يوم اليقين (عاشوراء)
بقلم: م. أحمد المحمدي المغاوري – عضو الاتحاد
(فلما ترآءا الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون، قال كلا إن معي ربي سيهدين) الشعراء
هكذا حين يستقر اليقين في قلب القيادة ولو في واحد فقط معه الحق(الله). يغير الله ناموس الكون له، هو ومن معه ولو اهتز فيهم اليقين فيتبدل الخوف امنا والضعف ميراث و تمكين إنه اليقين، وسبحان من إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون، حدث في (ليلة عاشوراء) (أن أسر بعبادي ليلا إنكم متبعون).. إنه اليقين الذي
أغرق الله به فرعون وجنوده.. اليقين الذي به تفتح الأقفال وتتبدل الأحوال، به تُقال العثرات وتأتي المسرات والبشارات.
نعم هي جملة واحده قالها لسان نبي الله موسى بيقين المؤمن الواثق بربه (إن معي ربي سيهدين) بها انفلق البحر فكان كل فرق كالطود العظيم. بها سلك المؤمنون إلى بر السلام برغم اهتزاز قلوبهم وشكهم إلا أنهم وثقوا في القيادة فرضخوا ومن ثم نجوا .لأن القيادة ثبتتهم يا ساده، حين وثقت بالله وموعودة بعدما انعدمت الأسباب واعتصمت بحبل الله الوهاب، فكانت لها والريادة.. ذاك هو اليقين طريق السيادة والسعادة.
هو طريق الانبياء الذي سلك دربه النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم في لحظات الضعف عند الهجرة يقول له صاحبه ابو بكر رضي الله عنه يا رسول الله لو نظر أحدهم تحت قدميه لرؤانا، فيرد القائد الواثق بربه وبوعده يا ابا بكر ما بالك باثنين الله ثالثهما لا تحزن (إن الله معنا) هي نفس الكلمة وبذات اليقين الذي انتصر به أهله.. أهل الله وحزبه المفلحين.
نحن ننتظر يوما كيوم عاشوراء. تفرح فيه القلوب ويشف الله فيه صدور قوم مؤمنين.. (فلا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين) ذاك هو شرط العبادة، واعلى مراتب الايمان اليقين والإحسان، فباليقين والإحسان نعبر المحن والفتن. واليقين عمل القلوب والإحسان عمل الجوارح...هذا طريق ليلة عاشوراء المرتقبة، فصبر جميل مع عمل مخلص صالح، فأخلص يكفك العمل القليل.
ومن يُكذب ذلك؟! عليه الحسرة والندامة.. أما الواثقون المتقون فلهم الكرامة.
(وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ ﴿48﴾ وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنكُم مُّكَذِّبِينَ ﴿49﴾ وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴿50﴾ وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ ﴿51﴾ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ﴿52﴾) الحاقه.
فاللهم ارزقنا اليقين بك وحسن التوكل عليك.
(ذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون) يونس
فانتظروا إنا منتظرون.