البيان الختامي
لاجتماع الجمعية العامة الثالثة
للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
(استانبول 17 – 19 من رجب 1431هـ = 29/6 /2010م)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيّنـا محمد رسول الله، وعلى سائر إخوانه من النبيّين والمرسلين، وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه إلى يوم الدين، وبعد.
فقد عقدت الجمعية العامة الثالثة للاتحاد العالي لعلماء المسلمين في مدينة استانبول أيّام 16و17و18 من رجب 1431هـ=29/6/ 2010م.
وشارك في هذه الجمعية أكثر من أربع مئة عالم من أعضاء الاتحاد من مختلف أنحاء العالم الإسلامي، تجشّموا عناء السفر لأداء دورهم البنَاء في تقوية هذا الاتحاد وتطوير عمله وتأكيد دوره الأساسي في خدمة قضايا الأمة والدفاع عن مصالحها.
وقد بدأت الجمعية العامة يومها الأول بحفل افتتاحي حضره عدد كبير من العلماء والرسميين الأتراك يتقدمهم الدكتور حمزة أوكتان رئيس المجلي الأعلى للشؤون الدينية، والسيد نجاتي جيلان رئيس وقف المنظمات الأهلية التركية، والسيد عمر جهاد واردان رئيس منظمة رجال الأعمال والصناعيين المستقلة، والسيد د. يولوند يلديريم رئيس قافلة الحرية، والأستاذ نجمي صادق أوغلو رئيس اتحاد الجمعيات الطوعية.
ثمّ ألقى سعادة الأستاذ عبد الله معتوق المعتوق رئيس الهيئة العالمية للإغاثة كلمة باسم السادة الضيوف، وكان مسك الختام كلمة ضافية لسماحة رئيس الاتحاد تناول فيها مسيرة الاتحاد وقضايا الأمّة.
ثم انتقلت الجمعية العامة إلى البحث في الموضوعات المدرجة على جدول أعمالها، فناقش أعضاؤها مناقشة موسعة قضايا الأمة وأبدوا فيها آراءهم ومقترحاتهم التي سيأتي التعبير عن مجملها في فقرات هذا البيان.
وأقرَت الجمعية العامَة النظام الأساسي للاتحاد بعد مناقشة التعديلات التي اقترحها مجلس الأمناء تلبية لتكليف الجمعية العامة الثانية مع أخذ ملاحظات السادة الأعضاء في الاعتبار.
وقد عرضت على الجمعية تقارير عن عمل الاتحاد في خلال السنتين الماضيتين، عرضها الأمين العام ورؤساء لجان قضايا العالم الإسلامي، والحوار والاتصال، والإفتاء والبحوث.
وبعد مناقشات مستفيضة لكل ما تقدّم، واستحضاراً لمسؤولية العلماء في إسداء النصح للأمَة، حكاماً ومحكومين عندما يصيبها ما يهدد مصلحتها العليا أو سلامة ديارها أو وحدة ابنائها أو استقرارها، رأت الجمعية العامَة أن توجز رؤيتها لأهم القضايا الحاضرة في ما يأتي:
في الشأن الفلسطيني:
أولاً: يؤكد الاتحاد أنَ ما يصيب هذه الأمَة من جرحها النازف منذ نيّف وستين سنة، في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس من أرض فلسطين التي بارك الله فيها، يوجب على المسلمين حيثما كانوا أن يعينوا إخوانهم بشتى أنواع الجهاد: بالمال والنفس واللسان والقلم، وأن يستنفروا القوى المحبّة للخير في العالم للوقوف صفاً واحداً لاستنكار جرائم الكيان الصهيوني في حقّ الإنسان الفلسطيني ومسكنه وحرثه ونسله، وأن يحولوا بكل وعي وحزم دون أيِّ خفض لسقف المطالبة بحق الشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه والعودة إلى ارضه.
ثانياً: يؤكد الاتحاد مجدداً أن المقاومة الفلسطينية الباسلة تمثّل واحدة من أنبل مواقف هذه الأمّة في القديم والحديث، وهي ممارسة مشروعة لحق- بل واجب- مقاومة الاحتلال الذي يقرره الإسلام وسائر الشرائع الدينية، وتنصّ عليه شرعة جنيف وسائر قرارات الأمم المتّحدة والمنظمات الدولية. ومن الواجب على كلّ مسلم أن يقدّم للمقاومة الفلسطينية ما يستطيع من دعم. وهي تستحق التهنئة والثناء على ما أبدته ولا تزال تبديه من وعي عميق واتزان في التعامل مع الآخر، وحرص على تجنّب أي خلاف يشقّ الصفّ الفلسطيني من الداخل أو الخارج. ويذكّر الاتحاد المقاومة الفلسطينية بجميع فصائلها بحرمة الدم الفلسطيني بعضه على بعض، وبضرورة تمسّكها بالثوابت الإسلامية والوطنية في الشأن الفلسطيني ويدعوها إلى الثبات على هذا الموقف حتى يتحقق النصر والتحرير بإذن الله.
ثالثاً: ينبّه الاتحاد أمّة الإسلام إلى الخطر الداهم الذي يواجهه المسجد الأقصى بتهديد العصابات الصهيونية المتطرّفة بمهاجمته واحتلاله فضلاً عمّا يجري تحته من حفريات وحوله من تهديدات، تمهيداً لما يبيّتونه من نوايا خبيثة، تنتهي بهدمه وإقامة هيكلهم المزعوم على أنقاضه.
ويؤكد الاتحاد ضرورة حماية المسجد الأقصى الشريف من هذه المؤامرة الصهيونية الجديدة، ويعلن أن هذه الحماية واجب الحكومات والعلماء والشعوب والجمعيّات والمؤسسات الإسلامية والإنسانية كافة، بحيث يصبح فرضَ عينٍ على كلّ مسلم أن يهبّ لبذل النفس والنفيس فداءً للمسجد الأقصى ودفاعاً عنه. ويطالب الاتحاد علماء الأمّة ودعاتها ومفكَريها ومثقّفيها في كل مكان، أن يقوموا بواجبهم في تنبيه الأمّة إلى هذا الخطر المُحدِق بالقدس وبالمسجد الأقصى، وهذه المحاولات الدائبة للعدوان عليه، وأن يعملوا على تعبئة قوى الأمّة لتقف صفاً واحداً كالبنيان المرصوص في مواجهة هذه المؤامرة الصهيونية الشرٍٍيرة.
ويهيب الاتحاد بالدول والهيئات الأوروبية والأمريكية وغيرها أن لا تساند العدوان على حقوق المسلمين ومقدّساتهم، وذلك إحقاقاً للحقّ وحرصاً على مصالحها وعلاقاتها بالعالم الإسلامي، وعملاً بحقوق الإنسان التي ينادون بها.
رابعاً: يكرّر الاتحاد دعوته علماء المسلمين خاصّة، والمسلمين عامّة، وذوي المال والسعة بوجه أخصّ، إلى مناصرة القدس بما يستطيعون من قوّة، ولا سيما في مجال تسويق وتمويل المشروعات الاقتصادية والإعمارية والإنمائية العملية لدعم و إسناد الشعب الفلسطيني في الداخل وخصوصاً في مدينة القدس، وتعميم مشروع المؤاخاة بين العائلات العربية والإسلامية في العالم وبين العائلات الفلسطينية في الداخل ولا سيما في مدينة القدس وقراها وبلداتها، وتعميم مشروع التوأمة بين المؤسسات والمجتمعات المدنية العربية والإسلامية وبين مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني في الداخل، ودعم المدارس والمستشفيات ودور الأيتام في الداخل الفلسطيني، والعمل على كلّ ما من شأنه تثبيت الوجود الفلسطيني في الأرض المباركة وعدم النـزوح عنها، ومقاومة مشاريع تهجير المقدسيين بوجه خاص والفلسطينيين بشكل عام، وتقديم سائر أشكال الدعم الممكنة لهذه القضية.
خامساً: ينبّه الاتحاد إلى أن الشعب الفلسطيني اليوم ولا سيما في قطاع غزّة المصابر المرابط، يتعرّض لحملة ضارية ظالمة لتجويعه، فضلاً عما يتعرّض له منذ سنين بصورة يومية من حملات القتل والاغتيال والهدم والتدمير لأبطاله وشبابه ورجاله ونسائه وأطفاله ومزارعه ومصانعه ومؤسساته وبيوت أفراده. ومن واجب كلّ مسلم أن يعمل بكلّ وسيلة ممكنة على فك الحصار الظالم الذي يمنع وصول الغذاء والدواء ومواد البناء إلى شعب غزّة، ويقتل أطفاله ونساءه ومرضاه قتلاً بطيئاً. ويبيّن الاتحاد حرمة إغلاق المعابر ولا سيما معبر رفح. ويذكّر من يشارك فيه من المسلمين بحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلّم: ((المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يسلمه)). ويرحّب بالمبادرة المصية الأخيرة بفتح المعبر، آملاً ان يكون فتح معبر رفح هذا فتحاً إلى أجل غير محدود.
وهذا الشعب البطل المجاهد المصابر-في الرأي الإجماعي للجمعية العامة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين- يجب إعانته من أموال الزكاة والصدقات والوصايا بالخيرات العامة، وغيرها. بل يجب أن يقتطع المسلمون نصيباً من أموالهم الخاصّة، ومن أقواتهم، لدعم إخوانهم في فلسطين. ويذكّر الاتحاد بقول رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: (( ليس منّا من بات شبعان وجاره جائع وهو يعلم)).
وفي هذا السياق، يعرب الاتحاد عن تقديره لجميع الجهود والمحاولات التي يبذلها عدد من المخلصين من أحرار العالم مؤسسات وأفراداً ولا سيما تلك القوافل الإنسانية التي حاولت كسر الحصار الظالم براً وبحراً، وإيصال الضروريات من غذاء ودواء وكساء ومواد بناء إلى أهلنا في غزّة، ويدعو الإخوة العلماء إلى المشاركة في القافلة التي سينظمها الاتحاد قريباً إن شاء الله.
في الشأن العراقي:
أولاً: يواصل الاتحاد بقلق بالغ متابعة ما يحدث في العراق منذ بداية الاحتلال الغاشم، من مسلسل القتل المتواصل، ونزف الدم الذي لا ينقطع من الشعب العراقي الجريح، ومن فتك بالأبرياء، وتفجيرات ظالمة أصابت ولا تزال تصيب الأنفس والممتلكات، والمنازل والمساجد وأماكن العبادة.
ويود الاتحاد أن يؤكد ما أعلنه من قبل، من أنّ ما ترتكبه الجيوش الأجنبية الغازية للعراق من فظائع لم يسبق لها مثيل ومن استعمال لأسلحة الدمار الشامل على نطاق واسع، ومن خرق فاضح لاتفاقيات جنيف وسائر الاتفاقات المتعلّقة بالمدنيين في أثناء الحروب، وبالعاملين في الخدمات الصحية، وبأسرى الحرب، ومن استخدام موثق لأنواع الأسلحة المحرّم استخدامها دولياً، ومن اعتداء على الأعراض، ومن تخريب للبيوت والمباني والمساجد والكنائس وسائر دور العبادة، ومن تدمير للبنية الأساسية، وإهلاك للحرث والنسل.. ومن قتل للجرحى في المساجد ومنع للإمدادات الإغاثية عن المنكوبين وقصفٍ للمستشفيات ومنعٍ للفرق الطبية من أداء واجبها الإنساني نحو الجرحى والمصابين، ومن تعذيبٍٍٍ ومعاملة غير إنسانية للأسرى والمعتقلين، ومن تلويث متعمّد وخطير لأرض العراق ومياهه وهوائه.. كلّ ذلك يمثّل وصمة عار في جبين الدول التي تقوم به. ويهيب الاتحاد بحكومات هذه الدول بلا استثناء أن تثوب إلى رشدها، وأن تسترجع إنسانيتها، وأن تكف على الفور عن هذه الأعمال التي تحرّمها وتجرّمها كلّ المواثيق والدساتير والقوانين والأعراف، وأن تنسحب من العراق انسحاباً فورياً، يتولى بعده الشعب العراقي إدارة شؤون بلاده بنفسه.
ثانياً: يُعرب الاتحاد عن الفزع مما يحدث في بغداد وغيرها من المدن من مجازر مدنية امتلات معها المستشفيات والشوارع بجثث الأبرياء وأشلائهم، ومن نشاط فرق الموت والاغتيالات في قتل القيادات وأئمّة المساجد والعلماء وذوي التأثير في بغداد وضواحيها، وفي خطف الأبرياء وانتهاك الأعراض، والهجوم على المساجد والجوامع بالهدم الكامل، أو الإحراق أو النهب أو الإعتداء، حتى أصبحت بغداد، عاصمة الحضارة الإسلامية وبلد الأئمة والفقهاء ودار السلام، تغرق في برك الدماء الطاهرة التي تشكو إلى ربّها من هول ما أصابها.
وفي الوقت الذي يؤكد الاتحاد تنديده بالاحتلال باعتباره السبب، والمسؤول الأول عن كلّ ذلك حسب القوانين والأعراف الدولية، فإنه يؤكّد إدانته الشديدة لجميع أعمال العنف والإرهاب والقتل والتخريب والخطف والتفجيرات التي توجَه نحو الأبرياء... ويحذّر أشدّ التحذير كلّ من له يد في هذه الفتنة في الداخل والخارج، وينبّه على أنّ هذه الفتنة لن يكون فيها غالب ولا مغلوب، بل سيكون الخاسر الوحيد هو الشعب العراقي الجريح، ويكون المستفيد الوحيد هو المحتلّ والمتربّصون بالعراق.
ثالثاً: ينبّه الاتحاد إلى أنّ العراق اليوم يتعرّض لمؤامرة كبرى تهدف إلى تمزيق نسيجه الاجتماعي ولو بقي رسمياً دولةً واحدةً. وذلك من خلال إثارة النعرات المذهبية والطائفية والقومية وتضخيم نقاط الخلاف وجعله ضحية لسياسات خارجية، وجعل ساحته ساحة صراع للتصفية بين أمريكا وأعدائها.
ويدعو الاتحاد الشعب العراقي إلى تحقيق وحدته على أساس المساواة في حفظ الحقوق وأداء الواجبات، وعودته إلى أمّته الإسلامية ليقوم بدوره المنشود.
ويدعو الاتحاد العالم الإسلامي ولا سيما دول الجوار، إلى دعم الشعب العراقي في مشروعه الوطني الموحّد وعدم التدخّل في مشكلاته الداخلية وعدم تعريض المدنيين في المناطق الحدودية بوجه خاص للقصف العشوائي، وإلى المساهمة في وضع الحلول لإعادة سيادته بالكامل وخروج المحتلّ وإعادة الأمن والاستقرار لهذا البلد العزيز.
رابعاً: يدعو الاتحاد علماء المسلمين كافّةً في العراق على اختلاف مذاهبهم وبخاصة المرجعيات الدينية، إلى تحمّل مسؤوليّتهم في الحفاظ على وحدة الشعب والوقوف في مواجهة هذه الفتن وحقن دماء أهل القبلة وأهل الدار. كما يدعوهم إلى الاجتماع في أقرب موعد ممكن، وذلك للتوصل إلى ميثاق شرف لحقن دماء المسلمين، استكمالاً للمشاريع الوحدوية والعملية التي تبناها علماء الأمّة في العراق بعد الاحتلال مباشرة، وامتثالاً لقول النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: ((فلا ترجعوا بعدي كفّاراً يضرب بعضكم رقاب بعض)).كما يدعو الاتحاد- ريثما يتم تحقيق ذلك- إلى تحقيق التوازن بين جميع طوائف الشعب العراقي في مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية.
في الشأن السوداني:
يعبّر الاتحاد عن تأييده للجهود التي تبذلها الحكومة السودانية في رأب الصدع الوطني الداخلي الناتج عن أزمة دارفور، وعن الاختلاف بين فئات السياسيين الجنوبيين، وعن محاولة إحداث الفتنة في شرق السودان وهي الأحداث التي تتوالى وتتواتر مثبتة أنّ يداً أجنبية تصرّ على العمل على تمزيق السودان والقضاء على وحدته. ويؤيّد الاتحاد التوجّه الذي أعرب عنه البرلمان العربي، من عدم القبول بوجود قوات دولية في أي جزء من أرض السودان، دون موافقة حكومته.
ويدعو الاتحاد سائر الفصائل التي حملت السلاح في دارفور إلى الانضمام إلى الاتفاق الذي تمّ مؤخراً بين الحكومة السودانية وكبريات تلك الفصائل. كما يدعو الحكومة السودانية إلى تطبيق المنهج الذي اتبعته في إنهاء أزمة دارفور على الأزمة الناشبة في شرق السودان.
ويدعو الاتحاد رجال الأعمال العرب والمسلمين إلى الإسراع في إقامة مشاريع إستثمارية في جنوب السودان، بما يقطع الطريق أمام التدخّل الأجنبي في هذا البلد العربي الإفريقي المسلم، ويحفظ له استقلاله ووحدة اراضيه.
كما يعلن الاتحاد رفضه واستنكاره لفرض أي نوع من أنواع العقوبات على السودان.
في الشأن الصومالي:
تابع الاتحاد- ولا يزال يتابع- بقلق بالغ الحرب الدائرة في الصومال، ولا سيما ما انتهت إليه الحرب بين بعض الجماعات الإسلامية والحكومة الصومالية. وقد كان من المأمول أن يجلس الجميع على مائدة الحوار بروح إسلامية عالية، وأخوّة إيمانية تجمعهم على المبادئ والثوابت، وتكون كافية في حقن الدماء، وتحقيق المصالحة الشاملة، ولا سيما بعدما التزمت الحكومة والبرلمان بتطبيق الشريعة الإسلامية.
والاتحاد إذ يندد بهذا القتال الذي لا يستفيد منه إلاّ أعداء الإسلام، يطالب بوقف هذا الاقتتال على الفور والشروع بمصالحة شاملة عادلة.
في الشأن الإيراني:
يؤيد الاتحاد حقّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسائر الدول الإسلامية، في الحصول على الطاقة النووية وسائر ضروب الطاقة المتجددة، ويدعو إلى الوقوف صفاً واحداً في وجه محاولات قوى الهيمنة والاستكبار
لاحتكار استعمال الطاقة النووية ولو للأغراض السلمية، وحرمان سائر دول العالم من الإفادة منها. ويرحّب الاتحاد بالاستعداد الذي أبدته الجمهورية الإسلامية الإيرانية في شأن مشاطرة الدول الإسلامية الأخرى ما بلغته من تقدّم في هذا الشأن. ويثمّن الاتحاد موقف تركيا والبرازيل في معارضتهما لفرض العقوبات على الجمهورية الإسلامية في مجلس الأمن.
في الشأن الباكستاني:
يعرب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عن قلقه الشديد واستيائه البالغ مما تشهده باكستان من الأحداث الأليمة والمؤسفة وهي الدولة الإسلامية النوويّة المهمّة التي يسعى أعداء المسلمين للنيل منها ولإثارة الفوضى والقلاقل فيها حتى تستنـزف إمكانياتها ومن ثم يسهل تنفيذ ما بدا من أفواههم من البغضاء وما تخفيه صدورهم تجاه وجود دولة باكستان. فضلاً عن محاولات البعض بناء سدود على منابع المياه ومصادرها بما يحرم باكستان من مياهها.
والاتحاد إذ يضع هذه الحقائق في الاعتبار يناشد جميع أفراد الشعب الباكستاني والحكومة والأحزاب السياسية والمؤسسة العسكرية أن تدرك خطورة الأوضاع وأن يقوم كلّ بدوره لإخماد نار الفتنة، والحيلولة دون تشريد الملايين من المدنيين الأبرياء.
في الشأن الأفغاني:
يدين الاتحاد استمرار العدوان العسكري الغاشم على الشعب الأفغاني بقتله وتدمير بيوته وممتلكاته وأراضيه على يد القوات الأمريكية والبريطانية وسائر القوّات الأطلسية، وتوسّع هذه القوات في عدوانها.
ويدعو الاتحاد الدول الإسلامية والعربية كافّة إلى مواجهة هذا العدوان بما يستحقّه من مواقف عملية في مواجهة مرتكبيه ضدّ الشعب الأفغاني.
في الشأن الإفريقي:
يرحب الاتحاد ببيان دكار الذي صدر عن المؤتمر الأول لعلماء افريقيا، الذي عقد في عاصمة السنغال من 7 إلى 9/6/2010. ويثمن الاتحاد مبادرة الرئيس السنغالي عبد الله واد، الرئيس الدوري لمنظمة المؤتمر الإسلامي، بالدعوة إلى هذا المؤتمر، والوقفة التضامنية مع فلسطين وغزّة على وجه الخصوص، التي تضمّنها خطابه الافتتاحي لهذا المؤتمر. ويوصي الاتحاد بالاهتمام باللقاءات الإقليمية بين العلماء على مستوى مختلف القارّات طبقاً لما جاء في هذا البيان، كما يوصي العلماء كذلك بالاستجابة للدعوة الى المشاركة في مؤتمر علماء الأمّة المزمع عقده في مطلع العام القادم، في نطاق المبادرة نفسها. وتوصي الجمعية العامة مجلس الأمناء والمكتب التنفيذي للاتحاد بالتعاون مع اللجنة التحضيرية ومؤسسة علماء افريقيا لإنجاح هذا المؤتمر، وتعزيز فرص التواصل بين العلماء لدراسة شؤوون الأمّة.
في الشأن اليمني:
يدعو الاتحاد جميع الإخووة في اليمن، إلى التحلي بالحكمة اليمانية التي وصفهم بها الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلّم، والجلوس معاً للتحاور وحلّ جميع المشكلات بالحكمة، ووضع مصالح الأمة والشعب اليمني فوق كلّ اعتبار، والحفاظ على الوحدة مهما كان الثمن، قطعاً للطريق على التدخلات الخارجية.
في الشأن القرغيزي:
يثمّن الاتحاد الرسالة التي تلقّاها سماحة الرئيس من نائب رئيس الحكومة المؤقتة في جمهورية قرغيزستان، والتي يعبّر فيها عن امتننان الحكومة المؤقتة لما أبداه الاتحاد من قلق تجاه الأحداث المؤلمة في قرغيزستان ومن نيّة صادقة في مساعدة هذا الشعب العزيز، ومناشدة العالم الإسلامي من أجل التدخل للمساعدة على تسوية النــزاع القائم في المناطق الجنوبية. ويرحّب الاتحاد بالدعوة التي وجهها سعادته باسم الحكومة المؤقتة إلى سماحة رئيس الاتحاد ووفد من أعضاء الاتحاد لزيارة جمهورية قرغيزستان في شهر تموز/ يوليو المقبل لبحث جميع المسائل المتعلقة بتسوية النــزاع المذكور، والقيام بزيارة المنطقة التي كانت مسرحاً لتلك الأحداث، للتعرّف على الوضع الحالي عن كثب والقيام بكل ما يرسّخ المصالحة والأمن والاستقرار فيها. ويعد الاتحاد بتلبية هذه الدعوة في أقرب موعد ممكن.
في الشأن الروسي:
يثمّن الاتحاد الرسالة التي بعث بها سعادة السيد باغداساروف سيميون النائب في مجلس الدوما الروسي وعضو لجنة العلاقات الخارجية فيه إلى سماحة رئيس الاتحاد، والتي يعرب فيها عن التقدير لعمل الاتحاد ومكانته، ويدعو إلى إقامة أفضل العلاقات معه.
ويرحب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بكل الخطوات الإيجابية التي أقدمت عليها الحكومة الروسية بما يخص العلاقات مع الإسلام والمسلمين في روسيا، ويعتبر مشروع إقرار عيد رسمي يحيي ذكرى دخول الإسلام إلى روسيا، إكراماً للمسلمين في هذا البلد ولعموم المسلمين في العالم. ويشيد بالمواقف الإيجابية للاتحاد الروسي فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وسائر قضايا العالم الإسلامي.
وإذ يبدي الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قلقه الشديد إزاء ما يحدث في شمال القوقاز، فإنه يعرض على الحكومة الروسية التوسط لإنهاء هذه الأوضاع المؤلمة.
في شؤون الأقليات المسلمة:
يعرب الاتحاد عن قلقه البالغ لما تتعرّض له الأقليات المسلمة في عدد من دول العالم، من اضطهاد جائر، واستهانة بمشاعر المسلمين وشعائرهم ومظاهر حياتهم الفردية والجماعية. ويدعو الاتحاد حكومات تلك الدول، والإعلام فيها بوسائله كافّة، إلى ضمان حصول المواطنين المسلمين فيها على حقوقهم الكاملة بما في ذلك حقّهم في التعبير وممارسة الشعائر الدينية وحقّ تقرير المصير في المناطق التي يؤلّف المسلمون فيها أكثرية مطلقة.
ويذكّر الاتحاد بما يجري من ذلك بعضه أو كله في الشيشان وكشمير وفي أركان بورما (ميانمار)، ولاسيما أقليّة الرُّهنجيا المهددة بالانقراض، وفي تايلاند والفلبين ونيبال وتركستان الشرقية وغيرها، داعياً إلى أن تقف الأمّة شعوباً وحكومات من المسلمين في هذه البلاد الموقف الذي تستوجبه مشاعر الجسد الواحد.
في شؤون الفتوى:
أولاً: تعميق الشعور لدى المجتمع والأفراد بأهمية منصب الإفتاء، وأنّه ليس إبداء للآراء الشخصية، أوتحكيمًا للعقل المجرد، أو استجابة للعواطف النفسية، أو تحقيقا للمصالح الدنيوية المتوهمة، بل هو تبيين لما شرع الله سبحانه وتعالى من شرائع وأحكام بأدلتها.
ثانياً: تأسيس الفتوى على علم صحيح مبني على الكتاب والسنّة، أو ما يرجع إليهما من إجماع أو قياس صحيح أو أصل شرعي معتبر، التزامًا بقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وأَطِيعُوا الرَّسُولَ وأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إلَى اللَّهِ والرَّسُولِ إن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ والْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ﴾(النساء: 59)
ثالثاً: الاحتياط البالغ في الحكم بتكفير أحد من المسلمين، فلا يجوز تكفير مسلم إلا بإتيانه ناقضا من نواقض الإسلام، لا يقبل تأويلا، فإن تكفير المسلم من أعظم ما حذر منه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال: ((أيما امرئ قال لأخيه: يا كافر، فقد باء بها أحدهما)).
رابعًا: الحذر من الفتاوى الضالة المضلة التي تدعو الناس إلى سفك الدماء المعصومة بغير حق، والتأكيد على أن حفظها من أعظم مقاصد الشريعة الغراء، قال تعالى: ﴿مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً ومَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً﴾ (المائدة: 32)
خامساً: الحذر من الحيل الباطلة للوصول إلى استباحة المحرمات في الشريعة قال عليه الصلاة والسلام: ((قاتل الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فجملوها فباعوها)). وقد نقل الثقات إجماع الصحابة على تحريم الحيل الباطلة وإجماع الصحابة وآكدها.
سادساً: عدم التوسع في ذكر الخلاف الفقهي في المسألة، وإذا اضطر المفتي إلى ذكر الخلاف فعليه أن يختار من الأقوال التي ذكرها، أسعدَها بالدليل.
سابعاً: التحذير من الفتاوى الشاذة المصادمة لنصوص الكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة الصالح ومن الأخذ بها، أو تقليد صاحبها، أو نقلها والترويج لها، لأنها مخالفة للشرع، ولا تعد خلافًا معتبرا في المصالح المعتبرة.
ثامناً: المنهاج الشرعي مبني على الوسط، لا على مطلق التشديد، ولا على مطلق التخفيف. والحمل على ذلك هو الموافق لقصد الشارع، وهو منهج السلف الصالح، قال تعالى:﴿ وكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وسَطاً لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ويَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ﴾ ( البقرة: 143)
ولذلك وجب التأكيد على الفرق في الفتوى بين التيسير المنضبط بضوابط الشريعة، وبين التفلت غير المنضبط بتلك الضوابط، فالتيسير لا يقصد به التهاون وإنما يقصد به الاعتدال وعدم إلحاق العنت بالسائل، وتقديم الأيسر على الأحوط في حال تساوى الدليلين.
تاسعاً: لا يُنكر تغير الاجتهاد بتغير المكان والزمان، ولكن تغيير الفتوى مشروط بعدم معارضة النصوص القطعية والكليات الشرعية، والمبادئ الأساسية، والمقاصد والغايات التي يرضاها الله ورسوله ويخطئ من يظن أن الأحكام تتغير على وفق ما تقتضيه مصالح موهومة، ولو أدى ذلك إلى مخالفة نصٍ أو إجماع.
عاشراً: القضايا التي تتعلق بمصالح الأمة، وتتصف بطابع العموم الذي يمس المجتمعات كافة، وتخرج عن القضايا الفردية إلى القضايا المتنوعة والعامة، تتطلب اجتهادًا جماعيًا، يجمع بين فقهاء الشرع وخبراء العصر، قال تعالى:﴿ وإذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ولَوْ رَدُّوهُ إلَى الرَّسُولِ وإلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ﴾ (النساء: 83).
فالاجتهاد الجماعي أقرب إلى الحق، وأدعى إلى القبول والاطمئنان من قبل عامة المسلمين، لأن مؤسساته وهيئاته تضم عددًا من الفقهاء المؤهلين وأهل الخبرة، فالفقهاء يعلمون النصوص ومدلولاتها ومقاصدها والخبراء يعرفون الواقع ومآلاته، والحكم الشرعي مركب من العلم بالنصوص والعلم بالواقع، ولأن الاجتهاد الجماعي وسيلة لتنظيم الاجتهاد والفتوى، ومنع غير المختصين من الخوض في غير تخصاصاتهم، وسد الباب أمام الفتاوى غير المنضبطة في وسائل الإعلام المختلفة.
حادي عشر: لابد من الاعتناء في الإفتاء للأقليات المسلمة بالقواعد الفقهية الميسرة بشروطها وذلك محافظة على سلامة حياتهم الدينية وتطلعًا إلى الإسهام في نشر الإسلام.
الدعوة إلى الدعوة الشاملة للمصالحة:
يدعو الاتحاد مجدداً إلى إحياء المصالحة الشاملة بين فعاليات الأمة كافة، الحكومية والشعبية، العلماء والدعاة، الهيئات والمنظمات، على أساس من كفالة الحقوق، وتعزيز مناخ الحريات، وتوسيق قاعدة المشاركة، والتزام النهج السلمي قولاً وعملاً، وإرساء قواعد العدالة، وتنفيذ أحكام القضاء تنفيذاً فورياً، وتأكيد سيادة القانون واستقلال القضاء، وإلغاء قوانين الطوارئ، والإفراج الفوري عن جميع المعتقلين ظلماً، وتيسير عودة المواطنين المهجرين، وتأكيد دور العلماء في إصلاح الأمة والدعوة إلى الله والالتزام بثوابت الأمة الدينية والوطنية، والدفاع عنها تعزيزاً لدورها، وقطعاً للطريق على المتربصين بها الدوائر.
ويرّحب الاتحاد بالجهود الدائبة التي تبذل في بعض الأقطار العربية لتحقيق المصالحة بين جميع الفئات العاملة لخدمة الفكرة الإسلامية ولا سيما أولئك الذين انتهجوا سبيل العنف والتغيير بالقوة عدداً من السنين، ثمّ فاءوا إلى كلمة الحقّ، وعادو إلى نهج الوسطية الإسلامية الذي يتبناه الاتحاد ويدعو إليه. ويؤكد الاتحاد في هذا السياق ضرورة الإسراع في الإفراج عن سائر المعتقلين السياسيين، في جميع دول العالم الإسلامي، واستيعاب الجميع في الحياة العملية، وفي النشاط الدعوي السلمي، استثماراً لطاقتهم، واستفادة من تجربتهم في الحيلولة بين الشباب المسلم وبين الوقوع في براثن دعاة الغلو والعنف والتكفير.
ويدعو الاتحاد علماء المسلمين جميعاً، إلى الالتزام ببنود الميثاق الأخلاقي الإسلامي، الذي يواثق الله به كلّ مسلم بمجرد أن يقول: سمعنا وأطعنا، في التعامل مع إخوانه في الدين داخل الصفّ الإسلامي، وإخوانه في بنوّة آدم خارج الصف الإسلامي، وفي ما يلي تذكير بأهمّ هذه البنود:
أولاً: استخدام القوة العادلة مع الأعداء، والرحمة المتسامحة مع المؤمنين ولو كانوا مخالفين في الرأي، بحيث يعذر بعض المؤمنين بعضاً، ولا يقسوا بعضهم على بعض، وينطلق كلّ منهم من منطلق حسن الظنّ بالمؤمنين، ويكفّ الجميع عن التخوين والتفسيق والتبديع والتكفير، فالمؤمنون أشداء على الكفّار رحماء بينهم، ولا يجرمهم شنآن قوم على أن لا يعدوا، ومن قال لأخيه: يا كافر فقد باء بها أحدهما ولا سيما المتألّي على الله.
ثانياً: التفتيش في كلّ مكيدة يكاد بها للمسلمين عن العدو الخارجي الذي يتربّص بهم الدوائر، وعن الوسواس الخناس الداخلي الذي يشيع الفتنة ويبثّ الفرقة، ولا سيما ذلك الذي يستغلّ العواطف المذهبية والطائفية مطيّة لتحقيق مآربه السياسية.
ثالثاً: النظر إلى اختلاف الرؤى بين المسلمين في الاجتهادات الفقهية وفي المواقف اليومية على أنّه ينبوع ثراء واختلاف تنوّع، وقد شاء الله سبحاانه وتعالى أن لا يزال الناس مختلفين، إلاّ من رحم ربّك، ولذلك خلقهم.
رابعاً: مواجهة التحديات القائمة بتضافر الجهود بدل تراشق الاتهامات، والتأكيد على تلازم القضايا الإسلامية بعضها مع بعض.
خامساً: الحذر من التأثّر في اتخاذ المواقف، بإرهاب السلطة أو إرهاب العوام على حدّ سواء، وعدم ترك المجال للإمّعيّات أو انفعالات اللحظة أن تتحكّم في اتخاذ القرار.
ولا يفوت الاتحاد في هذا السياق ما تعبّر عند الدوائر الإسلامية، وجمعيات العلماء وروابطهم واتحاداتهم من مخاوف ما يحاك للإسلام وأهله في بلاد المسلمين نفسها، ويذكّر علماء الأمّة في جميع أقطارها بواجب الوقوف على ثغر القيم والمبادئ والتعاليم الإسلامية لئلا يصاب الإسلام داخل أرضه وفي وسط أهله.
ويودّ الاتحاد أن يذكّر بقدرة التشريع الإسلامي على إخراج العالم من أزماته. ويمدّ الاتحاد يده إلى كلّ محبّي السلام في العالم للتعاون والحوار منن أجل الوصول إلى عالم ينعم بالسلام ويخلو من أسلحة الدمار ومن التهديد بالعنف.. عالم متصالح يعمّ فيه التسامح بين مختلف الديانات والمذاهب الفكرية.
يؤيّد الاتحاد القرارات التي صدرت على الدورة الثالثة والثلاثين لمنظمة المؤتمر الإسلامي بخصوص الاتحاد العالمي للمدارس العربية الإسلامية الدولية، ويوصي بوجه خاص بدعم تعليم اللغة العربية في العالم الإسلامي والعالمل كلّه. كما يؤيّد التوصية بإنشاء جامعة مشتركة باسم:"الجامعة التركية العربية" في الجمهورية التركية، لتكون نموذجاً عملياً للتعاون بين الجمهورية التركية وبين الدول العربية.
ويودّ الاتحاد وهو ينهي أعمال جمعيته العامة الثالثة أن يتقدّم بصادق الشكر وموفوره إلى كلّ من ساهم في الترتيب لها وتيسير أعمالها حتى أدّت مهمتها على أحسن ما يكون الأداء.
ويخصّ الاتحاد بالشكر الحكومة التركية وبوجه خاص وزارة خارجيتها التي سهّلت منح تأشيرات الدخول إلى تركيا لأعضاء الاتحاد من جميع سفاراتها في جميع أنحاء العالم. واتحاد الجمعيات الطوعية في تركيا الذي ساهم مساهمة فعّالة في تنظيم الجمعية العامة و إنجاح أعمالها.
كما تشكر الجمعية العامة اللجنة التحضيرية التي شكلها مجلس امناء الاتحاد لتنظيم هذه الجمعية والإعداد لها.
وكما بدأنا بحمد الله نختم بحمده، فبنعمته تتمّ الصالحات، والصلاة والسلام على سيدنا محمّد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.