البحث

التفاصيل

الاعجاز العلمي

الرابط المختصر :

الاعجاز العلمي

د . زغول النجار

قال تعالى: *قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ* (فصلت: 9-11).

في عتاب من الله تعالى للكفار والمشركين على كفرهم وإشراكهم بالله وهو تعالى الخالق لكل شئ الذي خلق الأرض في يومين، ومن معاني ذلك على مرحلتين متتاليتين، وهذان اليومان هما أيضاً يوما خلق السماوات لأنها خلقت مع الأرض في لحظة واحدة، وأيام الخلق هي مراحل متتالية قد تستغرق الواحدة منها ملايين السنين وعلى ذلك فهي ليست من أيام الأرض. والأنداد هم الأمثال والنظراء، والخالق تعالى منزه عن جميع صفات خلقه وعن كل وصف لا يليق بجلاله فهو رب كل شئ ومليكه فلا ند له ولا نظير.

1. وتقول الآية التالية أن الله تعالى خلق الجبال بعد خلق الأرض، وهي حقيقة علمية لم يدركها الإنسان إلا في القرن العشرين. ووصَف الجبال بالرواسي لأنها تقلل من ترنح كوكب الأرض في دورانه حول محوره، كما تقلل من حركة القارات على سطح الأرض، ولولا هذا الإرساء للجبال ما كانت الأرض صالحة للعمران. وفي قوله تعالى: *وجعل فيها رواسي من فوقها* إشارة إلى إلقاء الجبال على سطح الأرض، وهي كذلك حقيقة لم يعرفها الإنسان إلا في أواخر القرن العشرين، أما المباركة للأرض فتشمل التهيئة لهذا الكوكب لكي يكون صالحاً للحياة عليه وذلك بتكوين كل من القشرة والتربة الأرضية، وتكوين كل من الغلاف الغازي والغلاف المائي للأرض، وتحريك جزء من هذا الماء لتنقيته في دورة مُحكمة تعرف باسم "دورة الماء حول الأرض" وملء هذا الكوكب بمختلف أنماط الحياة النباتية والحيوانية. ولعل هذا هو المقصود بقوله تعالى: *…وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين*، وهذه الآية تشير إلى أن الله تعالى خلق في البدء أرضاً واحدة، وسماءً واحدة، ثم شاءت إرادته تعالى أن يمايز الأرض الأولى إلى سبع أرضين قبل أن يمايز السماء الأولى إلى سبع سماوات، قال تعالى: هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ* (البقرة: ٢٩).

وواضح من سياق هذه الآيات أن يومي خلق الأرض هما يومي خلق السماء لأنهما خلقتا في وقت واحد، وأن الجبال خلقت بعد خلق الأرض التي مايزها ربنا تبارك وتعالى إلى سبع أرضين قبل أن يمايز السماء الأولى إلى سبع سماوات، وأن عملية تمايز كل من السماء والأرض إلى سبعة أمثال هي عملية تالية لعملية الخلق، من هنا يزول الالتباس الذي أثاره بعض المفسرين حينما جمعوا أيام الخلق في ثمانية أيام، والقرآن الكريم يؤكد في العديد من آياته على أن خلق السماوات والأرض قد تم في ستة مراحل محددة، وأما التسوية فهي عملية تالية لعملية الخلق، لذلك قال (تعالى): ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ*

وتؤكد الآيات أن زينة السماء الدنيا هي النجوم (المصابيح) وأن الله (تعالى) قد تعهد بحفظ كل ذلك إلى قيام الساعة.

الإعجاز العلمي  سورة فصلت  القران والعلم  تفسير القران





التالي
صلوات إلى العام الجــــديد
السابق
اعتداء على كهل مسلم في الهند.. ومتطرفون هندوس يتوعدون بمقاطعة بضائع المسلمين (شاهد)

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع