الاتحاد يرعي الملتقـى الأول لعلماء ومفكـري الصومال
" تحليل الواقع وإعداد خارطة الطريق للمستقبل "
29 أبريل – 1 مايو 2011
مقر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
الدوحة – قطر
لعب العلماء والمفكرون والمثقفون الصوماليون دورا بارزا في خدمة أبناء الصومال في محنتهم الراهنة. فبعد انهيار الحكومة المركزية وتوقف الخدمات التي كانت توفرها الحكومة للشعب تكاتفت جهود العلماء والمفكرين والمثقفين في ملئ الفراغ الناجم عن غياب الحكومة، وتمكنوا خلال فترة وجيزة توفير كثير من الخدمات الأساسية للشعب مثل المستشفيات، والمدارس، ومراكز التأهيل، والجامعات، وملاجئ الأيتام، كما ساهموا إلى حد كبير في توفير حراسة أمنية لبعض المناطق المتوترة، وتأسيس محاكم شرعية لفصل المنازعات.
ظلت شريحة العلماء والمفكرين والمثقفين بعيدة عن ممارسة النشاط السياسي بصورة مباشرة، غير أن التطورات التي شهدتها المناطق الجنوبية والوسطى من الصومال، والتدخلات الخارجية العنيفة أفرزت أوضاع سياسية واجتماعية معقدة انعكست سلباً على المكتسبات التي تحققت للشعب الصومالي بفضل تكاتف جهود أهل الخير من العلماء، والمفكرين، والمثقفين. واليوم يعيش الشعب الصومالي في ظروف سيئة للغاية بسبب استمرار الحروب بين المعارضة الإسلامية المسلحة وبين الحكومة الانتقالية، وفي داخل القوى المعارضة، بالاضافة إلى الحروب القبلية التي تندلع بين حين وآخر بين القبائل المتجاورة سواء في المناطق الآمنة التي شكلت نوعاً من الإدارات الإقليمية في شمال غرب الصومال ( صوماليلاند) وشمال شرق الصومال( بونتلاند)، أو المناطق الوسطى والجنوبية المتوترة أصلا.
ومما يزيد معاناة الشعب الصومالي هروب العلماء والمفكرين والمثقفين وأصحاب المهن ورجال الأعمال من مناطق الصراع بعد أن أصبحت حياتهم في خطر.
هناك ثلاث عوامل رئيسية تميز الصراع القائم عن الصراعات السابقة التي شهدته الصومال خلال عقدين الماضيين وهي: -
- ترفع أطراف الصراع شعارات إسلامية لتبرير ما تقوم به من أعمال تخريبية من قتل وتدمير وتهجير ونهب مما يمكن أن يفتن الناس في دينهم.
- هناك تدخلات سافرة في الشأن الداخلي الصومالي سواء كان ذلك في جبهة الحكومة التي تستعين بقوات أجنبية وبجهات استخبارية عديدة تلحق أضرارا بالغة على الشعب الصومالي على المدى القريب والبعيد، مما يحعل الحكومة عديمة الجدوى في أعين الشعب الصومالي. أو في جبهة المعارضة التي فتحت الأبواب لكثير من المقاتليين غير الصوماليين القادمين من مختلف أنحاء العالم.
- غياب طرف وسيط في الصراع القائم، سواء كان ذلك وسيط محلي أو إقليمي أو دولي. ففي الصراعات السابقة كانت هناك أصوات من عقلاء المجتمع الصومالي، أو من الدول الإفريقية والعربية والإسلامية، أو المؤسسات الإقليمية والدولية التي كانت تتصل بأطراف الصراع وتتدخل فيما بينها للحد من المواجهات الدموية، وافساح المجال للأنشطة الإنسانية.
ونتيجة لهذه العوامل الثلاث تستمر الحروب بدون توقف، ولا يجد الشعب الصومالي ما يحتاج إليه من خدمات التي توقفت بسبب الحروب. ويتعرض إلى تهجير قصري يومي، كما أن الهيئات الإنسانية انسحبت من الميدان بسبب الضغوط المفروضة عليها من قبل القوى المعارضة للحكومة.
وما يتعرض للتدمير والتخريب والتشريد هو ثمار الجهود التي قام بها العلماء والمفكرون والمثقفون الذين تحملوا كثيرا من المشاق لتوفير الحد الأدنى من الخدمات لأبناء بلادهم، ففي كل يوم يقتل طالب، أو أستاذ، أو طبيب أو مهندس، أو تتعرض مدرسة أو مستشفى أو جامعة إلى قصف، أو ينزح السكان من أحيائهم بسبب الحرب. ومن جهة أخرى فإن كثيراً من المدارس والجامعات والمستشفيات والمساجد، وملاجئ الأيتام أصبحت مهجورة أو تحولت إلي ثكنات عسكرية. وعندما حاول العلماء في القيام بالواسطة بين أطراف الصراع لم تجد نداءاتهم أذناً صاغية، بل تعرض بعضهم إلى تهديد، كما أن بعضهم دفع حياته ثمنا لإيقاف الحرب القائمة.
أهداف الملتقى
ويأتي هذه الملتقى الذي يجمع العلماء والمفكرين والمثقفين الصوماليين في هذا الظرف الحساس الذي تمر به الصومال للنظر إلي ثلاث أمور رئيسية وهي: -
- الاهتداء إلى طريقة معينة لمعالجة الأزمة الصومالية مع تأصيل شرعي ونظري لما يجري في الساحة الصومالية
- البحث عن صيغة معينة لإيجاد كيان سياسي يستوعب كافة مكونات الشعب الصومالي ويحمي مصالحه
- تكوين آلية دبلوماسية شعبية تجمع العلماء والمفكرين من الصومال والعالم العربي والإسلامي للدعم الشعب الصومالي حتى يتمكن من استعادة عافيته.