ردا على ماكرون.. قسوم: العثمانيون لم يأتونا غزاة و "فرنسا هي منبـــع شقائنـــا وبلائنـــا"
رد رئيس جمعية العلماء المسلمين في الجزائر الدكتور عبد الرزاق قسوم، على تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بخصوص التواجد العثماني في الجزائر الذي وصفه بـ"الاستعمار".
ونفى عبد الرزاق قسوم أن العثمانيين أتوا غزاة أو مستعمرين.
وقال في مقالة تحت عنوان "فرنسا هي منبع شقائنا"، صدرت في جريدة "البصائر"، "إن العثمانيين الذين جاؤوا إلى الجزائر لم يدخلوها محتلين مستعمرين، وإنما جاؤوا بدعوة من الجزائريين الذين طلبوا المساعدة من السلطان العثماني سليم الأول لدحر العدوان الصليبي الإسباني".
ولفت قسوم إلى أن العثمانيين لم يقتلوا ولم يحاربوا الجزائريين ولم ينهبوا ثرواتهم، مشيرا إلى أنهم "لم يفرضوا علينا لغتهم كما لم يحاربوا معتقداتنا ولا مذهبنا بدليل أن الجزائر كانت قبل قدومهم إلى الجزائر مالكية المذهب وبقيت كذلك بعد رحيلهم".
وأكد رئيس جمعية العلماء المسلمين في الجزائر أن العثمانيين "لم يلغوا العمل بالشريعة الإسلامية كما فعل الفرنسيون، ولم يحولوا مساجدنا إلى كنائس كما فعل المستعمرون"، مضيفا بأنهم "لم يقضوا على لغتنا وإبدالها باللغة الفرنسية التي لا نزال نعاني من إعاقتها في ألسنتنا وإداراتنا وفي بعض عقولنا".
وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قد قدم رواية رسمية لمجزرة ارتكبتها قوات الاستعمار الفرنسي بحق قرابة 4 آلاف مصل اعتصموا داخل مسجد عثماني رفضا لتحويله إلى كنيسة.
وكان تبون يتحدث عن جرائم الاستعمار الفرنسي للبلاد منذ دخوله عام 1830 وإلى غاية خروجه عام 1962 خلال مقابلة أجراها مساء الأحد، مع وسائل إعلام محلية بثها التلفزيون الرسمي.
وقال: "فرنسا استعمرتنا 132 سنة كانت فيها جرائم بشعة لا تمحى بكلمة حلوة، هناك عائلات وعروش (قبائل) محيت نهائيا مثل الزعاطشة (جنوب شرق الجزائر) لم يبق منهم رضيع واحد".
وأضاف: "اسألوا أهل الذكر والذاكرة ماذا فعلوا في مسجد كتشاوة.. لقد قتلوا فيه 4 آلاف مصل استشهدوا بعد أن تمت محاصرتهم بالمدافع وإبادتهم".
وبني مسجد كتشاوة عام 1520، في منطقة القصبة التي تشتهر باسم "المدينة القديمة" في العهد العثماني (1518 - 1830) من قبل أحد أكبر قادة الأساطيل العثمانية حاكم الجزائر آنذاك، خير الدين بربروس (1470- 1546).
وتقول روايات لمؤرخين جزائريين إن الحاكم الفرنسي للجزائر آنذاك "الدوق دو روفيغو" قرر نهاية العام 1832 اقتحام المسجد لتحويله إلى كنيسة، ووسط رفض سكان المدينة الذين اعتصموا داخله قام بهدمه على من فيه وحرق المصاحف.
وعقب هدم المسجد جزئيا استخدمه الفرنسيون مؤقتا مخزنا، قبل إعادة بناء كنيسة مكانه.
وحول الجزائريون الكنيسة إلى مسجد عقب إعلان الاستقلال عام 1962 مع المحافظة على معالم الكنيسة، لكنه أغلق أبوابه في 2008، بعد أضرار لحقت به جراء زلزال عنيف ضرب العاصمة الجزائر في 2003.
وفي أبريل 2018، أعيد فتح مسجد كتشاوة بعد عملية ترميم قامت بها وكالة التعاون والتنسيق التركية "تيكا" بفريق مختص وهيئة أكاديمية وحرفيين مهرة في فن التخطيط والنقش، بناءً على اتفاق تم بين حكومتي الجزائر وتركيا.
المصدر: وكالات