الرابط المختصر :
![](https://pic.iumsonline.org/uploads/MainContent/%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%8a%d8%b3%d9%88%d9%86%d9%8a(27).jpg)
ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
بقلم: أ. د. أحمد الريسوني
هذه قاعدة من قواعد الشرع في التعامل والتخاطب مع الناس ، وتتمة بيانها قوله تعالى: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) فصلت 34. فهي قاعدة عامة في حسن التعامل، وفي أحسن المسالك لتجاوز العداوات والخصومات والصدمات، سواء كانت لأسباب دينية أو دنيوية، وسواء كانت مادية أو معنوية أو نفسية.
ففي جميع الحالات، فإن الشرع بأمر ويوجه إلى "الدفع بالتي هي أحسن"، أي بالطريقة المؤدبة المهذبة، وبالطريقة التي ألطف وأنظف. فبهذه الطريقة نتجاوز العداوات ونتلافى الخصومات، وبهذه الطريقة يتحول الأعداء إلى أولياء ويتحول الخصوم إلى أصدقاء (..فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ).
هذه القاعدة السلوكية، وإن كانت عامة في العلاقات والمُعاملات، إلا أن لها صلة حميمة بالدعوة والدعاة. وسياقها القرآني يدل على ذلك (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ * وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) فصلت :٣٣ - ٣٤.
و(الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) بقيت عامة مجملة من غير تحديد ولا تقييد، وبقي تقدير ذلك بحسب الحالات والمجالات، وبناء على ما وضعه الشرع وأرشد إليه من آداب في التعامل والتخاطب.
وإنما بقيت هذه الطريقة الموصوفة بأنها (الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) عامة لكي نختار "الأحسن" لكل حالة بحسب ما يليق بها، وبحسب ما نستطيعه وتبلغه أخلاقنا وإمكاناتنا، فالمهم هو أن ندفع ونتعامل ونعالج أمورنا (بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ).