نص القرارات التي أقرها مؤتمر الحوار الدولي بين الإسلام والأديان الشرقية
دهلى الجديدة ، 20 – 21 فبراير 2010
الإسلام بمؤمنيه ، البالغ عددهم مليارا وستمائة نسمة ، هو أكبر دين على وجه المعمورة اليوم. وهو أيضا أكثر الأديان شيوعا نظرا الى المؤمنين الجدد الذين ينضمون اليه كل سنة. وليست هذه الحقيقة وحدها هى التى جمعتنا هنا بل طبيعة الإسلام السمحة والكريمة هى التى فرضت التقارب من الأديان الشرقية التى لها جذور فى الهند مثل الهندوسية والسيخية والجينية والبوذية لكى يعيش المؤمنون بهذه الأديان القديمة الحية فى وئام وثقة متبادلة وتعاون مع إخوانهم وأخواتهم من المسلمين. ومثل هذه الخطوة مطلوبة فى إطار المفاهيم العديدة الخاطئة التى نُشِرت على وجه الصدفة أو عمدا عبر العالم بما فيه بلدنا الهند الذي يحتضن سدس مسلمي العالم.
ويهدف الحوار الدولي بين الإسلام والأديان الشرقية الى استبدال جدران عدم الثقة بين الإسلام والأديان الهندية المنشأ بجسور الود والتفاهم بينها. وهذا الحوار يهدف الى الضمان للعودة الى ثقافة التعايش والتسامح التى تعتبر بحق أهم مساهمة هندية في حقل الوئام البشري.
وقدم باحثون ذوو صيت عالمي من الديانات الإسلامية والهندوسية والبوذية والجينية والسيخية تصوراتهم عن دياناتهم مما أكد أن خلافاتها الجوهرية تقل كثيرا عن خلافاتها الشكلية. فكل هذه الأديان يؤمن بالمعبود الواحد وبجلالته وقدرته اللتين لا نهاية لهما وإن كانت هذه الديانات تطلق مسميات تختلف عن بعضها على هذا المعبود كما تختلف طرق عباداتها له. وإن المعرفة بوجود الله الذي لا حدود لقدرته وقوته هى من المعتقدات الرئيسية للهندوس والمسلمين والسيخ والجينيين والبوذيين وهذه المعرفة تجمعهم كلهم كإخوة وأخوات من أبناء الله الواحد.
وقد قرر المؤتمر الدولي للحوار بين الإسلام والأديان الشرقية ما يلى:
أولا: لابد من تدريس كل تلميذ بالمدارس لب ديانته المتكون من الخصائص الإلهية المتمثلة فى الرحمة والإحسان والعطف والتسامح. ويجب أن يتعلم التلاميذ كم هناك من تشابه بين هذه الأديان الخمسة فإدراكهم لهذه الحقيقة سيحميهم من أن يقعوا ضحية للذين يتخذون من الدين أداة لأهدافهم السياسية والشخصية ولتحقيقها يزكون نار الشقاق والعداء بين البشر.
ثانيا: ينبغى للدولة أن تضمن حماية حقوق وأمن الأقليات لكى يشعر كل مواطن أنه جزء فخور وقدير ومتساوٍ من الفسيفساء القومية الهندية. وينبغى لكل الأقليات المحلية سواء أكانت لغوية أو دينية فى أي جزء من الهند أن تتمتع بكافة حقوق بقية المواطنين وينبغي حماية هذه الأقليات من هجمات الغلاة اللغويين والطائفيين الذين يمارسون لعبةَ الذين يريدون وقف مسيرة الهند نحو الازدهار والعدالة الاجتماعية.
ثالثا: النساء والاطفال هم أكثر أجزاء المجتمع عرضة للتأثير ولذلك ينبغى تشجيع خطط خاصة تضمن: (أ) أن تحصل المرأة على الفرص التى يحصل عليها إخوانها من الرجال و (ب) أن تعطى الفرص لكل طفل وطفلة لكى يرتقيا الى المستويات التى هما مؤهلان لها بفضل المواهب الكامنة فيهما.
رابعا: ينبغى تدشين حركة قومية لنشر الوعي بضرورة الوحدة والتعاون بين مؤمنى الأديان الخمسة مع الإبراز بتفصيل أن سياسة كهذه هى وحدها التى تتناغم مع رسالات كتبها المقدسة بما فيها القرآن الكريم. ولتسهيل هذا الهدف، يوصى المؤتمر بإنشاء أمانة دائمة تقوم بمراقبة تقدم هذا البرنامج الهادف الى ربط مؤمنى هذه الأديان اجتماعيا وستعقد هذه الأمانة اجتماعات دورية لإعادة النظر فى مناهجها والنتائج التى يتم إحرازها