منهج الاعتدال والانصاف مع المخالفين
نظرات في فقه الائتلاف والإصلاح بين المسلمين
الدكتور ياسر عبدربه أبو قوطة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
كان من سنن الله تعالى في خلقه أن جعلهم مختلفين في أشياء كثيرة ، في ألسنتهم وألوانهم وفي طبائعهم وميولهم النفسي والعقلي والعاطفي وفي آرائهم ونظراتهم في الدين والنفس والمجتمع وما يحيط بهم:
قال تعالى: وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118)
إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119).
وقال سبحانه : وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعًا أن اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (148).
وكان ذلك لحكم عظيمة من أوضحها: الابتلاء والامتحان ليظهر من يعظم الحق ومن لا يعظمه.
وليعرف أيضا جزاء العاصي والمطيع : قال تعالى وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48).
والمخالف هو كل من خالفك في أي شيء فهو الوثني والملحد والكتابي والمرتد والمنافق والمبتدع بدعة اعتقادية والمبتدع بدعة عملية، وهو المنازع في المسالة الفقهية القطعية والظنية، وكذلك في المناهج المختلفة سواء كانت دعوة سياسية أو عملية أو في أي صعيد.
لقراءة البحث افتح المرفق