البحث

التفاصيل

في ذكرى ميلاده الشريف ﷺ (6)

في ذكرى ميلاده الشريف ﷺ (6)

د. زغلول النجار

خامسا - من أخلاقه ﷺ:

كان رسول الله ﷺ مثلا أعلى للإنسانية، ما قال لخادم عندة أف قط، ولا حقد على إنسان أبدا. كان يعطف على الصغير والكبير، كما كان يصل رحمه، ويكرم ضيفه، ويحفظ حقوق جاره، كما كان يحمل الكل، ويغيث الملهوف، ويعين على نوائب الدهر، كما كان ﷺ يكني أصحابه ويناديهم بأحب الأسماء إليهم. وكان من عاداته أن يبدأ المسلمين بالسلام، ولا يحتقر إنسانا أيا كان. كان بشوشا مع الناس جميعا، يستشير عقلاءهم في الأمور الدنيوية، ويعلمهم وحي السماء، كما كان يعطف على ضعفائهم بسجية سمحة.  كان لا يقطع حديث متحدث، وإذا قاطعه محدثه صمت. كانت جميع أفعاله متطابقة مع أقواله،  فكان وفاؤه مضرب الأمثال، فما خفر ذمة، ولا نقض عهدا في حياته، وما غدر بإنسان قط. كان ﷺ وفيا، كريما، محسنا، عف اللسان، صادقا في كل ما يقول، يمزح  ولا يقول إلا حقا. وكان قد أوتي جوامع الكلم. ينهى عن اللغو ويحبب في معالي الأمور، كما كان حليما، متسامحا، متأنيا في حكمه، لا يغضب لنفسه، ولا ينتقم لها، ولكن يغضب لله تعالى وحده.

كان صبورا محتسبا في كل محنة وشدة، راضيا بقضاء الله وقدره، داعيا إلى الأخوة بين الناس جميعا،  لذلك ما أحب أصحابه إنسانا كما أحبوه لنبل خلقه، وكريم طبائعه. ولا عجب في ذلك، فقد اختار الله تعالى له أفضل الصفات الوراثية التي يمكن أن تتوافر في فرد من بني آدم، وأدبه فأحسن تأديبه.

لذلك كان رسول الله ﷺ في قمة البشرية: سلامة صدر، وطهارة نفس، وعظيم خلق، وسمو سلوك، وحسن فهم لرسالة الإنسان في هذه الحياة الدنيا، ولمصيره من بعدها، فصل الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه ودعى بدعوته إلى يوم الدين (اللهم آمين). وجاءت أقواله وأفعاله تدعو إلى الإلتزام بمكارم الأخلاق، ومن ذلك ما يلى:

- قال ﷺ: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".

- وقال ﷺ: "إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا".

- وقال: "البر حسن الخلق...".

- وقال ﷺ: "أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحًا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه".

- وقال ﷺ: "أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقًا".

- وقال ﷺ: "حسن الخلق وحسن الجوار يعمران الديار ويزيدان في  الأعمار".

 - "أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لأهله".  

 -"إن من أعظم الأمور أجرًا النفقة على الأهل".

-  وكان من عدله ﷺ إقامته شرع الله تعالى ولو على أقرب الأقربين.

وكان ﷺ لا يتكلم فيما لا يَعنيه، ولا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه، وإذا كرِه الشيء‏عُرِفَ ذلك  في وجهه.

- وقال ﷺ: "يا أبا ذر ألا أدلك على خصلتين هما أخف على الظهر، وأثقل في الميزان من غيرهما، قال بلى يا رسول الله، قال  :عليك بحسن الخلق، وطول الصمت، فوالذي نفس محمد بيده، ما عمل الخلائق بمثلهما". 

- وكان أبعد الناس عن الكبر، فكان يقول ﷺ: "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن  مريم، إنما أنا عبدٌ فقولوا عبد الله ورسوله".

 - وكان ﷺ يحذر من الكبر فقال: "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرةٍ من كبر".

 - ومن تواضعه ﷺ أنه كان يجيب الدعوة ولو إلى خبز الشعير، ويقبل الهدية. وكان يجلِس على الأرض، وعلى الحصير، والبِساط.

وعندما قيل له ادع على المشركين، قال ﷺ: "إني لم أبعث لعانًا، وإنما بعثت رحمة".

- كان من دعاء النبي ﷺ: "اللهم من وليَ من أمرِ أمتي شيئاً، فشقَّ عليهم، فاشقُق عليه، و من ولي من أمر أمتي شيئاً، فرفق بهم، فارفق به".

- قال ﷺ: "هل ترزقون وتنصرون إلا بضعفائكم".

 - وقال ﷺ: "الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء".

- وكان ﷺ أكثر الناس دعاءً، وكان من أكثر دعائه أن يقول: "اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار".

- ومع شجاعته العظيمة كان ﷺ  لطيفا رحيماً، فلم يكن فاحشاً ولا متفحشا ولا صخاباً في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح.





التالي
بعد إهانته محاميا مسلما.. محكمة كندية تغرم مذيعا 500 ألف دولار
السابق
بعد إقرار المدرسة تطبيق منهج الثقافة الجنسية.. آباء مسلمون يتظاهرون ضد القرار

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع