بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة في الملتقى العلمائي الدولي "سيف القدس بوابة التحرير"
بقلم: أ. د علي القره داغي – الأمين العام للاتحاد
الحمد لله رب العالمين، ووالصلاة والسلام على سيد المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه إلى يوم الدين، أما بعد:
اخوتي الكرام: أحييكم بتحية الاسلام؛ فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
يشرفني حقا، ويسعدني صدقا، أن أشارك معكم في دعم هذه القضية، قضية الأقصى، قضية القدس، قضية تطهير الارض المباركة من المحتلين، تلك هي القضية الأولى للأمة، فهي البوصلة الأولى، وبوصلة الأمة مرتبطة بهذه القضية، فإن انحرفت لا سمح الله، فقد انحرفت الأمة لأنها تخلت عن أعظم قضية لها، ألا وهي قضية الأقصى وقضية القدس وفلسطين، وكل عمل وكل جهد، يدور في هذا الفلك فهو عمل مبارك، بل عمل طيب، وما حدث أخيرا في معركة سيف القدس المباركة؛ من بذل للجهود، وتضحيات عظيمة بفلذات الأكباد من الرجال والنساء، ومن الأطفال والشيوخ، وبكل ما يستطيع تقديمة هذا الشعب الفلسطيني العظيم، فإنه جعل قضية القدس وفلسطين في مرحلتها الأخيرة، فقد أحيت سيف القدس الأمل الكبير، وأعادت البوصلة إلى ما يجب أن تستهدفها في نظر الإسلام، ومع الأسف فإن هناك محاولات كبيرة جدا لتحريف هذه البوصلة عن مسارها، ولكن معركة سيف القدس قضت على كثير من هذه القضايا التي يراد بها لهذه الأمة ، مما يسمى، سواء من التطبيع والتطبيل من بعض المتصهينين للأسف الشديد، أو غير ذلك مما أثير في هذا المجال، القضية الأخيرة، وانتفاضة الأقصى، وانتفاضة الشيخ جراح، وانتفاضة غزة، ومعركة سيف القدس، كل ذلك يدخل في هذا الاطار، والصحيح أن قضية القدس وفلسطين تدخل وتنطلق من الشروط القرآنية لتحقيق النصر، وهي عدة شروط من أعظمها:
1- تحقيق العبودية لله والاعتماد على الله سبحانه وتعالى..
2- إحياء روح المقاومة في نفوس الجميع ليصبح الجيل يتصف بالبأس شديد.
3- اساءة وجوه الأعداء من خلال فضح مخطاتهم وكشف زيفهم وتشويه حقائقهم وتسويد وجوههم.
والحقيقة أن معركة سيف القدس وانتفاضة الأقصى والقدس قد أحيت جمع الأمة داخل فلسطين، حتى ما يسمى أراضي 48 في فلسطين، فأصبحوا جميعا وحدة واحدة، جمعتهم هذه الأرض، فأرضنا، أرض اسلامية وأرض عربية، وأرض فلسطينية، وأرض انسانية أيضا، كما أن قضيتها تشتمل على كل المواصفات الإنسانية، فلذلك أقول حقيقة: شاهدت ولاحظت، أن ما حدث أخيرا يدخل في تحقيق هذه الشروط الثلاثة الأساسية، وهي: تحقيق العبودية لله، وتحقيق البأس الشديد، وتحقيق المعركة الإعلامية؛ من تشويه حقائق المحتلين، وتسويد وجوههم؛ كما قال سبحانه وتعالى في القضية الأولى: {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَاَ بعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا} [الإسراء: 5] فهذان شرطان أساسيان، يضاف عليهما في المعركة الثانية، {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ} [الإسراء: 7] هكذا بالفاء التي تدل على الترتيب، يعني العبودية لله والبأس الشديد، إضافة {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ} [الإسراء: 7]، أي: لتكون هذه الأمة قادرة على فضح مظالم واعتداءات هؤلاء المحتلين، وتكشف ظلمة من خلال وسائل الإعلام القوية.
إن هؤلاء المحتلون بما يفعلونه من الجرائم وبما يعتمدون على جميع الأمم بأنهم مظلومون، وبما أنهم يعتمدون على حبل من الناس من خلال ذلك، فقد كشفت الأمة من خلال معركة سيف القدس هذه الحقائق، ولفتت الأنظار بأن هذا المشروع الصهيوني سيتضرر بشكل كبير.
ولذلك أيها الأحبة فإن نصيحتي ونصيحة العلماء وكذا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين هو: أن نستمر في هذه الأمور الثلاثة:
الأمر الأول: تحقيق العبودية الخالصة لله تعالى، بحيث نكون مرتبطين بالله ارتباطا كليا، وأن نزيد هذه الجماعة، فكلما جُعِلت العبودية لله انتهى مشروع هؤلاء المطبلين والمطبعين، مع الصهاينة والمتصهينين.
والأمر الثاني: بناء القوة العسكرية التقنية العلمية الفكرية.
والأمر الثالث: بناء القوة الإعلامية القوية التي تظهر الحق وتظهر العدل، وفي نفس الوقت تفضح الباطل.
إن شهودنا جميعا كعلماء في هذا المجال هو المطلوب في كل المجالات؛ فالعلماء عليهم واجب الوقوف مع الحق ونصرة الحق، وأصحاب القرار والسياسيون عليهم واجب آخر وهو الوقوف بكل قوتهم مع هذا الحق ومع هذه القضية العادلة، والإعلاميون يقومون بدورهم في تحقيق هذه الآية الكريمة {لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ} وأصحاب الأموال يدعمون هذه القضية العادلة، ويدعمون اخواننا في القدس وفي الأقصى وفي كل مكان في فلسطين، فإذا كان اخوانكم في فلسطين أيها العلماء؛ يضحون بكل شيء، فهل يجوز لنا أن نتركهم هكذا، فيجب علينا أن نبذل ما بوسعنا لنساعدهم في كل شيء، كلٌ في مكانه، فهذه وصيتنا إليكم أيها العلماء الأحبة.
ووصيتنا إلى اخواننا وأخواتنا وأهلنا في فلسطين، أن يستمروا في الرباط والمقاومة، ومقاومة المحتلين، فهذا حق مشروع تكفله جميع الشرائع السماوية، وكذلك الشرائع الإنسانية الأممية؛ فهذا حق واجب علينا لا يجوز ان نتخلى عن هذا الحق، ولا يجوز ان نتساهل فيه؛ بل يجب علينا ان نبذل كل جهدنا لتحقيق الحق، ولتحرير كل شبر احتل من ارض فلسطين المباركة.
ووصيتي الثانية لكم بعد الرباط والمقاومة للاحتلال يا أهلي في فلسطين الحبيبة، هي: الوحدة وبذل كل الجهود لتحقيق الوحدة، داخل الشعب الفلسطيني بجميع مكوناته، فاليوم حقيقة ليس يوم الاختلافات، وقد ظهر بفضل الله تعالى سقوط جميع المشروعات التي كانت تسمى مشروعات السلام او الاستسلام، سموها كيفما شئتم، لم يعد لها وجود؛ فلن يبق حقيقة شيء امام اخواننا في فلسطين، وامام امتنا العربية والاسلامية الا حق درء الاحتلال بجميع الوسائل، فلذلك أقول: إن هذه الكلمة وهذا الحق يجب ان يجمع اخواننا في الداخل؛ كما يجب ان يجمع اخواننا واخواتنا في الخارج، وستظل باذن الله تعالى هذه القضية هي قضيتنا الاولى، وان وعد الله الحق بالنصر لهو قريب، قال سبحانه: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ*إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِين*وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 105، 107].
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
توصيات الدكتور علي القرة داغي
- تحقيق العبودية لله والاعتماد على الله سبحانه وتعالى..
- إحياء روح المقاومة في نفوس الجميع ليصبح الجيل متصفا بالبأس شديد.
- اساءة وجوه الأعداء من خلال فضح مخطاتهم وكشف زيفهم وتشويه حقائقهم وتسويد وجوههم.
- ضرورة الاستمرار في توحيد الشعب الفلسطيني سواء في الداخل أو الخارج.
- الاستمرار في الرباط والمقومة فهما الكفيلان بكبح جماح المطبعين والمطبلين للاحتلال.