حوار إسلامي مع أتباع الديانات الشرقية
30/1/2010
أعلن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أنه سيدشن حوارا مع أتباع الديانات الشرقية المنتشرة في القارة الآسيوية مثل البوذية والهندوسية والسيخية والجينية وغيرها، في أفق أن يمتد هذا الحوار إلى باقي الديانات المنتشرة في أفريقيا.
وسيبدأ هذا الحوار حسب المسؤولين في الاتحاد بندوة في الهند ستجمع يومي 20 و21 فبراير/شباط 2010 شخصيات إسلامية من الهند وخارجها مع شخصيات أخرى من أتباع الديانات المذكورة.
ومن المنتظر أن يشارك في هذه الندوة نحو مائتي شخصية من عدة دول وديانات، يبحثون أسس ومقومات الحوار بين الإسلام والديانات الشرقية، ومجالات التعامل والتعاون بين المسلمين وغيرهم والمعالم المشتركة بينهم في القيم.
وأضاف أن هذه الديانات يتبعها مئات الملايين من الناس، وأن عدد أتباعها يفوق عدد أتباع الديانات السماوية كلها، مؤكدا أن على المسلمين أن يقووا صلتهم بهذه الأديان "من أجل التفاهم والتقارب لأن ذلك خير من التباعد والتباغض".
واعتبر القرضاوي أن الحوار مع هذه الديانات لا يعني أن الاتحاد يقر الوثنية، غير أن هناك أسسا للتسامح مع المخالفين نص عليها الإسلام، "ومنها أن هذا الاختلاف في الديانات واقع بمشيئة الله، وأن حساب الناس على أديانهم يكون بين يدي الله وليس في الدنيا".
رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي قال إن الداعي إلى هذا الحوار أن المسلمين أهملوا هذه الديانات الشرقية مع أنها تنتشر في مناطق قريبة من بلدانهم
استباق التخويف
ومن جهته قال رئيس لجنة القضايا والأقليات الإسلامية في الاتحاد الشيخ علي القره داغي إن تنظيم هذه الندوة يأتي "في إطار أهداف الاتحاد الرامية إلى التحاور والتواصل مع أصحاب الديانات الأخرى".
واعتبر أن من الدوافع أيضا كون "الملايين من المسلمين يعيشون وسط أهل هذه الديانات ويحتكون معهم ويتعاملون معهم كل يوم، وهو ما يستدعي العمل على تقوية هذا التواصل".
وأشار إلى أن "بعض الدوائر الغربية والصهيونية على وجه الخصوص تسعى لتخويف أهل الديانات الشرقية مما تسميه خطر الإسلام"، وأن الاتحاد العالمي "يريد أن يستبق هذا التخويف ويحول دون وقوع الفتنة بين المسلمين وأتباع هذه الديانات مستقبلا".
وأضاف القره داغي أن هذه المبادرة جاءت "من أجل التحاور مع أهل هذه الأديان حول سبل التعايش والتعاون والتعارف، وليس من أجل التحاور بشأن مضمون هذه الأديان".
وقال القره داغي إن أهمية هذا الحوار تنبع من الأهمية الإستراتيجية في المستقبل القريب لكل من الصين والهند، حيث الأغلبية من معتنقي هذه الديانات، مما سيجعل من ضبط علاقة احترام وحوار بينهم وبين الأقلية المسلمة أهمية قصوى في ربط علاقات تعاون بين هذين البلدين والعالم الإسلامي، على عكس ما هو حاصل الآن بين العالم الإسلامي وبين أوروبا وأميركا القوتين الدوليتين الكبريين.
المصدر : الجزيرة