك

- توفي عام 2003 بعد معاناة مع المرض

أحيت البوسنة والهرسك، الأحد، الذكرى السنوية الـ96، لميلاد أول رئيس لها، علي عزت بيغوفيتش، الذي توفي عام 2003.

ولد علي عزت بيغوفيتش، الذي اشتهر بنضاله من أجل حقوق المسلمين في بلاده، بالبوسنة في 8 أغسطس/ آب 1925، من أبوين بوسنيين هما مصطفى وهبة.

ناضل بيغوفيتش من أجل إيقاظ الوعي الديني والوطني في بلاده، وتحقيق المساواة بين البوسنيين وغيرهم من شعوب المنطقة، في إطار رؤية ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان.

انتقل عزت بيغوفيتش إلى سراييفو مع عائلته عندما كان عمره 3 سنوات فقط وتابع تعليمه هناك، وكان واحدًا من الطلاب الذين تمردوا على حالة التمييز التي كانت تستهدف السكان المسلمين في البلاد.

خلال الحرب العالمية الثانية، قام نظام "أوستاشي" الفاشي في كرواتيا بضم البوسنة والهرسك، مؤسسًا دولة كرواتيا المستقلة. واعتبر المسلمين في البوسنة كرواتًا؛ في الوقت الذي شن فيه حملات اضطهاد واسعة ضد اليهود والصرب والغجر، وكذلك ضد المعارضين من المسلمين والكروات.

من ناحية أخرى، أسس الصرب حركة عرفت باسم "حركة تشتنيك"، والتي ارتكبت مجازر مروعة ضد مسلمي البوسنة في المناطق التي كانت تنشط فيها، بهدف "تطهير المنطقة بالكامل من العناصر غير الصربية".

وفي غمرة هذه التطورات الدامية التي عصفت بمنطقة البلقان، تمكن بيغوفيتش، الذي واجه مرتين أحكامًا بالسجن لنضاله من أجل حقوق الإنسان، من شق طريقه وتحول لزعيم نجح في حماية استقلال بلاده في الحرب التي شنتها القوات الصربية والكرواتية في التسعينيات لتقاسم البوسنة والهرسك فيما بينها.

- اعتقاله عام 1946

كان عزت بيغوفيتش من بين الشخصيات البارزة في تشكيل "الشباب المسلم"، الذي كان هدفه الرئيسي نشر الوعي بين المسلمين البشناق وخاصة في القضايا الدينية والوطنية في يوغوسلافيا.

كما ناضل هذا التشكيل من أجل حصول المسلمين على حقوق متساوية مع الجماعات العرقية والدينية الأخرى في البلاد، ولكنه عمل أيضًا على إعادة بناء منازل المسلمين والمساجد التي دمّرت من قبل حركة التشتنيك.

على الرغم من أن جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية، التي تأسست بعد الحرب العالمية الثانية، تمكنت من الانتصار على التيارات الفاشية في الداخل، إلا أنها لم تحل مشاكل مسلمي البوسنة لاسيما في الأمور الدينية والوطنية.

قامت السلطات في يوغوسلافيا باعتقال بعض أعضاء منظمة "الشباب المسلم"، بمن فيهم عزت بيغوفيتش، عام 1946، بحجة أنشطتهم في "رفع الوعي الديني". وحكم على عزت بيغوفيتش بالسجن 3 سنوات.

بعد خروجه من السجن، التحق عزت بيغوفيتش أولاً بكلية الزراعة، وبعد عامين انتقل إلى كلية الحقوق وتخرج منها، قبل أن يتزوج السيدة خالدة عام 1949، والتي رُزق منها بثلاثة أطفال هم ليلى وسابينا وبكر.

- مرحلة سراييفو

واصل بيغوفيتش نضاله في سبيل حقوق الإنسان في يوغوسلافيا، وكتب عددًا من المقالات في مجموعة من الصحف والمجلات مثل "بريبورود" و"التقويم" و"غلاسنيك"، تحت اسم مستعار يتكون من الأحرف الأولى من أسماء أطفاله (LSB).

وعام 1970، نشر عزت بيغوفيتش، الذي اهتم عن كثب بالتطورات الجارية في العالم الإسلامي، كتابه "إعلان الإسلام"، الذي بدأ كتابته في الستينيات.

ومع عودة الخطابات القومية المتطرفة إلى الظهور في يوغوسلافيا عام 1980، تم إضافة نوع جديد من الجرائم إلى قانون العقوبات عرفت باسم "جريمة التعبير".

في تلك الفترة، جرى اعتقال عزت بيغوفيتش مع 12 مفكرًا مسلمًا عام 1983، قبل نشر كتابه "الإسلام بين الشرق والغرب"، وبدأت القضية المعروفة باسم "مرحلة سراييفو".

أُدين عزت بيغوفيتش ومفكرين مسلمين آخرين بـ "جريمة التعبير والمشاركة في نشاط عدائي"، استندت في مجملها إلى الأفكار التي طرحها بيغوفيتش في كتابه "إعلان الإسلام"، وحُكم عليه بالسجن 14 عامًا.

واصل عزت بيغوفيتش الكتابة أثناء وجوده في السجن، فكتب كتابه "هروبي إلى الحرية - ملاحظات من الزنزانة: 1983-1988".

خرج عزت بيغوفيتش من السجن عام 1988، بعفو خاص. أعقب ذلك انتخابه كأول زعيم لحزب العمل الديمقراطي (SDA) الذي تأسس عام 1990 وتحول إلى أكبر حزب يمثل مسلمي البوسنة.

وفي العام نفسه، فاز حزب العمل الديمقراطي بأكبر عدد من الأصوات في البلاد في أول انتخابات ديمقراطية، ليظفر عزت بيغوفيتش بمنصب رئيس البوسنة والهرسك، إحدى الجمهوريات الاشتراكية الست في يوغوسلافيا.

- علي عزت بيغوفيتش زعيم البوسنة

بدأت يوغوسلافيا في الانهيار في أوائل التسعينيات. وفي الوقت الذي عمل الجيش الشعبي اليوغوسلافي على إثارة الصراعات المسلحة في سلوفينيا عام 1991، اندلعت حرب أهلية غير متوقعة في كرواتيا، إحدى الجمهوريات المكونة ليوغوسلافيا.

امتدت الاشتباكات إلى البوسنة والهرسك عام 1991، وذلك مع تسارع وتيرة تفكك يوغوسلافيا، ما أدى إلى تصاعد الأصوات المطالبة باستقلال البوسنة والهرسك.

السياسي الصربي البوسني رادوفان كرادجيتش، الذي سيُحكم عليه لاحقًا بالسجن المؤبد لجرائمه في حرب البوسنة، عارض فكرة الاستقلال؛ وقال إن البلاد في حالة حرب مطالبًا بإبادة المسلمين في البوسنة.

تم إجراء استفتاء الاستقلال في البوسنة في 29 فبراير/ شباط - 1 مارس/ آذار 1992. بلغت نسبة المشاركة في الاستفتاء 99.7 بالمئة، مع مقاطعة غالبية صرب البوسنة ومشاركة واسعة في صفوف البشناق (مسلمو البوسنة)، لتخرج النتيجة لصالح استقلال البوسنة والهرسك.

بعد الاستفتاء، واجه مسلمو البوسنة هجمات القوات والجماعات الصربية شبه العسكرية في مدن مختلفة من البوسنة والهرسك. فيما دعا عزت بيغوفيتش جميع البوسنيين إلى مقاومة تلك الهجمات، وخاض البوسنيون صراعًا مريرًا تحت قيادة بيغوفيتش.

وارتكبت الجماعات شبه العسكرية الصربية مذابح جماعية ضد المدنيين، بمن فيهم النساء والأطفال، كما أقدمت على تهجير السكان المسلمين من منازلهم، واغتصاب نسائهم، وتدمير كل شيء له صلة بالإسلام، إضافة إلى ممارسة التعذيب في معسكرات الاعتقال.

حارب المدافعون عن استقلال البلاد ضد الصرب في الشمال والشرق، بينما قاتلوا بشدة ضد الكروات في الجنوب والغرب، في ظل توارد أنباء ارتكاب مذابح وعمليات إبادة جماعية ضد المسلمين في العديد من المدن مثل برييدور وبييلينا وزفورنيك وفيسغراد وسربرينيتشا وفوكا، وكذلك العاصمة سراييفو التي رزحت تحت حصار شديد فرضته القوات الصربية لمدة 3.5 سنوات.

- وفاة علي عزت بيغوفيتش

كانت حصيلة الحرب، التي انتهت في عام 1995 باتفاقية دايتون للسلام، فادحة للغاية. حيث قُتل ما يقرب من 200 ألف شخص في الحرب التي نتج عنها كذلك تهجير أكثر من مليون شخص.

وبشأن اتفاقية دايتون، التي جلبت للبلاد بنية سياسية معقدة رغم وضعها حدًا للحرب، قال عزت بيغوفيتش: "هذه الاتفاقية لم تجلب سلامًا عادلًا، لكنها أفضل من استمرار الحرب".

وبموجب الاتفاقية، تم تقسيم البوسنة والهرسك إلى منطقة برتشكو المتمتعة بالحكم الذاتي مع كيانين اتحاديين (اتحاد البوسنة والهرسك وجمهورية صرب البوسنة). وتقرر أن يتكون اتحاد البوسنة والهرسك أيضا من 10 كانتونات.

في الانتخابات الأولى بعد الحرب، أصبح علي عزت بيغوفيتش أول رئيس للبوسنة والهرسك "المستقلة"، ولاحقًا أول رئيس للمجلس الرئاسي، الذي استقال منه بيغوفيتش عام 2000 بسبب مشاكل صحية، معلنًا عدم الترشح باسم حزبه عام 2001.

وفي 19 أكتوبر/ تشرين الأول عام 2003، وبعد معاناة مع المرض، توفي على عزت بيغوفيتش ودفن بناء على وصيته في قبر بسيط بين قبور الشهداء في مقبرة "كوفاتشي"، تاركًا وراءه أعمالًا فكرية مهمة أبرزها "الإسلام بين الشرق والغرب" و"إعلان الإسلام" و"هروبي إلى الحرية" و "لن نكون عبيدًا".

المصدر: الأناضول


: الأوسمة



التالي
دور الفقهاء والقضاة في التحريض على الجهاد بالكتابة والتأليف أثناء الغزو الصليبي في بلاد الشام
السابق
شاهد.. ندوة "خطورة حكم الفرد وجناية الاستبداد على البلاد والعباد"

مواضيع مرتبطة

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع