البحث

التفاصيل

افتتاح الجمعية العمومية الثالثة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

الرابط المختصر :

من مدينة الجلال والجمال، مدينة الجوامع والمآذن، مدينة المصانع والمداخن، مدينة المتاحف والحدائق، مدينة الجبال والبحار، مدينة الشرق والغرب، أو آسيا وأوروبا، مدينة التاريخ المشرق، والحاضر المتألِّق، مدينة محمد الفاتح ورجب الطيب أردوغان حيا فضيلة العلامة د. يوسف القرضاوي الحضور في اجتماع الجمعية العمومية الثالث الذي انعقد في تركيا.. وأشار فضيلته إلى مسيرة الاتحاد بعد ستة أعوام من تأسيس ما كان حلمًا فأصبح حقيقة، مشيرا الى  خطوة إلى الأمام حين يتم انتخاب عدد من الأخوات في مجلس الأمناء.

 وأكد القرضاوي في كلمته على ان الاتحاد هو الامة كلها نحن للأمة الإسلامية جمعاء، كما قال: لسنا لعرق من العروق، ولا لإقليم من الأقاليم، ولا لمذهب من المذاهب، ولا لجماعة من الجماعات، ولا لتيار من التيارات.. مذكرا بالقاعدة الذهبية التي تنادى بها المصلحون، ودعا إليها المجددون: نتعاون فيما نتفق عليه ، ونتسامح فيما نختلف فيه، ونتحاور أيضا فيما نختلف فيه. شعارنا التسامح والأخوة، {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات:10]. نحن العلماء أقوياء بالحق الذي ندعو إليه، وبالقرآن الذي نؤمن به مصدرا أول للتشريع والتوجيه والتربية والثقافة، وبالسنة النبوية الثابتة المبينة للقرآن، والمؤكِّدة له ، وبالأمة المسلمة التي تشدُّ أزرنا ، وتحمي ظهرنا، في مشارق الأرض ومغاربها، وبالعلم الإسلامي الذي ورثناه عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، فهو لم يورثنا دينارا ولا درهما ، وإنما ورثنا العلم .

وفيما عدد فضيلته عناصر القوة من القوة البشرية والعددية والقوى المادية والاقتصادية القوة الروحية في هذه الامة قال: منبر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: العالم كلَّه إلى التعامل مع الإسلام وعلمائه ومُعتنقيه برُوح الأخوَّة الإنسانية، وبمنهج الحضارة السمحة، على قاعدة حقِّ كلِّ فريق في الانتفاع بخيرات الأرض التي وضعها الله للأنام، وواجب الجميع في التعاون لاستثمارها وتنميتها. وذلك يقتضي أولا وقبل كلِّ شيء: ترك الغلو الذي أصبح متجلِّيا في كثير من المواقف التي فيها طرف إسلامي.

 كما عدد فضيلته إنجازات الاتحاد في عمره القصير: وفد العلماء الى الملوك والرؤساء ابان الحرب على غزة ووفدين إلى السودان الشقيق من أجل قضية دارفور، ولقد انفرد الاتحاد بدعوة ممثلين للأديان الشرقية الكبرى، وقامت لجنة القضايا الإسلامية برئاسة أخي الدكتور القرة داغي، بعقد اجتماع كبير في الدوحة، ضمَّ ممثِّلي الأقلية الإسلامية في الهند، حيث اجتمعوا وتحاوروا لتوحيد الصف، وخدمة الأقلية والأكثرية، وقد انبثق عن هذا الاجتماع التفكير لعقد مؤتمر كبير في (نيودلهي) حضره رجال كبار يمثِّلون هذه الديانات، وقد أرسلتُ إليهم كلمة تلاها نيابة عني الدكتور القرة داغي، وكان هذا الاجتماع ناجحا بكلِّ المقاييس، وهذا إنجاز تاريخي لم يقم به غير الاتحاد.. وقد أقام الاتحاد في الدوحة عاصمة قطر، مؤتمرا لنصرة شعب فلسطين، وحرص الاتحاد على أن يدعو كل الفصائل الفلسطينية، وقد استجابت كل فصائل المقاومة لدعوتنا، عدا فتح، التي اتصلنا بعدد من قادتها، ليحضروا معنا، فاعتذروا. وقد شارك الجميع مشاركة فعالة، وأصدروا قرارات وتوصيات هامة.

واشار إلى أنه لا زال أكبر هم للاتحاد هو قضية الأمة قضية فلسطين، وسيظل الاتحاد يؤيد قوافل الإغاثة السلمية، وسيشارك بنفسه فيها، عن طريق البحر، وعن طريق البر عن طريق (معبر رفح) الذي فتحته مصر لإيصال ما تحتاج إليه غزة، وإنا لنشكر مصر على هذا الموقف، وندعوها أن تستمر على ذلك، فهذا هو دورها التاريخي والعربي هي قضية فلسطين، وسيساهم الاتحاد إن شاء الله مساهمة فعالة في أسطول الحرية الثاني، وسيظل يوالي الأمة بالبيان والتنبيه والتحذير، حتى تسترد حقوقها في أرض النبوات. وقد أولى الاتحاد عنايته الكبرى بقضايا أمته، ولم تنسه قضيته الأولى (فلسطين والقدس)، قضية الصومال وكشمير، والاحتلال الأمريكي للعراق وأفغانستان، وغيرها من القضايا، وبذل في هذا المجال جهودا كبيرة، بعضها منظور، وبعضها غير منظور.

وفي قضية العراق، وما نزل به من محن، وما سُفك فيه من دماء، وخُرِّب من ديار: بذل الاتحاد جهوده الحثيثة للإبقاء على سلام العراق، ووحدة العراق، ومقاومة كل النزعات المفرِّقة للعراق الواحد، من الغلو الطائفي والعرقي والمذهبي، تغذِّيها التدخُّلات الخارجية، وقد أصدرنا البيانات تلو البيانات، للتبليغ والتحذير، وبعثنا وفدا من الاتحاد إلى إيران لمقابلة المسؤولين. كما أصدر الاتحاد عشرات البيانات في النوازل التي تنزل بالمسلمين، وما أكثرها لتفريطهم بالواجبات التي لهم، والحقوق التي عليهم. فمن واجب العلماء أن يبينوا للناس ولا يكتموا، وأن يقولوا كلمة الحق للأمة، رضي مَن رضي، وسخط مَن سخط.

لكن فضيلته دعا الآن الى مرحلة جديدة من العمل بلورها في دعوته إلى تكوين اتحادات للعلماء في كل بلد إسلامي وقوافل الاتحاد لزيارة العلماء في أقطارهم  والنشاط في جانب النشر، غير أنه شدد على اهمية قيام وقف خيري للاتحاد قائلا :علينا أن نبدأ بتأسيس وقف خيري للاتحاد، يساهم فيه أهل الخير من المسلمين، وهم بحمد الله موفورون، ولن يتأخروا إذا دعوناهم، وفي الحديث: "أمتي كالمطر، لا يدرى أوله خير أم آخره"، وقد كنت قلتُ للإخوة في (مجلس الأمناء): أنا أبدأ بنفسي بمبلغ (مليون ريال قطري) واليوم أفتح الباب لكل من يريد الخير.

 

 غير أن بداية الحفل كانت عبر قراءة من القرآن الكريم لإمام جامع الفاتح، ونقل مقدم الحفل التركي تحيات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي حظي باهتمام الحاضرين وعواصف التصفيق المستمر. فيما قدم كلمة الافتتاح فضيلة الشيخ د. علي محي الدين القره داغي الذي قال :هذا المؤتمر ينعقد في ظل أزمات سياسية واقتصادية بسبب البعد عن الدين بل أزمات الجشع والطمع والظلم والاحتلال في فلسطين الأرض المباركة والعراق وأفغانستان وأزمة الحصار في غزة العزة ، فتحية كريمة لفلسطين ..في ظل هذه الأزمات والظلم والظلمات علينا أن نظهر رحمة الإسلام مع قوته وعدالته وضيائه، وتنزيله يحتاج إلى تهيئة النفوس نحو الأحسن وهذا يتحقق إذا وصلت الطاقة الكهربائية المتمثلة في نور الله ونور الإسلام بالإنسان وتحرك جسم الأمة كله نحو الهدف المنشود ، هذه الحركة يجب أن تشمل بدنه وأعضاءه المتمثلة في الشعوب ، ولا بد أن تشتمل ايضا تتحرك بقلب هذا الجسد المتمثل في العلماء والمفكرين وبرأسه المتمثل في الحكام والأمراء، فحينما يتحرك جسم الأمة فحينئذ تتحد الأمة وتقوى وتصبح كالجسد الواحد صفا واحدا كالبنيان المرصوص ..واليوم بدأت والحمد لله تباشير الخير من خلال الصحوة الإسلامية المباركة التي حركت الشعوب وبالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في أرجاء  عالمنا الإسلامي كما شاهدنا ذلك في أسطول الحرية ومواقف أردوغان.

وقد تحدث في هذا الاحتفال نجاتي جيلان رئيس وقف المنظمات التطوعية وعمر جهاد رئيس جمعية رجال الاعمال (الموسياد). وتحدث بولنت يالدرين رئيس الاغاثة الانسانية الذي دعا العلماء ان يقودوا الأمة للتوحد مجددا دعوة حلف الفضول التي تعنى بالتعاون بين كل الأديان للوقوف ضد الصلف الصهيوني.. وذكر د. عبد الله معتوق وزير الأوقاف الكويتي السابق أن الامة تتشرف بوقوف تركيا ضد الصهيونية..

وكان السيد نجمي صادق اوغلو الامين العام لاتحاد المنظمات الإسلامية الاهلية في العالم الإسلامي أكد على أن الأمة لن تقوم إلا إذا قامت سرجها أي علماؤها ولن تتحد إلا باتحاد هؤلاء العلماء مشيرا الى رحمة الاسلام بالبشرية جمعاء.

 

اللجنة الإعلامية للجمعية العامة الثالثة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

اسطنبول في 29-6-2010


: الأوسمة



التالي
الأمين العام ينظم حفل عشاء رمضاني على شرف عدد من الإعلاميين
السابق
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يجدد للقرضاوي في موقع الرئاسة

مواضيع مرتبطة

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع