في مؤتمر صحفي بمقر الاتحاد
القرضاوي: وقف نهضة الأمة يدشن برعاية الأمير يوم 14 من مايو الجاري
القرضاوي: سمو الأمير تبرع بقطعة أرض للمشروع الكبير
القرضاوي: سمو الأمير وقف مع الثورات العربية وهو الآن يقف مع نهضة الأمة الإسلامية
آل عبد الغني: العشاء الخيري النسائي يقام برعاية سمو الشيخة موزا بنت ناصر المسند
عقد بمقر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مؤتمر صحفي أمس الأربعاء، بحضور فضيلة الشيخ الإمام د/ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وفضيلة الدكتور علي محيي الدين القرداغي الأمين العام للاتحاد، حيث تحدث الشيخ القرضاوي عن وقف نهضة الأمة، والذي يدشن برعاية سمو أمير البلاد المفدى سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظه الله ورعاه، يوم 14 مايو المقبل بقاعة الدفنة، بفندق شيراتون الدوحة، يليه في يوم الخامس عشر من مايو وبرعاية سمو الشيخة موزا بنت ناصر المسند حرم سمو الأمير المفدى، عشاء خيري لدعم الوقف.
وتحدث الشيخ القرضاوي حفظه الله بداية عن تأسيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين معتبرا أن الاتحاد أتى ليحقق حلما راود أبناء الأمة الإسلامية في أن يكون لعلماء الشرع الحنيف اتحاد واحد يجمعهم ويوحد كلمتهم إزاء ما تواجهه الأمة من تحديات جسام في مختلف المجالات.
وأوضح الشيخ القرضاي أن الاتحاد الذي تأسس عام 2004م، جاء نتيجة سعي وبحث وتجميع للتوقيعات استمر سنين طوال، حتى اجتمعت مئات التوقيعات على هذا الاتحاد ليجمع الكلمة ويوحد الصف، فالتقت اللجنة التحضيرية له في دبلن وتأسس الاتحاد، وظهرت أجهزته وكياناته المختلفة، ولاحقا، عقدت الدورة الثانية في استانبول، بتركيا، والحمد لله عقدت الثالثة في الدوحة حيث تثبتت دعائم الاتحاد وحاز على مقر في الدولة المضيافة، قطر الخير.
والآن فإن الاتحاد يضم ما يزيد على 60 ألف عالم من مختلف البلاد الإسلامية ومن مختلف التخصصات العلمية، حيث ارتكزنا على علماء الشريعة واللغة ولاحقا اتسعنا لمن له إسهام في الدراسات الإسلامية ونتاج فيها، ومن بينهم د/ زغلول النجار مثلا، وفي عضويتنا الآن كافة علماء ماليزيات مثلا، ومعظم علماء كثير منا لبلاد الإسلامية،/ فأصبح الاتحاد ممثلا لضمير الأمة، وعيها الحضاري، وفي ذات الوقت لسانها المعبر عنها، في مختلف المحافل والمناسبات، وإلى جانب ذلك يتمتع الاتحاد بمصداقية مكنته من تقديم المبادرات في الصلح والدعم المالي والمعنوي لمختلف الجهات.
والحقيقة يواصل الشيخ، أن الجهود التي تضافرت عبر هذه السنين لم تكن كافية لسد الثغرات المأمولة التي يأمل الاتحاد سدها، من أمور تعليمية وصحية، واجتماعية هذا عدا عن مبادرات الصلح وتأليف القلوب بين الجماعات العرقية المتناحرة، وكل هذا كان يقتضي نفقات كثيرة كانت تصل أيادي الخير وأهله، ولكن لاحقا، ظهرت فكرة الحاجة إلى وقف جامع يضمن للاتحاد الثبات، والقوة والمتانة، وأداء الرسالة المنوطة به في دفع الأمة في دروب الريادة لتتبوأ مكانتها المستحقة بين الأمم.
وقد تبلورت لدينا فكرة الوقف، لما للوقف من أهمية حضارية وتاريخية كبرى في نهضة الحضارة الإسلامية، عبر عصورها المختلفة، منذ وقف عمر رضي الله عنه لسهمه في خيبر على المسلمين، في العهد النبوي، وحتى العهود المتأخرة، وقيل كانت البيوت في الشام زمان نور الدين محمود بيتين بيت للوقف وبيت للسكنى، وشملت مبراتها الإنسان والحيوان، وفي كافة المجالات صحة وتعليما، وإعانة، ومن هنا وددنا أنفسنا في حاجة للحديث مع أولي الأمر ومن يمكنهم بذل العون وتقديمه لنا.
وبدأنا بسمو الأمير المفدى سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والذي رحب بالفكرة، لشموليتها واتساع أفقها باتجاه دعم نهضة الأمة الإسلامية، ولا شك في أن الأمير الذي وقف مع الثورات ذات القضايا العادلة وبذل لها، هو ذاته الذي يهتم بنهضة الأمة ويساندها.
وقد تبرع سموه بقطعة أرض بميزات كبيرة، لإقامة المشروع عليها، ووجه بأن يكون الاتحاد من الجهات التي تتلقى التبرعات والأوقاف في آن معا، وليس هذا بغريب على سمو أمير البلاد التي يتمتع أهلها بسجايا من الخلق والكرم والسخاء، بحيث أصبح هؤلاء الناس مضرب المثل في دعمهم لكل القضايا الإسلامية، وفي كافة البلاد، فسدوا ثغورا ، وأحسنوا لخلق في بلاد العالم الإسلامي، ولديهم رغبة كبيرة في البذل والجود والعطاء لكل جهة معطاءة سخية.
ويوضح الشيخ الدكتور علي محيي الدين القرداغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن حفل تدشين وقف نهضة الأمة سيشمل عشاء خيريا، ومزادا علنيا على مقتنيات فنية فريدة ومميزة، ومن بينها مخطوطات لمصاحف،/ وفتح لباب التبرعات.
وتحدثت السيدة بثينة عبد الله عبد الغني آل عبد الغني رئيس مجلس إدارة مركز عبد الله عبد الغني، عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، رئيس اللجنة المنظمة للعشاء الخيري: أن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يشكر كثيرا على استعادته دور المرأة المسلمة وتفعيل دورها، ومما يكسب هذه المبادرة أهميتها أنها تأتي برعاية العلماء ورثة الأنبياء، وأوضحت في هذا السياق أنه مما يسعدها ويسعد المشاركات في العشاء الخيري أن المبادرة تأتي برعاية كريمة من سمو الشيخة موزا بنت ناصر المسند حرم سمو الأمير والتي تولي اهتماما كبيرا لقضايا الأمة، وتدعم مشاركة المرأة الفاعلة في التعبير عنها..خاصة أنها تتضافر مع معنى كبير هو معنى الوقف، وغرض نبيل هو نهضة الأمة، موضحة أن الفعالية ستتم يوم 15 مايو المقبل، وتتضمن تخصيص جائزة وقف نهضة الأمة رشحت لها شخصية قطرية مميزة وكبيرة، والإعلان عنها مفاجأة ، عرضا لمقتنيات فنية ذات قيمة عالية للغاية، ومن بينها مخطوطات لمصاحف، وملابس مذهبة، وسيوف نبوية، إضافة لعرض ثقافي تركي، حيث تعتبر تركيا بلدا من أكبر البلاد الإسلامية التي اعتنت فيما مضى بالأوقاف ودورها.
وقد أوضح الشيخ القرضاوي للصحفيين أن المستهدف كبير جدا، وأن المبالغ المتوقعة مبالغ كبيرة للغاية، نظرا لما عرف عن أهل قطر من شهامة، ومروءة وكرم، وأن الدعوة وجهت للمشاركة داخل وخارج قطر، لكن المعني بها أهل قطر الذين تقام الفعالية بين ظهرانيهم.
وأوضح الشيخ القرداغي أن الوقف يفتح باب التبرع فيه لوقف العقارات، ووقف الأسهم، والمبالغ النقدية والتي سيتم استثمارها في محافظ تنموية مأمونة وإسلامية، بما يضمن ريعا يدعم برامج الاتحاد.
وأوضح الشيخ القرضاوي أن الوقف سينفق ريعه في دعم مجالات تنموية واجتماعية وتعليمية كبيرة تشمل كافة الفئات، حيث يتوقع من البرامج أن تغطي التعليم والصحة، والأمن الاجتماعي للمجتمعات المسلمة، وخاصة الشباب الذين يؤمل منهم المشاركة والبذل ودعم الوقف بجهودهم وأفكارهم ومشروعاتهم.