يؤكد الدكتور القره داغى أن هجوم داعش على إقليم كوردستان لاحداث فتنة بين العراقيين وبخاصة بين الكورد و العرب ولتحقيق مشروعات اقلمية ودولية لاتخدم العراق ابدا. ويطالب بوحدة العراقيين لافشال هذا المخطط الخطر. ويناشد العرب والكورد قيادة وشعبا بالحفاظ على الاخوة ومقتضياتها وعلى رعاية حقوق الجوار والنازحين.
كان من قدر الله تعالى ان أكون خلال هذه الفترة في اقليم كوردستان العراق للقيام من خلال مؤسستنا الخيرية (الرابطة الاسلامية الكوردية) بتوزيع المساعدات على اخواننا النازحين من مناطق موصل، وديالى ، واطراف كركوك.... الخ.
حيث وفقنا الله لجمع مبالغ مناسبة من الخيرين والجمعيات الخيرية بدولة قطر الحبيبة، كما اصدرت الفتوى الاعتباء الكورد بأن تكون أولوية الصرف من اموال الزكاة للاخوة النازحين، وفعلا استجاب الكثيرون من الكورد والحمد الله.
وكذلك قمت بالاتصال والزيارات لمعظم المسؤلين الكورد حول امرين أساسين.
1- الايعاز والتوجيه بحسن الرعاية والوفادة لاخواننا النازحين من المناطق المختلفة لأن ذلك تقتضيه عقيدتنا وقيمنا وأخلاقنا ، كما أن هؤلاء الاخوة العرب هم عمقنا الاستراتيجى، كما أنهم قاموا بواجب القرى والرعاية عندما كان بعض الكورد يعيشون بينهم إبان النظام السابق ( وتلك الأيام نداولها بين الناس)
2- تنظيم الأمور الخاصة بالنازحين من خلال لجنة عليا للإشراف على هذا العمل الإنسانى، ودعوة جميع المنظمات الخيرية والإنسانية للقيام بواجبها.
وأثناء ذالك وقع الهجوم على منطقة زمار، وسنجار واطرافهما من قبل (داعش) فكان له تأثير بالغ في قلب الكثير من القضايا، منها أن السنة العرب ، والكورد كانتا في مواجهة النظام الحاكم في بغداد، وكانتا على وئام، فجاءت الهجمة لتعيد القيادة الكوردية الى بغداد، من خلال المطالبة بالمساعدة العسكرية ولتخفق الخلاف والحذر من أهل السنة، وبناء على ذالك وغيره فإننا نرى ونؤكد مايلي:
أولا: أن هجموم داعش على المناطق الكوردية او غيرها ادى الى مقتل الكثيرين من النساء والأطفال والشيوخ، ونزوح اكثر من (300) ألف شخص من ديارهم ، وقد يؤدى الى احداث فتنة بين العراقيين بصورة عامة، وبين الكورد والسنة العرب بصورة خاصة، اذا لم يقم المسؤلون واهل العلم والفكر بواجبهم لإفشال هذا مخطط الخطير.
لذلك نتوجه اليهم ونناشدهم الله وللرحم بالعمل الجاد والتعاون التام واللقاءات المكثفة بين الطرفين للوصول الى إدانة الهجمات التى تقوم بها داعش وايقافها لان تلك الهجمات ليست لمصلحة احد من العراقيين، وكذلك التعاون التام لتحقيق الامن والامان والكرامة المطلوبة للنازحين.
ثانيا: نطالب القيادة الكوردية بأن تبذل كل جهدها لمنع اى عمل يعكر صفوة الاخوة الكوردية العربية وأن لا تعمم الحكم بالإرهاب على غير المتهم به، فالقاعدة الشرعية (وكذالك الانسانية والاممية) هى قوله تعالى { وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى }الأنعام164
ثالثا: نطالب السنة العرب قيادة وأحزابا ورؤساء عشائر وأفرادا بالحفاظ على هذه الاخوة، وعدم اقحام بعض المسائل الخلافية في هذه القضية الكبرى، والوقوف صفا واحدا ضد المشاريع الخطيرة الاقليمية والدولية، وان لايكون الظلم والاقصاء سببا الاندفاع نحو المشاريع المشبوهة.
رابعا: نطالب الحكومات الاقليمية والدولية بعدم التدخل في شان العراق، بل نطالبها بدعم العراق ماديا ومعنويا ومنع الظلم والاقصاء لأي مكون من مكونات الشعب العراقي.
خامسا: نناشد العراقين جميعا سنة وشيعة، وعربا وكوردا للوحدة القائمة على الحقوق المشروعة لكل الاطراف ، فقال تعالى {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ }آل عمران103
ونناشدهم بتشكيل حكومة وطنية جامعة قائمة على العدل والانصاف بعيدة عن الاقصاء والاعتساف، وان تبدأ باعادة الامن والامان والحقوق للجميع، فالعراق قد عانى كثيرا، فكفى الظلم والاقصاء.
{ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ }هود88
والله المستعان