البحث

التفاصيل

مسلمو الكونغو الديمقراطية ضحايا الجهل والفقر والتنصير

مسلمو الكونغو الديمقراطية ضحايا الجهل والفقر والتنصير

تقع الكونغو في وسط أفريقيا، ومساحتها تبلغ نحو 2.3 مليون كم2، وكانت تُسمّى زائير حتى عام 1997م، وعاصمتها كينشاسا، والفرنسية هي اللغة الرسمية.

يبلغ عدد السكان 77 مليوناً، ويقدر عدد المسلمين بـنحو 10 ملايين عام 2020م، بنسبة 15% من السكان، و70% مسيحيون، و15% معتقدات أخرى، ويتكون السكان من مجموعات عرقية، منها: هوتو، وتوتسي، والنيلولتك، والبانتو.

يتركز المسلمون بالعاصمة كينشاسا، وبشرق البلاد في كاسونغو وكيندو، ومناطق: مانيما، وكيفو، وكوما، وسيكك، وماسيس، وماكاتو كاساي، ولوبومباشي.

احتلت بلجيكا الكونغو عام 1908م، وقد تعرض المسلمون في عهد الاحتلال للتمييز العنصري؛ فتم منعهم من أداء عباداتهم، ومنع أطفالهم من الالتحاق بالمدارس إلا بعد تغيير أسمائهم الإسلامية حتى الاستقلال في 30 يونيو 1960م.

والكونغو من أغنى دول أفريقيا بالثروات المعدنية، وبها مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية الخصبة، لكن انتشار الفساد والحروب الأهلية التي شهدتها أعوام 1998، و2006، و2010م، خلفت أكثر من مليون قتيل، وشردت الملايين، ومنهم مسلمون في المناطق الشرقية؛ وأكثر من 80% من السكان فقراء وأميون؛ فلا يتعدى الدخل اليومي للأسرة دولارين مع انعدام الخدمات الأساسية كالكهرباء والرعاية الصحية والتعليم؛ فمصروفات التعليم للطفل أكثر من 50 دولاراً مما زاد من معدل الأمية.

أوضاع المسلمين

يعاني مسلمو الكونغو من الفقر الشديد؛ ما جعلهم فريسة سهلة أمام المنظمات التنصيرية التي تشترط اعتناق المسيحية للحصول على الخدمات، وتخصصت منظمات لتنصير مسلمي الكونغو، مثل منظمة «AAB” التي تعمل في المدن ذات الأغلبية المسلمة، مثل: كسينجاني، وكيفو، ولومومباشي، ومنظمة “كاراتياس” التي تخصصت في تنصير أطفال المسلمين؛ حيث تقوم بتسديد نفقات التعليم إذا اعتنق الطفل المسيحية، وقد توفر له فرص الدراسة الجامعية خارج البلاد، وعملاً داخل البلاد، فكثير من الأسر المسلمة أمام خيارين؛ إما التنصير والتعليم، وإما الإسلام والأمية، وقليل منهم يواصل تعليمه حتى المرحلة الثانوية أو الجامعية؛ ولذلك تراجعت أعداد المسلمين كثيراً في العقود الأخيرة من 17 مليوناً إلى 10 ملايين.

والمسلمون هناك ليس لهم دور سياسي مؤثر؛ فأحزابهم ضعيفة، وعدد النواب المسلمين في أي انتخابات منذ عام 2006م حتى اليوم لا يتجاوز 5 نواب من إجمالي 500 نائب بنسبة 1%، ولا يوجد لهم وزير واحد في الحكومة.

والكونغو دولة علمانية لا تدعم المؤسسات الدينية؛ فالمساجد قليلة جداً وقديمة، والعاصمة كينشاسا يوجد بها مسجدان فقط، أمّا بقية المساجد فهي عبارة عن مصليات صغيرة، وهم عاجزون عن ترميم ما تهدّم من مساجدهم.

ويوجد التعليم الإسلامي بالكونغو في المدارس القرآنية الملحقة بالمساجد والمراكز الإسلامية، مثل: لبومو، وبوانت نوار وغيرهما، وأما الجامعات الإسلامية فهي قليلة تعتمد على مساعدات الدول العربية، وهي: جامعة المصطفى الإسلامية، ومعهد المسلم، وجامعة الفتح الإسلامية في إقليم شمال (كيفو).

ويوجد في الكونغو مؤسسات إسلامية تعمل على رعاية شؤون المسلمين، منها: المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وجمعية مسلمي الكونغو، ومركز الإصلاح الاجتماعي، واتحاد شباب مسلمي الكونغو، واتحاد المرأة الكونغولية المسلمة، ومنظمة النور للشؤون الإسلامية، والجمعية الخيرية للتطوير والتنمية البشرية، وجهودها ضعيفة جداً بسبب ضعف إمكاناتها وعجزها المادي.

ويعاني المسلمون هناك من مشكلات كثيرة، من أهمها: النشاط التنصيري بإمكاناته الضخمة، وانتشار الجهل بالإسلام لعدم وجود أي وسيلة إعلامية ولا دعاة مؤهلين، وحاجتهم شديدة إلى المصاحف، والكتب الإسلامية.

كما أنه لا يوجد لهم محاكم شرعية في الأحوال الشخصية والمواريث؛ لذا يلجأ المشايخ والعلماء في مناطق المسلمين لحلّ هذه المشكلات بعيداً عن المحاكم المدنية.

 والدعم الذي تقدمه منظمة الدعوة الإسلامية السودانية، ومؤسسة آل مكتوم الإماراتية والأزهر الشريف والسعودية والكويت قليل جداً وغير كاف.

 

المراجع

1- الشيخ جمال لومومبا رمضان، رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في الكونغو الديمقراطية: الجهل، والأميَّة الدينيَّة، والمد التنصيري ثالوث ينهش الجسد الإسلامي في بلادنا، حوار: السيد عبدالرحمن، شبكة الألوكة، 22 شعبان 1435هـ/ 21 يونيو 2014م.

2- الشيخ علي مويني، مفتي الكونغو الديمقراطية: الإسلام جاءنا عبر التعاملات السمحة للتجار العرب، حوار: أحمد فوزي، صحيفة الجريدة الكويتية، 19 يونيو 2015م.

3- د. جمال عبدالرحمن يس: الحراك الإسلامي والكنسي في دولة الكونغو الديمقراطية، موقع مجلة قراءات أفريقية، 13 أبريل 2017م.

المصدر : 10 يناير 2022





التالي
بعد اعتقال دام أكثر من 4 سنوات.. السعودة تفرج عن الداعية علي أبو الحسن
السابق
الاتحاد يدعو الشعب الكازاخستاني وحكومته إلى تقديم مصالح البلاد واستقلالها وسيادتها وأمنها، والحفاظ على ثرواتها ومكتسباتها وكرامة أهلها..

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع