توصيات الملتقى الأول لعلماء ومفكري الصومال
تحت رعاية الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
الدوحة – قطر
30 أبريل 2011م
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم باحسان إلى يوم الدين، وبعد
وبدعوة وتنظيم من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين انعقد في مقر الاتحاد بالدوحة، الملتقى الأول لعلماء ومفكري الصومال تحت شعار " تحليل الواقع وإعداد خارطة الطريق للمستقبل" بمشاركة علماء وأكاديميين وباحثين صوماليين من داخل الصومال وخارجها، وبحضور علماء أجلاء من العالم الإسلامي وذلك في 29 أبريل إلى 1 مايو 2011م.
تناول الملتقى بالنقاش والتحليل الواقع الراهن في الصومال وسبل معالجته من منظور شرعي وتدارس الآليات التي يمكن من خلالها تحقيق المصالحة والسلام، وتعزيز التنمية والاستقرار، ومساعدة المتضررين بالجفاف في الصومال.
إن الاتحاد يرى أن الإصلاح بين الفرقاء الصوماليين أمانة ملقاة على عاتق الأمة، أداء لواجب كفائي، وبعد مناقشة مستفيضة لعدة أوراق وبحوث خلال يومين كاملين توصل الملتقي إلى النقاط التالية:-
أولاً: المصالحة
[1] يدعو الملتقى الأطراف المتصارعة في الصومال إلى وقف الحرب وبدء حوار يمهد السبيل إلى مصالحة شاملة، مؤكداً على حرمة الدماء المسلمة التي تراق في الصومال ويدعو إلى وقفها على الفور.
[2] يدعو الملتقى إلى تفعيل دور العلماء والمثقفين في إصلاح ذات البين من خلال إنشاء آليات عمل خاصة بذلك تستند إلى دراسة واقعية وتستفيد من تجارب الماضي، وإشراك الفعاليات الاجتماعية الأخرى.
[3] يدعو الملتقى الشعب الصومالي إلى الوقوف إلى جانب جهود العلماء وروابطهم في تحقيق المصالحة، ولم شمل الصف الصومالي، وتحكيم الشرع والعقل.
[4] يدعو الملتقى الدول والمنظمات الإسلامية والعربية إلى القيام بواجبها تجاه إخوانها في الصومال، والسعي إلى إصلاح ذات بينهم، كما يدعو المجتمع الدولي إلى احترام سيادة الصومال واحترام إرادة أهله، باعتباره دولة مستقلة وجزءاً من العالمين الإسلامي والعربي.
ثانياً: العمل الإنساني:
[1] يناشد الملتقى المسلمين في العالم دولاً ومنظماتٍ وأهل الخير إلى تقديم يد العون والمساعدة للصومال.
[ٍ2] يطالب السلطات الصومالية بجميع تشكيلاتها إفساح المجال لمنظمات العون الإنساني لتقدم مساعداتها إلى المنكوبين.
[3] تكوين فريق عمل مكون من العلماء والمثقفين ورجال الأعمال والمهنيين ومنظمات المجتمع المدني لوضع تصور متكامل لإنشاء آلية تنسيق وطنية تقوم بتنسيق العمل الخيري وتنمية قدرات القائمين عليه وحشد الطاقات له.
ثالثاً: دور علماء الصومال
كما يطالب الملتقى بما يلي:
[1] يدعو الملتقى العلماء إلى وضع استراتيجيه لمصالحة تشمل كل مكونات المجتمع الصومالي.
[2] يدعو الملتقى العلماء إلى عقد اجتماع موسع لعلماء الصومال في داخل البلاد لتدارس مقررات هذا الملتقى وتشكيل الآليات اللازمة للشروع في العمل الميداني ومتابعة خطوات ومراحل المصالحة.
[3] يدعو الملتقى العلماء إلى الاتصال بفعاليات وقيادات المجتمع المدني ورؤساء العشائر والقبائل، لتوسيع قاعدة المشاركة وتوفير أرضية صلبة للمصالحة.
[4] يدعو الملتقى العلماء إلى نشر الوسطية وتنمية ثقافة الحوار والمصالحة مع الآخر، وترشيد العمل الدعوي في الصومال.
[5] يؤكد الملتقى على أهمية دور العلماء وكونهم المرجع الأساسي للقضايا الدينية في المجالات المختلفة.
رابعاً: دور الاتحاد العالمي
[1] يرى الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن حل الأزمة الصومالية لا يمكن أن يتم إلا بأيدي أبنائه، وأن مرد ذلك إلى علماء الصومال العاملين، والاتحاد مستعد وبكل الوسائل الممكنة لدعم جهودهم من أجل مصالحة شاملة وتكوين آليات مناسبة لذلك.
[2] يقدم الملتقى شكره العميق لرئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين وأعضاء المكتب التنفيذي والأمانة العامة فيه على إعدادهم واستضافتهم لهذا الملتقى الذي يعتبر نواة لمسيرة عمل طويل للم شمل أبناء الصومال وتحقيق أمنه واستعادة عافيته. والله الموفق إلى سواء السبيل.
قال الله تعالى على لسان نبيه شعيب عليه وعلى نبينا السلام (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب )
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.