الرابط المختصر :
.jpg)
الإعجاز العلمي
د. زعلول النجار
قال تعالى: *هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آَيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ* (غافر: 13).
تقول هذه الآية الكريمة بأن الله تعالى يظهر طلاقة قدرته في إبداعه لخلقه بما يشاهدونه في كل من السماوات والأرض من عظمة البناء وإتقان الصنع فيه، وتستشهد الآية على ذلك بإنزال الرزق من السماء، وأن في ذلك من الآيات والحكَم ما يشهد لكل ذي بصيرة بأن الكون الذي نحيا فيه يشهد لخالقه بطلاقة القدرة. وقد حصر الأقدمون رزق السماء بالمطر الذي يُخرج الله تعالى لنا به من الزروع والثمار ما تحتاجه الحياة الأرضية، وفسره آخرون بالقرار الإلهي بإنزال الرزق، ومع صحة هذين الاستنتاجين إلا أن العلم يؤكد لنا اليوم أن الله تعالى ينزل من السماء إلى الأرض جميع ما تحتاجه الحياة الأرضية من مختلف صور المادة والطاقة، ويتم ذلك عن طريق النجوم التي جعلها ربنا تبارك وتعالى على هيئة مفاعلات نووية عملاقة تبدأ بكتلة هائلة من غاز الهيدروجين الذي يحدث ربنا سبحانه وتعالى في داخلها دوامات عملاقة تجبر نوى ذرات الهيدروجين على الاندماج مع بعضها البعض مكونة نوى ذرات الهيليوم ومطلقة قدراً هائلاً من الطاقة.
وهذه العملية التي يسميها العلماء باسم عملية "الاندماج النووي" تستمر حتى يتحول قلب النجم إلى الحديد، وعندما يتحول قلب النجم إلى هذا العنصر فإنه يستهلك كل طاقة النجم فينفجر ناشراً نوى ذرات الحديد في صفحة السماء، وهذا الحديد يُنزل ربنا تبارك وتعالى منه على ما يشاء من أجرام السماء والأرض بالقدر الذي يشاء وفي الزمان والمكان الذي يشاء، كما أن الله تعالى يتيح لنوى ذرات الحديد المنتشرة في صفحة السماء اصطياد أعداد من اللبنات الأولية للمادة مكونة كل ما نعرف من العناصر التي هي أعلى في وزنها الذري من الحديد.
من هذا التفسير يتضح لنا أن الله تعالى كما ينزل على الأرض ما تحتاجه من ماء عذب ومن طاقة، فإنه ينزل على هذا الكوكب من مختلف ما نعلم من العناصر التي تحتاجها الحياة على الأرض، فرزق السماء يشمل كل ما تحتاجه الحياة على الأرض من مختلف صور المادة، والطاقة والمركبات الكيميائية المتعددة.
زغلول النجار الاعجاز العلمي سورة غافر القران والعلم تفسير القران