الرابط المختصر :
الحريات الجنسية عواقبها وعلاجها
- ميمونة بنت محمد مكي التواب
المحاضر بقسم رياض الأطفال
جامعة أم القرى
عضو مشروع وقاية الشباب من الأمراض المنقولة جنسياً
تمهيد
الحضارة عملة ذات وجهين متكاملين وجه مادي قوامه التقدم المادي الملموس ,ممثلاً بالصناعات المشاهدة المحسوسة, التي تفتقت عنها عبقرية الإنسان ووجه روحي قوامه مجموعة القيم والعادات والأعراف التي يعيشها الإنسان ويضبط بها ما انتهت إليه عبقريته من صناعات , لتسهم في سعادته, وهذه القيم قد تكون من صناعات الناس,أو من صناعة خالق الناس فإن كانت صناعة الناس فهي ناقصة مبتورة لأنها نتاج عقل محدود يعتريه الهوى والميل والنقص والنسيان وهي إن أسعدت صانعها ومن حوله ردحاً من الزمن فإنها لن تسعد الجيل الذي يليه لذا فهي مبتورة ومصيرها إلى الزوال ، أما إن كانت صناعة خالق الناس فهي أشمل وأكثر ديمومة لأنها تنظر للإنسان نظرة شمولية فتعالج كل جزئية وكلية في حياته وهي سهلة سهولة فطرة الإنسان وبساطتها وبالتالي طالما أسعدته فلا حاجة به إلى تغيرها.
و غياب الركن الروحي هو أخطر على البشرية من غياب الركن المادي ، وبالتالي ورغم تخلف الركن المادي في بلادنا الإسلامية ، فإنه آن لأمتنا أن تدرك أهمية الدور الذي يمكن لها أن تسهم به في صنع الحضارة على الأرض , وهو رصيدها من القيم الروحية التي تفتقد إليها البشرية جمعاء.
وقد تولت العناية الإلهية تزويد الإنسان بما يسعده في الدنيا والآخرة على أيدي رسل وأنبياء بعثهم الله على مر الزمان، كان آخرهم وخاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم، بما حمله للبشرية من رسالة تصلح لكل زمان ومكان وهدي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه لأنه خاطب الإنسان بشقيه المادي والروحي ، خاطب فيه العقل والروح معاً وأشبعهما معاً حتى لا يعيش التناقض، فلم يترك العقل ينمو على حساب الروح ، ولا الروح على حساب العقل ، وبذا ارتقى به أن يهبط إلى مرتبة الحيوان أو أن يتجاوز إنسانيته إلى عالم الملائكة.
ولقراءة البحث كاملا يرجي فتح المرفق