البحث

التفاصيل

البشر جميعاً من أصل واحد

الرابط المختصر :

البشر جميعاً من أصل واحد

د. زغلول النجار

قال تعالى: *خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ* (الزمر: 6).

تأكيداً لحقيقة الربوبية المُستعلية على جميع الخلق تؤكد هذه الآية الكريمة أن الله تعالى خلق البشر جميعاً من أصل واحد، أو من ذات واحدة هي تراب هذه الأرض الذي ابْتُلَّ بالماء فأصبح طيناً، وأصبح هذا الطين هو الذات الواحدة التي خلق منها كلاً من أبوينا آدم وحواء عليهما السلام.

ومن طلاقة القدرة الإلهية المبدعة في الخلق أن الله تعالى أودع في صلبي أبوينا آدم وحواء عليهما السلام جميع الصفات الوراثية المميِّزة لكل فرد من ذريتهما إلى قيام الساعة، وسن الزواج لتلتقي الصفات المتقابلة للفرد الواحد وبذلك تكونت البشرية إلى جيلاً بعد جيل، ثم أضافت الآية الإشارة إلى إنزال ثمانية أزواج من الأنعام (أي: من كل من الإبل والبقر والضأن والماعز) ذكراً وأنثى يتم بهما بقاء نوع كل منهم، وعبرت الآية بالإنزال، لأن الخلق يكون بأمر من الله تعالى وهو فوق جميع خلقه، وقد يكون الإنزال إنزالاً حقيقياً بإنزال الشيفرة الوراثية للأنعام، ولغيرها من المخلوقات، فقد ثبت وجود بكتيريا حية في بعض النيازك التي أنزلت على الأرض، وهذه البكتيريا تشبه مثيلاتها الأرضية.

وتستمر الآية في الاستشهاد على طلاقة القدرة الإلهية المبدعة في الخلق بالإشارة إلى خلق الناس في بطون أمهاتهم خلقاً من بعد خلق في ظلمات ثلاث، والظلمات الثلاث التي يتم من ورائها خلق الجنين البشري هي ظلمة كل من البطن والرحم والمشيمة، والمقصود بتعبير خلقاً من بعد خلق هي مراحل كل من النطفة، النطفة الأمشاج، العلقة، المضغة، خلق العظام ثم كسوتها باللحم، وهذه المراحل تبلغ من الدقة ما لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، ووصف القرآن الكريم لها من قبل ١٤٠٠ سنة، وفي زمن لم يتوفر للإنسان أية وسيلة من وسائل التكبير أو التصوير يعتبر وجهاً من أوجه الإعجاز العلمي في كتاب الله، لذلك ختمت هذه الآية الكريمة بقول ربنا تبارك وتعالى: *…َلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ *، ومن معاني ذلك فكيف تصرفون عن عبادة الله خالقكم أو تشركون به ما لا يستحق العبادة.

وتستمر الآيات بعد ذلك في التأكيد على فضل العلماء وذلك بقول ربنا تبارك وتعالى: *…قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُواْ الْأَلْبَابِ* (الزمر: 9).

زغلول النجار  الاعجاز العلمي  سورة الزمر القران والعلم تفسير القران


: الأوسمة



التالي
آلاف النازحين السوريين يسكنون العراء بلا مأوى.. رياح عاتية تقتلع خيامهم المهترئة
السابق
“هذا بلد مسيحي”.. بريطاني يهاجم مسلما يتلو القرآن في مترو لندن

مواضيع مرتبطة

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع