البحث

التفاصيل

الإسلاموفوبيا" تنتقل للكونجرس.. تصاعد الكراهية ضد مسلمي أمريكا بعد تفوقهم بالانتخابات

الإسلاموفوبيا" تنتقل للكونجرس.. تصاعد الكراهية ضد مسلمي أمريكا بعد تفوقهم بالانتخابات

منذ قرار مسلمي أمريكا اقتحام مجال العمل السياسي بقوة للرد على حالة العداء التي يقودها المتطرفون الإنجيليون ضدهم عقب تفجيرات 11 سبتمبر 2001، وحالة الكراهية و"الإسلاموفوبيا" في تصاعد، لكن الجديد هو انتقالها للكونجرس.

فوز المسلمين بـ5 مقاعد في الكونجرس، و57 مقعداً في البلديات، و11 في المحليات، في نوفمبر الماضي، أثار عاصفة من الجنون بين المتطرفين الأمريكيين وزاد من حجم الكراهية، لكن الجديد هو حرب الشتائم المتبادلة بين أعضاء الكونجرس بسبب ذلك.

الأعضاء المسلمون في الكونجرس الأمريكي اضطروا للدعوة لمؤتمر صحفي لكشف هذه العداءات ضدهم والشتائم من نواب زملاء لهم في الكونجرس وتحريضهم المتطرفين ضدهم، داعين لمساءلة النائبة بويبرت التي أطلقت، الأسبوع الماضي، تصريحات معادية للإسلام بحق المسلمة إلهان عمر، متهمة إياها بأنها جزء من "مجموعة جهادية".

لم يقتصر الأمر على تهديدات وصلت للنائبة المسلمة إلهان عمر عرضتها في تسجيل صوتي يحمل تهديداً لحياتها، وبعد سلسلة من التعليقات المعادية للإسلام صادرة عن النائبة لورين بويبرت، لكن تزايدت الاعتداءات والشتائم بين النواب.

اضطرت عمر لعقد مؤتمر تؤكد فيه أنه وصلتها مكالمات مليئة بالإهانات، مثل: "لن تعيشي طويلاً.. أستطيع أن أضمن لك هذا تقريباً"، متهمة إياها بأنها جهادية وخائنة.

قالت: "لا ينبغي أن يكون لـ"الإسلاموفوبيا" مكان في أي مكان في أمريكا، ناهيك عن قاعات الكونجرس".

استغربت الهجوم عليها لأنها مسلمة وترتدي الحجاب ويقال عنها من زميلتها مؤيدة ترمب في الكونجرس أكاذيب عن أنها اعتقدت أنها تحمل متفجرات في حقيبتها.

قالت: "لم يكن خيار خلع حجابي متاحًا لي على الإطلاق، لأنني أعلم أنه عندما ندافع بفخر عن قيمنا ونحتفل بتنوع هذا البلد والحريات المنصوص عليها في دستور أمريكا سيقف معنا الآخرون".

كانت الشتائم بدأت عقب زعم النائبة اليمينية المتطرفة لورين بويبرت أنها كانت في مصعد مع إلهان عمر، وكانت الأخيرة تحمل حقيبة ظهر، وسخرت منها بأنها ربما تحمل في الحقيبة قنابل ومتفجرات لكونها مسلمة.

وكانت المفاجأة أن القصة كلها مفبركة ولم تلتقِ النائبة المتطرفة بإلهان عمر التي هاجمتها وقالت: إنها كاذبة، واضطرت النائبة المتطرفة للاعتذار.

لكن الشتائم استمرت متبادلة بين عضوات الكونجرس بسبب تعليقات النائبة لورين بويبرت العنصرية ضد المسلمة إلهان عمر.

حيث نددت النائبة الجمهورية نانسي ميس على شبكة "سي إن إن" بالتعليقات العنصرية ضد النائبة إلهان عمر، وقالت: إن الحادثة مثال على "الاستعارات والتعليقات العنصرية" التي يتم الإدلاء بها على جانبي الممر الحزبي.

نشرت النائبة الجمهورية نانسي ميس تغريدة على "تويتر" ضد زميلتها في مجلس النواب الأمريكي النائبة اليمينية المتطرفة مارغوري تايلور غرين وصفتها بـ"المجنونة" بعد أن وصفتها الأخيرة بـ"سلة المهملات".

أيضاً انتقدت النائبة التقدمية ألكساندريا كورتيز زعيم الأقلية بمجلس النواب كيفن مكارثي بسبب فشله في مساءلة أعضاء التجمع الجمهوري بعد التهديدات بالقتل، التي تعرضت لها النائبة المسلمة إلهان عمر.

وقالت كورتيز: إن مكارثي لم يسأل قطعياً عن التسجيلات العنصرية ضد عمر والتهديدات بقتلها بعد الهجوم عليها من قبل النائبة بويبرت.

وأضافت كورتيز، في تغريدة على "تويتر": لا يفهم الناس حقاً حجم وشدة التهديدات التي تستهدف عمر، كيفن مكارثي مشغول بالتحدث مع تجمعه الانتخابي "كو كلوكس كلان"، في إشارة إلى المنظمة العنصرية المتطرفة التي ارتكبت مجازر ضد السود.

تداعيات عنصرية

خطورة انتقال الصراع وهجمات "الإسلاموفوبيا" للكونجرس ومقر التشريع في أمريكا يشير لحالة الجنون والكراهية المتصاعدة ضد المسلمين الذين سعوا للدفاع عن أنفسهم بالانخراط في مؤسسات المجتمع السياسية للتعبير عن أنفسهم.

لكنها مؤشر خطير على نتائج ما فعلته إدارة الرئيس السابق ترمب أشد أعداء الإسلام الذي شهدت "الإسلاموفوبيا" في عهده صعوداً أهوج.

وسُجلت في الولايات المتحدة الأمريكية سلسلة اعتداءات ضد مسلمين خلال الفترة الأخيرة، وذلك في ظل اتساع رقعة "الإسلاموفوبيا" بالغرب، التي تغذيها مواقف رسمية، وكشف تقارير دور منظمات وممولين في تأجيج مشاعر الكراهية ضد المسلمين.

وسبق لتقرير صادر عن "مركز التقدم الأمريكي"، عام 2015م أن أكد وجود دور لمنظمات وممولين في تأجيج مشاعر الكراهية ضد المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية، وأن الشبكة المعادية للمسلمين قدمت أكثر من 57 مليون دولار من أجل شيطنة المسلمين في منظور الرأي العامّ.

وأكد: تتخذ "الإسلاموفوبيا" شكلاً من أشكال الخوف العامّ، ومن الغضب تجاه المسلمين الأمريكيين، كما شوهدت في سياق السرد حول جهاد الحضارات وخطاب الحقوق الدينية، والإعلام المتحيز وتغطيته لماراثون بوسطن.

وقال الباحثون: إن الأمر الأكثر خطورة هو السياسات التي تنظر إلى المسلمين باعتبارهم تهديداً، كما يظهر في دليل إرشادات مكتب التحقيقات الفيدرالي (FPI) لتدريب الشرطة، التي تقدّم الإسلام على أنه دين عنف.

واعتبر مجلس العلاقات الأمريكية-الإسلامية (كير) مستوى ظاهرة "الإسلاموفوبيا" في الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترمب هو الأسوأ منذ هجمات 11 سبتمبر 2001.

وقال إبراهيم هوبر، مدير شؤون الاتصالات بالمجلس، في مقابلة مع صحيفة "إندبندنت" البريطانية: إن "مشاعر التعصب لم تعُد تستهدف المسلمين الأمريكيين فحسب، بل طالت أيضاً كثيرين من المنتمين إلى الأقلّيات العرقية وأصحاب البشرة السوداء"

وليست ظاهرة "الإسلاموفوبيا" حديثة عهد في الولايات المتحدة الأمريكية، ولم تكن مجرد ظاهرة نشأت مع انتخاب ترمب، إذ طالما اشتكى المسلمون في الولايات المتحدة تَعرُّضهم للتمييز والاعتداءات، بخاصة في أعقاب هجمات11 سبتمبر 2001.

ومؤخراً، ازدادت وتيرة الاعتداءات على المسلمين حدة في الولايات المتحدة، بخاصة في ظلّ تنامي ظاهرة "الإسلاموفوبيا" في الدول الغربية، بخاصة فرنسا التي وصف رئيسها إيمانويل ماكرون الإسلام بأنه "يعيش في أزمة"، وكذلك إعادة مجلة "شارلي إيبدو" نشر رسومات مسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، وما أعقب ذلك من تداعيات، إضافة إلى حرق القرآن الكريم في السويد والنرويج على يد متطرفين.

وسُجّلت سلسلة اعتداءات بارزة على مسلمين في الولايات المتحدة خلال الفترة الأخيرة الماضية، كان أبرزها مقتل سيدة أردنية وابنها في حادثة إطلاق نار في لاس فيغاس.

المصدر : المجتمع ـــــ السبت، 04 ديسمبر 2021





التالي
الاتحاد يؤكد إجماع الأديان السماوية الثلاثة على التحريم القاطع التام للشذوذ الجنسي، (اللواط) ومخالفته للفطرة السليمة وبقاء الجنس البشري.
السابق
ملخص نظرية المقاصد عند الشاطبي للدكتور الريسوني

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع